انتظم صباح أمس السبت بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية والعشرين لتحول السابع من نوفمبر موكب باشراف الرئيس زين العابدين بن علي اكرم خلاله سيادته عددا من المسؤولين والاطارات والكفاءات الوطنية والمبدعين. وألقى رئيس الدولة بالمناسبة كلمة اكد فيها انه يواصل المسيرة مع الشعب التونسي وفاء للامانة التاريخية التي تحمّلها من اجله واعتزازا بالثقة المتجددة في سياسته مبينا ان عزمه على مزيد اثراء المسار الديمقراطي التعددي وتوسيع معالم الرقي والرفاه بالبلاد اقوى وارسخ من أي وقت مضى وانه سيواصل العمل في هذا السبيل في اطار برنامجه للسنوات الخمس القادمة. وتوجه رئيس الجمهورية بالشكر والتقدير الى كل الذين ساندوا ترشحه وصوتوا لفائدته وتجاوبوا مع برنامجه من المواطنين والمواطنات وكذلك الى التجمع الدستوري الديمقراطي والى سائر الاحزاب الوطنية والمنظمات والجمعيات عامة معبرا عن كامل الارتياح والاعتزاز بنجاح سير العملية الانتخابية الرئاسية والتشريعية بكل مراحلها وعلى جميع مستوياتها كما عبر عن تهانيه الى اعضاء مجلس النواب الذين فازوا بثقة المواطنين والمواطنات ملاحظا انه سيزورهم في مجلسهم قريبا لاداء اليمين الدستورية امامهم وامام اعضاء مجلس المستشارين. وتولى رئيس الدولة خلال هذا الموكب تكريم الدكتور بالاشهب الشهباني الاستاذ الباحث بمعهد المناطق القاحلة بمدنين والمتحصل على جائزة اليونسكو العالمية للمياه باسناده "جائزة 7 نوفمبر للابداع" وذلك تقديرا لبحوثه ولاختراعه جهازا يقتصد في مياه الري. كما تولى سيادة الرئيس تقليد عدد من المسؤولين والاطارات والمبدعين وسام السابع من نوفمبر تقديرا لجهودهم واسهامهم في ترسيخ المشروع الحضاري للتغيير وتعزيز مقوماته. وجرى هذا الموكب بحضور الوزير الاول ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس المستشارين وأعضاء الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي ومفتي الجمهورية. كما دعي لحضوره الامناء العامون للاحزاب السياسية ورؤساء المنظمات الوطنية والهيئات القائمة والمجالس الاستشارية وعدد من سامي الاطارات والشخصيات الوطنية. وفيما يلي نص الكلمة: «بسم الله الرحمان الرحيم ايها المواطنون ايتها المواطنات يحتفل شعبنا اليوم باعتزاز كبير وبهجة عارمة بالذكرى الثانية والعشرين لتحول السابع من نوفمبر 1987 اثنتان وعشرون سنة من العمل الدؤوب والتطوير الحثيث والبناء المتواصل وفرت للتونسيين والتونسيات من كل الفئات والجهات اسباب الامان والاطمئنان والعيش الكريم. كما فتحت امامهم الآفاق رحبة للطموح والتفاؤل بالمستقبل في مسيرة سياسية واقتصادية واجتماعية متوازنة مترابطة المضامين واضحة الاهداف قوامها الحوار والمشاركة والوفاق: وها نحن نواصل المسيرة مع شعبنا وفاء للامانة التاريخية التي تحملناها من اجله واعتزازا بثقته المتجددة في سياستنا وخياراتنا وانخراطه في برامجنا وتوجهاتنا. ويطيب لى ان اتوجه بالشكر والتقدير الى كل الذين ساندوا ترشحى وصوتوا لفائدتى وتجاوبوا مع برنامجى من المواطنين والمواطنات وكذلك الى حزبنا العتيد التجمع الدستوري الديمقراطي والى سائر الاحزاب الوطنية والمنظمات والجمعيات عامة. كما اعبر عن كامل ارتياحي واعتزازي بنجاح سير العملية الانتخابية الرئاسية والتشريعية بكل مراحلها وعلى جميع مستوياتها. لقد جرت هذه الانتخابات في كنف النظام والانضباط والوضوح والشفافية واحترام القانون امام مرأى سائر الملاحظين التونسيين والاجانب. واقام الشعب التونسي من خلال هذه الانتخابات الدليل مرة اخرى على وعيه بحقوقه وواجباته وعلى نضجه السياسي والحضاري وخصوصا على جدارته بحياة ديمقراطية وتعددية متطورة. واريد ان اتوجه بهذه المناسبة الوطنية المتميزة بخالص التهنئة الى السادة اعضاء مجلس النواب الذين فازوا بثقة المواطنين والمواطنات في دوائرهم والذين يسعدني ان ازورهم في مجلسهم الموقر قريبا لاداء اليمين الدستورية امامهم وامام السادة اعضاء مجلس المستشارين. كما اهنئ في هذا الموكب الوطني البهيج كل من سينالهم التكريم بعد حين بوسام السابع من نوفمبر مقدرا جهودهم القيمة في ترسيخ مشروعنا الحضاري وتعزيز مقوماته ومكبرا في الوقت ذاته جهود سائر كفاءاتنا الوطنية ومبدعينا وما يقدمونه للوطن من خدمات واضافات. واتوجه كذلك بالتهنئة الى الاستاذ بالاشهب الشهباني الذي احرز على جائزة 7 نوفمبر للابداع لهذه السنة مثنيا على جهوده في اختراع الة في اقتصاد المياه وحاثا اياه وسائر الباحثين التونسيين على مزيد النجاح والتالق. ونحن دائما على العهد من اجل تونس برّا بها واعلاء لشانها ووفاء لشهدائها وللاجيال من مناضليها نتفانى في خدمة مصالحها ونتقدم بشعبها اشواطا جديدة على درب العزة والازدهار. وان عزمنا اليوم على مزيد اثراء المسار الديمقراطي التعددي وتوسيع معالم الرقي والرفاه ببلادنا اقوى وارسخ من أي وقت مضى. وسنواصل العمل في هذا السبيل معززين بثقة مواطنينا ومواطناتنا اوفياء لبرنامجنا للسنوات الخمس القادمة معولين على ذكاء ابنائنا وبناتنا وعلى ما يزخر به مجتمعنا من طاقات وكفاءات لرفع تحديات المرحلة وكسب رهاناتها. والله الموفق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته»