أخبار تونس - لطالما حلم الإنسان منذ فجر التاريخ بأن يحلق في جو السماء بكل حرية، تمامًا كما تفعل الطيور. لطالما حاول أن يقلد المخلوقات الطائرة ليسمو هو الآخر إلى الارتفاعات الشاهقة ويتنقل في هذا الفضاء العلوي الرحب. وسجّل التاريخ في مجال الطيران والفضاء عدة أحداث وروايات مازالت تذكر إلى اليوم، حتى بعدما أصبح الإنسان غازيا لهذا الفضاء وحقق إنجازات كبرى في عالم الطيران. ولأن تاريخ الطيران وعلوم الفضاء تاريخ زاخر بالأحداث جاء كتاب “أجنحة الإنسان” لمؤلفه بوراوي بن علي أول قائد طائرة تونسي ورئيس المنظمة التونسية للثقافة الجوية ليدوّن لمحاولات الإنسان الطيران ومحاكاة الطيور منذ فجر التاريخ، وقد صدر الكتاب باللغة الفرنسية عن دار النشر فاروس بباريس سنة 2005. ومثّل هذا الكتاب محور حواردار على هامش اللقاء العلمي الذي احتضنه مركز العلوم بمدينة جمال من ولاية المنستير، وكان محور اللقاء “تاريخ الطيران وعلوم الفضاء”. ويتعرّض الكتاب في مستهله إلى مبتكرات الخيال البشري في مجال استكشاف الفضاء بدءا بتصور آلهة أو حيوانات مجنّحة على غرار الحصان المجنّح الذي يزخر به تراث عديد الحضارات الشرقية انتهاء بمحاولات متعددة للتحليق في الجو. ومن أهم محاولات التحليق في الجو والتي تعرّض إليها الكتاب تلك التي قام بها العالم العربي الأندلسي عباس بن فرناس سنة 861 حيث قفز من علو شاهق مستعينا بأجنحة ثبتت حول ساعديه وقد تعرّض جراء هذه المحاولة إلى إصابات خطيرة أودت في ما بعد بحياته، وأكدّ الكاتب أن العالم العربي عباس بن فرناس أدرك قبل وفاته سبب سقوطه المتمثل في فقدان جهاز ضامن للتوازن. ويشار إلى أن الكاتب استعرض أيضا مختلف محاولات الطيران على الصعيد العالمي التي تمثّلت أولى نجاحاتها في توفق الأخوين الأمريكيين “ورايت” إلى صنع أول طائرة ذات محرك أتاحت التحليق في الجو مدة ثلاث ثوان ونصف وكان ذلك يوم 14 ديسمبر 1903. وأكد السيد بوراوي بن علي على عزمه إصدار طبعة ثانية لكتابه بعد نفاذ نسخه العشرة آلاف. ويذكر أن مركز العلوم بمدينة جمال الذي أنشئ بمبادرة من رجل أعمال من رواد المنظمة التونسية للثقافة وعلوم الفضاء سيتضمن ورشات لصنع النماذج المصغّرة للطائرات والصواريخ بهدف استقطاب الشباب وتحسيسهم بأهمية الانخراط في الابتكارات العلمية.