أخبار تونس – تشهد مدينة القيروان نهضة تنموية شاملة لا سيما في المجال الثقافي حيث أخذت “عاصمة الأغالبة” تسترد مكانتها المميزة كمنارة للعلم والمعرفة خاصة منذ احتضانها لاحتفالية “القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية 2009′′، ويعد إغناء المكتبات وتدعيم رصيدها من المصادر والمراجع عاملا أساسيا للمساهمة في مزيد نشر الثقافة وتنويع المعارف وترقيتها. وضمن هذا الاطار تسلمت مؤخرا المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بالقيروان المكتبة المتجولة المندرجة ضمن الإجراءات الرئاسية الإضافية المتخذة بمناسبة الزيارة التي أداها الرئيس زين العابدين بن على إلى ولاية القيروان يوم 27 افريل 2009. وسعيا إلى تمكين شباب الولاية من شتى مصادر المطالعة والبحث تشرع مصالح المندوبية خلال سنة 2010 في تجهيز هذه المكتبة بمختلف الكتب والمراجع والمصنفات المتنوعة. ولا يقتصر هذا المشروع على توفير المراجع المعرفية والتعليمية والترفيهية إلى متساكني مدينة القيروان بل يشمل كذلك الشباب المتواجد بالمناطق الريفية النائية مما يتيح لهم فرص المطالعة والاستفادة العلمية والثقافية من محتويات المكتبة. كما تتدعم جهة القيروان بمشروع ثقافي رائد يتعلق بالإنطلاق في الدراسات الفنية المتعلقة بتحويل المكتبة الجهوية بالقيروان إلى مكتبة رقمية مع بداية السنة الجديدة وذلك فى إطار متابعة هذه الإجراءات الرئاسية وكذلك في إطار مواكبة القيروان للتطور التكنولوجي لمجتمع المعرفة. ويمثل هذا المشروع إمتدادا لتجسيم القرارات التي تم اتخاذها خلال القمّة العالميّة حول مجتمع المعلومات المنعقدة في مرحلتها الثانية بتونس سنة 2005 للحدّ من الفجوة الرّقميّة بين البلدان والشعوب وإلى ضرورة تكاتف جميع الجهود للحد من الفجوة الرقمية في العالم الإسلامي. وكان المشاركون في الندوة الدولية حول “الفجوة الرقمية ومتطلبات مواجهتها في العالم الإسلامي” التي احتضنتها القيروان أيام 5 و6 و7 أكتوبر 2009، قد أصدروا بيانا أطلقوا عليه اسم “نداء القيروان من أجل السعي إلى تقليص الفجوة الرقمية في العالم الإسلامي. ويقضي هذا النداء بإنشاء مكتبة افتراضية إسلامية رقمية تعنى بالفكر والتراث الإسلامي والتاريخ والحضارة الإسلامية وتسهم في إدخال تكنولوجيات الاتصال في كل مراحل التعليم والتدريب والتركيز على البحث والتطوير وتكييف البرامج حسب حاجياتها التنموية.