أخبار تونس - يحتفل البنك الوطني الفلاحي هذه السنة بالذكرى الخمسين لتأسيسه التي وضعت تحت سامي إشراف رئيس الدولة الرئيس زين العابدين بن علي . واختير لهذه الاحتفالات شعار مميز ” طموح متجدّد ” تبرز من خلاله التوجهات الجديدة للبنك ودوره الفاعل في الاقتصاد الوطني. ونظم البنك بالمناسبة لقاء إعلاميا رافقته في البداية زيارة ميدانية إلى داخل المقر الاجتماعي للبنك حيث اطلع الصحافيون الذين يمثلون مختلف وسائل الإعلام الوطنية على جوانب من سير العمل داخل الفرع المركزي للبنك كما زاروا الوحدة المركزية للمعلوماتية والسلامة وكذلك وحدة الصفاقات الاليكترونية المرتبطة بما يجري في عالم المال والأعمال على مدار الساعة، وإثر الزيارة عقد السيد منصف الدّخلي الرّئيس المدير العام للبنك ندوة صحفية سلط فيها الأضواء على تاريخ البنك ودوره الفاعل في الاقتصاد الوطني. وبين السيد منصف الدخلي أن البنك هو لاعب رئيس في الاقتصاد الوطني وتنمية البلاد منذ بدء نشاطه سنة 1959 . وأشار أن البنك منذ البدء تموقع كأداة مركزية للنهوض الاقتصادي المتناغم للبلاد وكانت الفلاحة التي حملت بصمة البنك جانبا من هذا التوجه لدولة الاستقلال . وأضاف الرئيس المدير العام للبنك أن الجهد تواصل بشكل كبير بعد التحول متوّجا بمساهمة فعّالة في دعم الاقتصاد الوطني ودعم المؤسّسة التونسيّة ومساهمتها في رفاهيّة الأسرة وتنمية الادّخار. ولتلبية هذا التوجه رفّع البنك في رأس ماله من 100 مليون دينار إلى 160 مليون دينار وهو ما كان له الأثر الايجابي على رقم معاملاته الذي بلغ هذه السنة قرابة 427 مليون دينار. وقد رفع السيّد المنصف الدخلي، رئيس مدير عام البنك الوطني ألفلاحي، خلال الندوة الصحفيّة بالمناسبة، أسمى عبارات الشكر والامتنان لسيادة رئيس الجمهوريّة لما أولاه من رعاية شاملة للبنك منذ التغيير، ولما أقرّه ضمن برنامجه الرائد 2009-2014 من خطة طموحة ترتقي بتونس إلى قطب للخدمات المصرفيّة وساحة ماليّة إقليميّة تسهم في جلب الاستثمارات وفي تحقيق نجاعة الاقتصاد الوطني في محيطه الخارجي. كما ثمّن تشجيع السلطات النقديّة والماليّة والتعاون الوثيق مع مختلف الأجهزة المعنيّة مشيدا في نفس الوقت بمسيرة البنك وجهود أعوانه وثقة حرفائه . ثم تطرق إلى ما حققه البنك من نتائج مكّنته من تثبيت مكانته في النظام المصرفي الوطني حيث بلغ نموّ إجمالي الميزانيّة نسبة 42.5٪، وارتفعت نسبة تعبئة الموارد المتأتية من الحرفاء إلى 48.4٪. فيما ارتفع صافي إيرادات الخدمات المصرفيّة بنسبة 60.5 ٪. وتطوّر الربح الصافي من 3.1 مليون دينار إلى 31.7 مليون دينار بين سنتي 2004 و2008 وهذا ما كان له الأثر الطيب على رأس المال الذي تطور هو الآخر من 100 مليون دينار إلى 160 مليون دينار. وأكّد السيّد منصف الدخلي أنّ البنك الوطني الفلاحي يعمل حاليّا ضمن خطته 2009-2013 على مضاعفة معدل عائدات صافي الأصول وتحسين مردودية الأنشطة وجودة الخدمات المقدّمة للحر فاء. كما تتضّمن خطّة البنك تكثيف شبكة فروعه، وهي أوسع شبكة مصرفيّة في تونس وتضمّ حاليا 155 فرعا في كامل تراب الجمهوريّة، في انتظار فتح 29 فرعا جديدا خلال الفترة القادمة ، وذلك إلى جانب إثراء مجموعة من المنتجات كالادخار والتأمين على الحياة والاستثمار والقروض المسندة إلى الأفراد كما أعلن الرئيس المدير العام عن نية البنك في توسيع المقرّ الرئيسي له ببناء برج جديد لإيواء جميع المصالح مع مطلع سنة2010 . من جهة أخرى، أبرز السيد الدخلي في رده عن أسئلة الصحافيين أن مديونية القطاع الفلاحي اليوم أفضل بكثير مما كانت عليه في السابق حيث أن نسبة استرجاع القروض الخاصة بالزراعات الكبرى تبلغ 92 بالمائة مشيرا أن الوضع يعود إلى التحسن الكبير في العوامل الطبيعية وبما من الله على البلاد من غيث نافع. وأكد أن البنك سيواصل مساندة الهدف الوطني الاستراتيجي المتمثل في تحقيق الاكتفاء الغذائي من خلال تلبية مختلف الاحتياجات التمويليّة لدعم القطاع الفلاحي بما في ذلك القطاعات ذات الأولويّة والتشجيع على الاستثمار في التكنولوجيا الزراعيّة. و سيسعى البنك من جانب آخر إلى تدعيم حصته في قطاعات الصناعة والخدمات بما يتوافق مع التنمية الوطنيّة. وعلى صعيد التنمية الجهويّة، سيواصل البنك دعم سياسة الدولة الرامية إلى خلق فرص الشغل خاصّة بالمناطق الداخليّة من خلال تمويل مشاريع لفائدة المتخرجين الشبّان. وحول موضوع بعث مجمع البنوك التونسية الذي جاء في البيان الرئاسي بمناسبة الانتخابات أكد الرئيس المدير العام أن الأمر لا يتعلق بدمج للبنوك العمومية الثلاث بل بعث بنك ذي رأس مال وفير وقادر على مساندة المستثمرين التونسيين في الخارج وقد يكون البنك التونسي “إتحاد البنوك التونسية “، عبر ضخ أموال كبيرة فيه حتى يضطلع بالمهمة المرجوة منه.