أخبار تونس - أولت تونس أهمية بالغة للثقافة واعتبرتها من أهم مقومات التنمية وأداة هامة لتثبيت الهوية والاندماج في منظومة العولمة. وفي هذا الإطار، وفرت تونس الأرضية الملائمة للإبداع والابتكار والتجديد إضافة إلى إقرار عدة حوافز وتشجيعات فتحت آفاقا واسعة أمام المثقفين ومكنتهم من مزيد فرص التألق والإشعاع. وقد منحت الدولة رجال الفكر والفن عناية خاصة تمثلت في جملة من الإجراءات والحوافز شملت عديد الجوانب مثل ضمان حرية الإبداع، إضافة إلى توفير مجموعة من الفضاءات الثقافية وفي هذا السياق شهدت خارطة الفضاءات الثقافية بعث فضاء جديد أطلق عليه اسم “ايفيستو” بنهج نور الدين الخياشي بالمرسى أبوابه مساء السبت لاحتضان معرض للرسام سنية الطبيب بعنوان “شظايا حياة عادية لرجال غير عاديين “. وقد حضر حفل افتتاح المعرض عدد كبير من الفنانين التشكيليين التونسيين والايطاليين ومن هواة الفن التشكيلي ورجال الثقافة. ويمكن وصف هذا الفضاء ب”صالون الفنانين” ويعود أصل تسميته إلى إله النار الإغريقي حامي الحدادين والحرفيين. وتضم قاعة “ايفيستو” التي تعد فضاء حقيقيا للقاء بين الفنانين التشكيليين والكتاب والسينمائيين والمختصين في العلوم الإنسانية فنانين من كل حقول الإبداع لتقديم وعرض أعمال فنية وتنظيم حوارات حول محاور ثقافية أو جلسات نقدية للمسرحيات والأفلام. ويتضمن معرض “شظايا حياة عادية لرجال غير عاديين” مجموعة من الصور الشمسية التي تؤرخ للحظات متفرقة من الحياة السياسية لرؤساء دول نشرت عبر الأنترنات وقامت الرسامة بتحويلها وإعادة تركيبها وتقطيعها ثم معالجتها وفقا لتقنية خصوصية في الرسم. وتسعى الرسامة سنية الطبيب في سياق مقاربتها الفنية ابتكار رموز جديدة والتعبير عن فن مسكون بروح الحركة من خلال لغة فنية غير تقليدية تزدحم فيها مختلف الألوان والأصوات لتبرز بذلك البعد الإنساني للشخصيات السياسية التي يمكن للفنان فحسب أن يفك أسرارها ويسبر أغوارها.