يشارك الرئيس زين العابدين بن علي في القمة العربية التي تلتئم يومي 19 و20 جانفي بالكويت.وتوءكد هذه المشاركة حرص سيادة الرئيس على وحدة الموقف العربي وعلى دفع العمل العربي المشترك بمختلف أبعاده واكسابه مزيدا من النجاعة فضلا عن تعزيز التضامن العربي سيما في هذا الظرف الذى يمر فيه الشعب الفلسطيني بمحنة جراء العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة والذى اودى بحياة ما يزيد عن 1200شهيد واسفر عن الاف الجرحى. كما تبرز ما يحدو رئيس الدولة من ارادة للاسهام في ان تكون قمة الكويت مناسبة لتعزيز ثقة الرأى العام العربي وخاصةالاشقاء الفلسطينيين في العمل العربي المشترك الذى كانت لتونس اسهامات فاعلة ومتنوعة في تعزيزه ودورها الثابت في الدفاع عن القضايا الجوهرية للامة العربية ايمانا منها بوحدة المصير وبخطورة التحديات التي تواجه المنطقة العربية وشعوبها. وقد تقدمت تونس في مختلف القمم العربية ولدى مشاركتها فى عديد اللقاءات في اطار الجامعة العربية باقتراحات هامةلفائدة الشعب الفلسطيني منها بالخصوص دعوة رئيس الدولة خلال القمة العربية بالقاهرة فى اكتوبر 2000 الى انشاء لجنةمتابعة للقضية الفلسطينية فضلا عن اقتراحه بعث صندوق عربى للتضامن مع الشعب الفلسطينى. كما دعا باستمرار الى توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني مناشدا الاطراف المعنية ضبط النفس والاحتكام الي العقل والعودة الي منطق الحوار وتجنب كل ما من شانه احداث الفرقة والشقاق بما يعزز الموقف الوطني الفلسطيني ويخدم المصالح الفلسطينية العليا. وتوءكد هذه المقترحات مناصرة تونس للقضية الفلسطينية التي يعتبرها الرئيس زين العابدين بن علي قضيته الشخصية ومساندتها المطلقة لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في اقامة دولته المستقلة بعيدا عن منطق الحسابات الضيقة أو أسلوب المزايدات السياسية. وحرص الرئيس زين العابدين بن علي منذ التحول على تمثيل تونس ومشاركتها على ارفع مستوى في مختلف القمم العربية والاجتماعات الوزارية واللقاءات التابعة لها وعلى الاسهام في تنقية الاجواء العربية والقضاء على عوامل الانقسام والفرقة وتقديم المقترحات والحلول بشان القضايا والملفات المطروحة بما يخدم مصلحة الشعوب العربية ويضمن امنها ويحقق استقرارها وتقدمها. وما فتىء سيادته يعمل أيضا على تكثيف التشاور والتنسيق مع قادة الدول العربية للتقدم بمواقف موحدة في مختلف المحافل والملتقيات الاقليمية والدولية لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجهها البلدان العربية. وبفضل هذه الارادة اسهمت تونس في اقرار مبدا الانعقاد الدورى للقمة العربية ووضع الية لمتابعة قراراتها وتنفيذها الى جانب مبادرتها في جانفي 1995 باقتراح انشاء الية الوقاية من النزاعات التي يمكن ان تنشا بين الدول العربية وادارتها وتسويتها بالطرق السلمية. وشكلت القمة العربية التي احتضنتها تونس في ماي 2004 منعرجا حاسما على درب تطوير عمل جامعة الدول العربية إذ مثلت وثيقة التطوير والتحديث في الوطن العربي التي صادق عليها قادة الدول العربية خلال هذه القمة انجازا متميزا بذلت تونس جهودا حثيثة من اجل التوصل إليه وكذلك من اجل اعتماد الميثاق العربي لحقوق الإنسان الذي تم إعداده سنة 1987 ولكنه لم يحظ بأى تجسيد حتى انعقاد الدورة السادسة عشرة للقمة العربية بتونس. وقد دخل هذا الميثاق حيز التنفيذ خلال شهر مارس من سنة 2008 وقد وجدت المبادرات العديدة التي تقدم بها رئيس الدولة لتفعيل العمل العربي المشترك والارتقاء بأداء جامعة الدول العربية بما يخدم المصالح العربية ويعزز التضامن والوفاق العربي الصدى الطيب لدى قادة الدول العربية وشعوبها. وفي هذا الاطار يجدر التذكير بما لقيته مشاركة الرئيس زين العابدينبن علي في القمة العربية الاخيرة التي احتضنتها العاصمة السورية دمشق من تجاوب حيث اكد على وضع خطة عربية نموذجية للتربيةعلى مبادىء حقوق الانسان للفترة 2009/2014 ايمانا من سيادته بضرورة نشر ثقافتها وترسيخ مبادئها والتربية عليها في المجتمعات العربية بصورة تتلاءم مع الارث الثقافي والحضارى العربي والقيم الانسانية النبيلة. وقد رحبت القمة كذلك بمبادرة تونس المتعلقة بتكفلها باعداد هذه الخطة. كما ثمنت هذه القمة دعوة سيادة الرئيس البلدان العربية الى تكريس حوار بناء مع الغير قوامه الوفاق والاحترام المتبادل والشراكة المتكافئة. وتبنت مبادرته بخصوص الارهاب الدولي وسبل مكافحته ولاسيما اقتراحه وضع استراتيجية دولية لمكافحة الارهاب واعتماد مدونة سلوك في المجال تلتزم بها كل الاطراف وان الرئيس زين العابدين بن علي الحريص على دعم العمل العربى المشترك وتعزيز اواصر التضامن بين الدول العربية سيعمل خلال قمة الكويت بالتعاون مع اشقائه قادة الدول العربية على ان تخرج هذه القمة في ظل الاوضاع الصعبة التي تمر بها الامة العربية بنتائج ترقى الى مستوى التحديات المطروحة والتي تطال حاضر الامة ومستقبلها.