ألقى الرئيس زين العابدين بن علي في موكب الاحتفال يوم السبت بالذكرى الثانية والعشرين لتحول السابع من نوفمبر كلمة في ما يلي نصها : “بسم الله الرحمان الرحيم أيها المواطنون أيتها المواطنات، يحتفل شعبنا اليوم باعتزاز كبير وبهجة عارمة بالذكرى الثانية والعشرين لتحول السابع من نوفمبر 1987 اثنتان وعشرون سنة من العمل الدؤوب والتطوير الحثيث والبناء المتواصل وفرت للتونسيين والتونسيات من كل الفئات والجهات أسباب الأمان والاطمئنان والعيش الكريم. كما فتحت أمامهم الآفاق رحبة للطموح والتفاؤل بالمستقبل في مسيرة سياسية واقتصادية واجتماعية متوازنة مترابطة المضامين واضحة الأهداف قوامها الحوار والمشاركة والوفاق. وها نحن نواصل المسيرة مع شعبنا وفاء للأمانة التاريخية التي تحملناها من أجله واعتزازا بثقته المتجددة في سياستنا وخياراتنا وانخراطه في برامجنا وتوجهاتنا. ويطيب لي أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى كل الذين ساندوا ترشحي وصوتوا لفائدتي وتجاوبوا مع برنامجي من المواطنين والمواطنات وكذلك إلى حزبنا العتيد التجمع الدستوري الديمقراطي والى سائر الأحزاب الوطنية والمنظمات والجمعيات عامة. كما أعبر عن كامل ارتياحي واعتزازي بنجاح سير العملية الانتخابية الرئاسية والتشريعية بكل مراحلها وعلى جميع مستوياتها. لقد جرت هذه الانتخابات في كنف النظام والانضباط والوضوح والشفافية واحترام القانون أمام مرأى سائر الملاحظين التونسيين والأجانب. وأقام الشعب التونسي من خلال هذه الانتخابات الدليل مرة أخرى على وعيه بحقوقه وواجباته وعلى نضجه السياسي والحضاري وخصوصا على جدراته بحياة ديمقراطية وتعددية متطورة. وأريد أن أتوجه بهذه المناسبة الوطنية المتميزة بخالص التهنئة إلى السادة أعضاء مجلس النواب الذين فازوا بثقة المواطنين والمواطنات في دوائرهم والذين يسعدني أن أزورهم في مجلسهم الموقر قريبا لأداء اليمين الدستورية أمامهم وأمام السادة أعضاء مجلس المستشارين. كما أهنئ في هذا الموكب الوطني البهيج كل من سينالهم التكريم بعد حين بوسام السابع من نوفمبر مقدرا جهودهم القيمة في ترسيخ مشروعنا الحضاري وتعزيز مقوماته ومكبرا في الوقت ذاته جهود سائر كفاءاتنا الوطنية ومبدعينا وما يقدمونه للوطن من خدمات وإضافات. وأتوجه كذلك بالتهنئة إلى الأستاذ بالأشهب الشهباني الذي أحرز على جائزة 7 نوفمبر للإبداع لهذه السنة مثنيا على جهوده في اختراع آلة في اقتصاد المياه وحاثا إياه وسائر الباحثين التونسيين على مزيد النجاح والتألق. ونحن دائما على العهد من أجل تونس برا بها وإعلاء لشأنها ووفاء لشهدائها وللأجيال من مناضليها نتفاني في خدمة مصالحها ونتقدم بشعبها أشواطا جديدة على درب العزة والازدهار. وإن عزمنا اليوم على مزيد إثراء المسار الديمقراطي التعددي وتوسيع معالم الرقي والرفاه ببلادنا أقوى وأرسخ من أي وقت مضى. وسنواصل العمل في هذا السبيل معززين بثقة مواطنينا ومواطناتنا أوفياء لبرنامجنا للسنوات الخمس القادمة معولين على ذكاء أبنائنا وبناتنا وعلى ما يزخر به مجتمعنا من طاقات وكفاءات لرفع تحديات المرحلة وكسب رهاناتها. والله الموفق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”