نشرت مجلة مدام فيغارو الباريسية مقالا بعنوان السيدة ليلى بن علي .. وقضايا المراة العربية أبرزت فيه الإرادة القوية التى تحدو حرم رئيس الجمهورية رئيسة منظمة المراة العربية لتعزيز مكانة المراة صلب الاسرة وفى سائر مجالات النشاط الاقتصادى. وتضمن العدد الصادر يوم السبت 14 نوفمبر 2009 حوارا مع السيدة ليلى بن على عنوانه المراة شريك كامل الحقوق للرجل استهلته سيدة تونس الاولى بالقول انا مواطنة تونسية كالاخريات واستعرضت فيه مختلف اوجه نشاطها فى تونس وعلى الصعيد العربي. واجابة على سؤال بشان رأيها في التونسيات اليوم اكدت حرم سيادة الرئيس ان التونسيات تتحلين بالارادة الثابتة والمواضبة فى النشاط وهن متشبثات بحقوقهن واصبحن اليوم شركاء كاملى الحقوق للرجل. وتبقى الجهود قائمة لتطوير العقليات والسلوكيات لا سيما وان الارادة السياسية متوفرة وانه لا مجال للعودة الى الوراء. وبخصوص دور السيدة الاولى فى تونس بينت حرم رئيس الجمهورية انها ترأس عددا من الجمعيات الخيرية من بينها جمعية بسمة التي تعنى بادماج المعوقين مضيفة انها تسخر جهودها ايضا لاحداث مراكز للعلاج التلطيفي غير المتوفرة بعد فى تونس لتخفيف معاناة المصابين بالسرطان فى الاطوار الاخيرة للمرض. وفى بيانها لاهداف منظمة المراة العربية التي تراسها لمدة عامين افادت السيدة ليلى بن على ان المنظمة تجمع خمس عشرة من السيدات الاول باشراف من جامعة الدول العربية. وان العمل يتركز حاليا على التحضير للمؤتمر الثالث للمنظمة المقرر عقده في اكتوبر 2010 بتونس حول المراة العربية شريك اساسي في مسار التنمية المستدامة . وذكرت بمبادرتها بالدعوة الى احداث مرصد للتشريعات الاجتماعية والسياسية الخاصة باوضاع المراة ووضع اتفاقية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد النساء بالتعاون مع الجامعة العربية ومنظمة الاممالمتحدة. وفى رد على سؤال يتعلق بالاسلوب الذى تتوخاه السيدة ليلى بن على فى تربية ابنها قالت سيدة تونس الاولى /احرص على تربيته كما ربيت ابنتاى وكما نشات انا بذاتي على احترام القيم الاصيلة في تونس وهى القيم المبنية على معاني البذل والانفتاح على الاخر وبساطة العيش. فانا انحدر من وسط متواضع ونشات فى عائلة وافرة العدد/. وقدمت مدام فيغارو لهذا الحوار بمقال تحليلى حول وضع المراة التونسية الذى اعتبرته المجلة نموذجا فريدا فى البلاد العربية والاسلامي. ولاحظت ان الفكر الاصلاحي التحريرى لفائدة المراة يعود الى عشرينات القرن الماضى وان المراة فى تونس اليوم تتقلد اعلى المسؤوليات فى البنوك وهى صاحبة المؤسسة والطبيبة المتخصصة والمحامية والقاضية وهو امر لم يعد مثار استغراب. وذكرت كاتبة المقال بان اصدار مجلة الاحوال الشخصية التى مثلت ولاتزال اصلاحا ثوريا جعلت من التونسيات مواطنات مكتملات الحقوق وشريكات للرجال لا سيما من خلال منع تعدد الزوجات واخضاع الطلاق الى القضاء والغاء الولاية على النساء وهى اصلاحات اعطت دفعا قويا لتحديث المجتمع التونسي. وابرزت المجلة ان الرئيس زين العابدين بن على عزز هذه المكاسب بتشريعات جديدة لفائدة المراة على غرار المساواة فى الاجر وتكريس الشراكة صلب الاسرة واقرار النظام الاختيارى للاشتراك فى الملكية وانشاء صندوق النفقة واعتماد مبدأ التمييز الايجابي ضمن الهيئات المنتخبة. ولاحظت المجلة ان هذه الاصلاحات تعد جزءا من مكاسب عديدة وهامة غنمتها المراة التونسية وكرست موقع تونس الريادى كمنبع للفكر المستنير من اجل تطوير حقوق المراة فى البلاد العربية والاسلامية. وارفقت المجلة المقال والحوار بصورتين لسيدة تونس الاولى تبرزان ما تجسمه ادوارها من قدرة على التوفيق بين الحداثة والاصالة.