أخبار تونس - تتجه أنظار الملايين من عشاق كرة القدم في جميع أنحاء العالم بعد أيام قليلة من الآن صوب القارة الإفريقية لمتابعة فعاليات واحدة من أهم بطولات كرة القدم وأكثرها جذباً للأنظار حيث تستضيف انغولا بطولة كأس الأمم الإفريقية السابعة والعشرين خلال الفترة من 10 إلى 31 جانفي الجاري 2010. فعلى مدار نصف قرن منذ انطلاق البطولة الأولى في السودان سنة 1957 شهدت البطولة العديد من التغيرات والتحولات المهمة التي جعلتها بين بطولات الفئة الثانية مباشرة في عالم الساحرة المستديرة بعد بطولة كأس العالم. وتستحوذ البطولة في نسختها السابعة والعشرين على اهتمام كبير لأنها تأتي أشهرا قليلة قبل استضافة القارة الإفريقية لكأس العالم للمرة الأولى في تاريخها. ويذكر أن البطولة الإفريقية كانت إحدى أهم أسباب تأسيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم حيث اجتمع عدد من كبار الشخصيات البارزة في عالم كرة القدم الإفريقية في العاصمة البرتغالية لشبونة يومي السابع والثامن من جوان 1956 لتأسيس الاتحاد وتنظيم المسابقة بداية من 1957. وجرى الاتفاق على أن تكون السودان التي حصلت على استقلالها في جانفي 1956 مقراً لاستضافة البطولة الأولى، وبني ملعب جديد بالخرطوم خصيصاً لهذه المناسبة وافتتح في 30 سبتمبر 1956. وفي نفس الوقت صيغت قوانين المسابقة وكانت المشاركة متاحة أمام منتخبات جميع الدول الأعضاء بالاتحاد كما جرى الاتفاق على أن تقام الكأس كل عامين تحت إشراف لجنة التنظيم والدولة المضيفة. وربما جاءت البداية هزيلة حيث انطلقت فعاليات البطولة بمشاركة ثلاثة منتخبات فقط واستمر ذلك في الكأس الثانية كما شهدت البطولات الأولى بعض الارتباك في الأعوام التي أقيمت فيها الكأس. ولكن الموقف تغير سريعاً لتقام الكأس بشكل منتظم كل عامين كما تضاعفت قوة الكأس بمرور الوقت وازدادت المنافسة على الوصول إلى النهائيات التي ارتفع عدد المنتخبات المشاركة فيها إلى 16 منتخباً كما هو الحال اليوم. ويشتعل الصراع كل عامين على الوصول لنهائيات البطولة حيث يشارك في التصفيات التي تقام على مدار نحو 18 شهراً 52 منتخباً تتنافس على بطاقات التأهل الستة عشر للنهائيات. وتساعد هذه البطولة عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء إفريقيا على مشاهدة أبرز نجوم القارة وهم يلعبون ضمن منتخبات بلادهم بالإضافة إلى الاستمتاع بمهاراتهم الرائعة التي صقلوها من خلال احتراف معظمهم في الأندية الأوروبية. ونجحت هذه البطولة في التغلب على عوائق اللغة والدين والمسافة لتقرّب بين الشعوب الإفريقية كما نجحت في الكشف عن العديد من المواهب والمهارات من كل أنحاء القارة السمراء. وبالنظر إلى تاريخ وإحصائيات البطولة عبر تاريخها الممتد لأكثر من نصف قرن كانت ولا تزال نموذجاً رائعاً للتطور في عالم كرة القدم كما تمثل معرضاً لأبرز النجوم والمنتخبات التي تركت أثراً واضحاً في تاريخ البطولة.