تنطلق اليوم أشغال المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية حول موضوع: «دور المرأة في مسار التنمية المستدامة ليتواصل على امتداد ثلاثة أيام». مؤتمر تحضره عديد الشخصيات رجالا ونساء من خبراء وأصحاب قرار لدراسة عديد الجوانب الهامة التي تفعّل تواجد حضور المرأة في جميع المجالات. ويعتبر اقتراح السيدة ليلى بن علي رئيسة منظمة المرأة العربية المتمثل في سبل مشاركة المرأة في تحقيق التنمية الشاملة للبلدان العربية تأكيد ضمني بأنه لا تقدّم لأي شعب بدون مساهمة المرأة وبالتالي القطع مع بقايا أشكال التمييز الموجّه ضدها وخاصة تلك التي تستبطن النظرة التقليدية الرجعية التي تهدف الى العودة بها الى الوراء. ومن هذا المنطلق سيكون المؤتمر فرصة لتدارس القضايا العالقة وإيجاد الحلول الملائمة وهو خطوة أخرى من خطوات منظمة المرأة العربية في ظل رئاسة تونس. وعلى هامش انعقاد هذا المؤتمر ارتأت «الشروق» إعداد الملف التالي من خلال تشريك بعض الشخصيات النسائية التونسية للوقوف عند مساهمة المنظمة العربية في ظل رئاسة السيدة الأولى في النهوض بأوضاع المرأة التونسية خاصة والمرأة العربية عموما. إعداد: نزيهة بوسعيدي السيدة: عبير موسى: محطة مضيئة في مسيرة المنظمة مثلت رئاسة تونس لمنظمة المرأة العربية في شخص السيدة ليلى بن علي حرم سيادة رئيس الجمهورة محطة مضيئة في مسيرة هذه المنظمة الصاعدة التي جعلت من بين أهدافها الأساسية توحيد الجهود من أجل النهوض بأوضاع المرأة في المنظمة العربية وتطويرها وتحقيق المزيد من الانجازات على طريق تمتين أواصر التعاون المثمر بين الدول العربية وتضافر المساعي لتعزيز قدرات المرأة العربية في شتى المجالات والمواقع وما يعترف به للسيدة ليلى بن علي التزامها الثابت منذ تسلمها رئاسة المنظمة بداية من مارس 2009 بتعهداتها في دفع العمل العربي المشترك ودفع مسيرة المنظمة في اتجاه تدعيم مكانة المرأة في المجتمعات العربية وتعزيز مشاركتها في تحقيق ما تصبو اليه هذه المجتمعات من تقدم ونماء ومناعة شاملة. ومن هذا المنطلق، واستنادا الى ما تزخر به التجربة التونسية في المجال من ثراء وما تتميز به المقاربات الحداثية للرئيس بن علي من ريادة وحس استشرافي ثاقب، جسمت سيدة تونس الأولى ارادة واضحة وعزيمة قوية لطرح مبادرات بناءة واعتماد تصورات ورؤى جديدة وبرامج وآليات عملية دخلت معها المنظمة طورا متقدما للارتقاء بحقوق المرأة وأكدت الحرص الموصول للرئاسة التونسية المتميزة على مزيد تعزيز الوعي في الأقطار العربية بأهمية دعم تلك الحقوق في مستوياتها التشريعية والمؤسساتية والاجتماعية والاقتصادية وتفعيل الدور المساند لمنظمات المجتمع المدني للنهوض بشراكة المرأة وخدمة قضاياها باعتبارها مرتكزا لقيام مجتمعات متوازنة ودعامة لمقومات الرقي. واليوم تقف انجازات الرئاسة التونسية شاهدة على حجم الاضافة التي دخلت معها هذه المنظمة منعرجا جديدا فتح المجال لتناول مسائل جريئة كانت طي الكتمان وبعيدة المنال وتبرز المبادرات المتميزة لسيدة تونس الأولى التي شملت مختلف المحاور الاستراتيجية لتحرك المجتمعات العربية في مجال النهوض الجماعي بأوضاع المرأة وجاءت مواكبة لحجم التحديات الماثلة في الغرض. وتشكل مبادرة السيدة ليلى بن علي المتصلة بتأسيس مرصد للتشريعات الاجتماعية والسياسية ذات الصلة بأوضاع المرأة آلية عملية للدفع بدور التشريعات في التأسيس للنقلات النوعية المنشودة على الواقع المجتمعي وعلى صعيد البنى الثقافية والسلوكية لتمثل منظومة حقوق المرأة المحرك الفعلي لوتيرة التحديث الاجتماعي. وان استقراء هذه المبادرة الهامة والاستشرافية يدفع الى استجلاء الأثر العميق لتجربة تونس الرائدة المتجذرة في فكر اصلاحي مستنير والقائمة على خيارات حداثية نيرة أرساها المشروع الحضاري الكبير للتغيير وكرسها الرئيس بن علي صلب منظومة تشريعية متناغمة وعبر اصلاحات عميقة وبرامج