أخبار تونس أشرف السيد نذير حمادة وزير البيئة والتنمية المستديمة على افتتاح أشغال ورشات عمل الملتقى السنوي الثاني يومي 4 و5 أكتوبر والذي ينظمه البنك الوطني للجينات احتفالا بذكرى انبعاثه، وذلك صباح يوم الخميس 5 نوفمبر بمقر البنك في لقاء حضره عدد من رؤساء الجمعيات التنموية والباحثين الجامعين والإعلاميين. ويعتبر بعث البنك الوطني للجينات مبادرة رائدة تسعى تونس من خلالها إلى الحفاظ على ثرواتها الطبيعية في إطار سياستها التنموية. ويعتبر الملتقى مناسبة لتقييم إنجازات البنك في ميادين المحافظة على الموارد الجينية وتقييمها وتثمينها./ p وقد استهل السيد نذير حمادة كلمته بتجديد تهانيه إلى الرئيس زين العابدين بن علي إثر فوزه الباهر في الانتخابات الرئاسية والتشريعية وأشار إلى أن الأجواء الاحتفالية التي تعيشها تونس بمناسبة ذكرى التحول تكتسي طابعا مميزا يثبت التفاف مختلف شرائح المجتمع حول السياسة الحكيمة لسيادته. و أكد السيد وزير البيئة و التنمية المستديمة على العناية التي يوليها سيادة الرئيس للبيئة بصفة عامة قصد توفير المناخ الملائم للتنمية و العناية المتجددة بها وقد تجلت في برنامجه الانتخابي 2009/2014، حيث أكد سيادته في النقطة 21 على عزمه على إرساء معالم مقاربة حديثة للسياسة البيئية و حماية الثروات الطبيعية و في الفقرة الثامنة أشار إلى ضرورة حماية التنوع البيولوجي و إثرائه بإيلاء دور أكبر للبنك الوطني للجينات. و أكد الوزير أن البنك الوطني للجينات مكسب ثمين لتونس باعتبار مختلف الجهود التي يبذلها لحفظ التنوع البيولوجي و إثرائه‘ إذ هو يتولى التنسيق الوطني بين كافة المؤسسات العلمية و الهياكل العمومية و المتدخلين في مجال الموارد الجينية و هو أيضا يتابع حالة التنوع البيولوجي قصد المحافظة عليه و استغلاله لمجابهة التغيرات المناخية. و هو فضلا عن مختلف الجهود التي يبذلها على المستوى الوطني لتحقيق التنمية، يعمل على إثراء المخزون الجيني بالبنك و ذلك بسعيه للمحافظة على الأصول الجينية المحلية و تطويرها و تثمينها في مجال الاستنباط و إنتاج المشاتل و البذور المتأقلمة مع المناخ التونسي و هو يقوم أيضا باسترجاع الأصناف المحلية المتواجدة بالبنوك الأجنبية و يقوم بضبط آليات لتبادل الأصول الجينية و الحصول عليها على النطاق الوطني و الدولي، مع العمل على تبادل المعلومات الخاصة بالموارد الجينية. و يسعى البنك الوطني الجيني منذ انبعاثه إلى المساهمة في تكوين و تدعيم القدرات الوطنية في مجال المحافظة على الموارد الجينية على المستوى الوطني و الدولي... و أكد حرص وزارة البيئة و التنمية المستديمة على دعم الجهود التي يبذلها البنك و تنميتها و تشجيع الباحثين في هذا المجال و تسخير كل الأدوات اللازمة لذلك و نوه بالمجهودات الجبارة التي قام بها البنك في مجال إرجاع عدة أصول جينية هامة لم تكن موجودة بتونس و كانت مودعة في الخارج و ذلك بفضل جهود مختلف العاملين في البنك. كما أكد سيادته أن الحرص على المحافظة على الموروث الجيني الوطني وتثمينه من خلال جرد وتقييم الأصناف الوطنية وتجميع عينات من الأصناف الجينية المحلية او الواردة المتأقلمة واسترجاع الأصناف المحلية المنقرضة... هو عمل وطني يجب أن تساهم فيه جميع المؤسسات التنموية. و توجه بالشكر إلى مختلف الباحثين والخبراء الذين يكونون شبكة بحث وطنية هامة بها 9 فرق، تشمل هذه الشبكة باحثين وممثلي هياكل التنمية والمجتمع المدني. و تجدر الإشارة إلى أن فعاليات الملتقى كانت قد انطلقت يوم الأربعاء 4 نوفمبر بمجموعة من المحاضرات الرئيسية حول إنجازات البنك الوطني للجينات و دور المجتمع المدني في المحافظة على الموارد الجينية و المعاهدة الدولية للنفاذ للموارد الجينية النباتية، فضلا عن استعراضها للاستراتجية الوطنية للمحافظة على التنوع البيولوجي و عدة ورشات حول الحبوب و البقوليات و فرق عمل النباتات العلفية و الطبية و العطرية و الغابية و الرعوية و الخضراوات و التوابل و الوارد الجينية الحيوانية... و واصل اليوم بقية المتدخلين و بعد عرض شريط وثائقي عن البنك الوطني للجينات و نتائج الفرق، أعمال ورشاتهم التي تركزت أساسا حول الأشجار المثمرة و البقوليات الغذائية و الموارد البحرية و الزراعات العلفية...و اختتمت مختلف الورشات بنقاش عام حول” تثمين المخزون الوراثي بالبنك الوطني للجينات خدمة للتنمية المستديمة”. ويعتبر البنك الوطني للجينات أحد أبرز آليات العمل التنموي في مجال حماية و حفظ التنوع البيولوجي و إثرائه كمخزون وطني يضم أكثر من 25 ألف عينة من البذور مخزنة في بيوت التبريد. و كان البنك قد عمل على استرجاع أكثر من 4000عينة من الأصناف التونسية من الحبوب و الأعلاف وحوالي 2500 عينة من الحبوب من المعهد الدولي للبحوث الزراعية (ICARDA) و 1650 عينة من الحبوب و الأعلاف من الولاياتالمتحدةالأمريكية. كما تمكن البنك من إرجاع 21 صنف محلي من الحبوب إلى ولايات الوسط و الجنوب التونسي...و هو بالإضافة إلى ذلك يساند باستمرار مربي السلالات و الجمعيات للمحافظة على الموارد الجينية في أنماطها الطبيعية وتنميتها.