ريادية كفلت للمرأة الحضور الحقيقي الفاعل في فضاءات الحياة العامة وارتقت بها الى مرتبة الشريك الكفء في البناء الوطني بسائر أبعاده ومكوناته. ومن خلال اطلاق المبادرة الجريئة الداعية الى بلورة استراتيجية عربية لحماية المرأة من العنف حفزت الرئاسة التونسية الحوار والتفكير حول هذه القضية الحساسة، وأظهرت سيدة تونس الأولى اهتماما بالغا بكل ما من شأنه أن يصون كرامة المرأة ويكفل حمايتها من مختلف أشكال التمييز ومظاهر التهميش. وما يحسب للرئاسة التونسية سعيها الدؤوب وحرصها الراسخ الى تمكين المرأة من آفاق مستقبلية رحبة ومن فرص أوسع للمساهمة في التنمية المنشودة وفي هذا السياق يتنزل تخصيص موضوع المؤتمر الثالث للمنظمة لبحث مسألة «المرأة شريك أساسي في مسار التنمية المستدامة»، بما يعكس جليا الأهمية الحيوية والاستراتيجية لهذه المسألة في ظل ما تعيشه الانسانية من تحولات عميقة على جميع الأصعدة، ويكرس تنامي الوعي في اطار المنظمة بضرورة تعزيز الانخراط الكامل والفاعل للمرأة وتأمين مساهمتها النشيطة في ديناميكية التنمية الشاملة والمستدامة لمجتمعاتها. واليوم وأمام ما حظيت به مبادرات الرئاسة التونسية من اهتمام وتقدير اقليميين ودوليين، وتزامنا مع احتضان تونس للمؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية برئاسة السيدة الفاضلة ليلى بن علي، ترتسم أمام المرأة في المنطقة العربية نجاحات جديدة وآفاق متجددة للتطلع الى الأفضل والأرقى ولتحقيق آمالها وتطلعاتها وحيازة المكانة التي هي بها جديرة في مساراة تنمية المجتمعات العربية وتطويرها. السيدة سيدة العقربي (رئيسة المنظمة التونسية للامهات): اعتزاز الأمّهات بالمكاسب والمبادرات إن النهوض بوضعية المرأة والأم والارتقاء بمكانتها صلب الاسرة والمجتمع وفي الحياة العامة يعد من ابرز الخيارات للسياسة الاجتماعية لتونس التغيير. والأم التونسية تعتز أيما اعتزاز بالمكاسب المتعددة والرائدة التي تحققت للمرأة التونسية بفضل الارادة السياسية لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي وإيمانه بقدرة الأم والمرأة التونسية في أن تكون في مستوى المسؤولية الموكلة إليها ضمن قوى الاصلاح لأنها أقامت الدليل القاطع على جدارتها بأن تكون عنصرا فاعلا وأساسيا في الأسرة والمجتمع وفي دفع حركة التنمية وتطويرها. فقد أكد صانع التغيير في العديد من المناسبات وفي جل خطاباته أنه «لا تنمية ولا ديمقراطية دون مشاركة متكافئة للمرأة في كل المجالات» وهذا ما يحدونا للحديث عن مبدإ الشراكة في الحقوق والواجبات ومقاومة التمييز بين الجنسين في كافة المجالات من خلال تنقيحات مجلة الاحوال الشخصية والمجلة الجنائية ومجلة الشغل التي جعلت مقاربتنا في مجال حقوق المرأة نموذجا يحتذى إقليميا وعربيا ودوليا مع التأكيد على ريادة وسبق تونس في إبرام الاتفاقيات الدولية ومنها الاتفاقية الدولية لمقاومة كل اشكال التمييز ضد المرأة. وإن تميز رئاسة السيدة الفاضلة ليلى بن علي لمنظمة المرأة العربية زادتنا نحن الامهات اعتزازا لمكانة المرأة العربية والارتقاء بدورها كرمز للحداثة ودعامة للتنمية الانسانية السامية والتي حسمتها المبادرات السبع الانسانية الرائدة نخص بالذكر منها اقرار يوم عربي للمسنين واحداث لجنة المرأة العربية للقانون الدولي الانساني مما يعكس إيمان رئيسة منظمة المرأة العربية بضرورة ترسيخ التضامن بين النساء العربيات. وأيضا تمحورت جهود المنظمة على التحسيس بأهمية الحد من الفجوة الرقمية بين الرجل والمرأة من خلال النفاذ الى تكنولوجيا المعلومات ونحن الأمهات نكبر الجهود القيمة للسيدة الفاضلة ليلى بن علي رئيسة منظمة المرأة العربية التي حرصت من خلال كل اصداراتها القيمة وأنشطتها المتميزة ان تقدم بلورة للاستراتيجية العربية لحمايةالمرأة من العنف وصون كرامتها وهي لعمري أروع صورة مجسمة لحقوق المرأة التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من حقوق الانسان تنم عن رؤية ثاقبة ورأي سديد وحس انساني مرهف. ان المنظمة التونسية للامهات وسائر مكونات المجتمع المدني تحظى من لدن سيادة الرئيس زين العابدين بن علي وحرمه المصون بموصول الرعاية والدعم وهذا ما يزيدها عزما لتكريس طموحاتنا الى الأفضل تحقيقا للنجاح والتقدم في جل المجالات ومواقع القرار والمسؤولية ومواصلة النضال صلب مكونات المجتمع المدني العربي للتعريف بالمبادرات المتألقة والمتواصلة لسيدة تونس الاولى السيدة الفاضلة ليلى بن علي مناصرة المرأة وذوي الاحتياجات الخصوصية محيين كل توجهاتها الماضية المقترن فيها القول بالانجاز والفعل متمنين مزيد التألق والنجاح لمنظمتنا العربية. السيدة ليلى مبروك الخياط (امرأة أعمال وعضو مكتب تنفيذي باتحاد الأعراف): شرف كبير للمرأة التونسية أعتبر أنّ رئاسة تونس لمنظمة المرأة العربية هي شرف كبير للمرأة التونسية أينما كانت باعتبار عديد الملتقيات والندوات التي تعزّز مكانة المرأة العربية أينما كانت. ففي المجال الثقافي قرّرت اسناد جائزة الى المرأة العربية التي تتعاطى قضايا تهمّها سيما وأنه لدينا العديد من المثقّفات وأعطت السيدة الفاضلة ليلى بن علي خلال افتتاحها لندوة «الكريديف» دافعا كبيرا لتحقيق مساواة بين المرأة والرجل خاصة في مجال مواقع القرار والتي دعا سيادة رئيس الجمهورية الى الترفيع في نسبتها الى حدود 35٪. وبخصوص سيّدات الأعمال، فقد كانت السيدة ليلى بن علي حريصة دائما على تشجيعهن من خلال الاشراف الشخصي لعدد كبير من الملتقيات وبمساندتها للغرفة الوطنية لسيدات الأعمال. واعتبر أنّ موضوع الملتقى الثالث للمنظمة الذي تنطلق أشغاله اليوم هو دليل قاطع على ما تحظى به المرأة التونسية من مكانة متميزة تخوّل لها المشاركة الفاعلة في المجال التنموي وتجديد الثقة في شخصي كنائب أول لرئيسة مجلس سيدات الأعمال العرب بالقاهرة هو دليل على سمعة تونس الرائدة في مجال النهوض بأوضاع المرأة وتشريكها في جميع المجالات. من أقوال السيدة الأولى إنني من الذين لا يستهويهم تعداد المنجز بقدر ما يشغلهم ما لم ينجز بعد أو ما هو بصدد الانجاز. أشير في البداية الى أنّ الهدف من تأسيس المنظمة كان توحيد الجهود من أجل النهوض بأوضاع المرأة العربية وتحقيق المزيد من التعاون بين الدول العربية. أعتقد أننا نسير على الطريق الصحيح وأنّ الرئاسة التونسية للمنظمة قد ساهمت في دعم هذا التوجه ومزيد إثرائه وإكسابه فاعلية أكبر. لقد أقام المشروع الحضاري للتغيير ثوابته الفكرية في مجال ترسيخ حقوق المرأة على مبدإ التواصل مع المدّ الاصلاحي وارتقى بها الى منزلة الخيار الاستراتيجي. السيدة منية بن عمر( عضو مكتب تنفيذي باتحاد الفلاحين مكلفة بالمرأة ): المرأة التونسية محظوظة لا يختلف اثنان في أن فترة تولي السيدة الفاضلة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية لرئاسة منظمة المرأة العربية كانت حافلة بالقرارات والمبادرات الهامة التي مست جميع الشرائح (المرأة المثقفة، الاعلامية، الرقمية، في أماكن النزاعات، المسنون). وها هي اليوم تطرح مسألة تشريك المرأة في التنمية الشاملة والمستدامة. والمرأة الفلاحة أصبحت عنصرا فاعلا في التنمية بعد أن حظيت بعديد الحوافز والمكاسب التي دعمت حضورها خاصة في مجال الاستثمار الفلاحي. ويمكنها اليوم أن تزداد حضورا وفعالية من خلال ما يتوفر لها من آليات ومكاسب لتكون مثالا يحتذى على مستوى عربي. ويمكنها أيضا أن تكون همزة وصل بين الدول العربية من خلال آفاق شراكة وتبادل منافع وخبرات. ويقيننا راسخ بأن المرأة التونسية خصوصا والعربية عموما تعتبر محظوظة لأن لديها ارادة سياسية راسخة تؤمن بأنها قادرة ولا فرق بينها وبين الرجل الا بالعمل كما أنها تعيش أوج فترات الازدهار بتضافر مجهودات أعلى هرم في السلطة مع مجهودات السيدة ليلى بن علي خاصة منذ توليها رئاسة منظمة المرأة العربية.