أخبار تونس – يعمل معهد المناطق القاحلة بمدنين منذ إحداثه سنة 1976 على تحقيق تنمية جهوية عادلة من خلال توظيف الصحراء وفقا لاستراتيجية علمية مدروسة تراعي خصوصيات الصحراء والمناطق القاحلة والتوازنات البيئية وتسعى للحد من مخاطر التصحر. وتدعم نشاط معهد المناطق القاحلة بمدنين بإنشاء فضاء تثمين نتائج البحث العلمي في صلب المعهد الذي تم بعثه سنة 2005 واكتملت مكوناته سنة 2009 بإيواء 12 مشروعا بغرض التطوير التكنولوجي في الميدان. وتتماشى مختلف هذه المشاريع مع طبيعة المناطق الصحراوية من ثروات حيوانية وغطاء نباتي حيث ترمي هذه المشاريع أساسا إلى تثمين الألياف الحيوانية على غرار وبر الإبل والألياف النباتية كالصمار وتحويل المنتوجات الفلاحية للواحة وبالمناطق الجافة. كما تعنى المشاريع بإنتاج وتحويل نبات اللازول وتثمين حليب الإبل وتقنيات انتاج الزيوت النباتية الطبية والعطرية بالاضافة إلى اكثار بذور ومشاتل النباتات البرية متعددة الاستعمالات وتقنيات الاقتصاد فى مياه الري. ويهدف فضاء تثمين نتائج البحوث العلمية إلى استحثاث نسق احداث المؤسسات المجددة ذات القيمة المضافة العالية والتوصل إلى ايجاد منتجات اقتصادية تنطلق من تثمين ثروات المناطق القاحلة والصحراوية. وتتحقق مختلف هذه الأهداف من خلال ما تم تنصيبه مؤخرا من هياكل مثل مخابر البحث بالمعهد ومحضنة المؤسسات لاحتضان الباعثين الذين استوفوا شروط التطوير التكنولوجي بغية تركيز مشاريعهم والمساهمة في دفع القطب التكنولوجي لتثمين ثروات الصحراء. وتتمثل هذه المخابر في: مخبر علوم الصحراء ومقاومة التصحر بالمناطق الجافة والصحراوية مخبر زراعة المناطق الجافة والواحات مخبر البيئة والمراعي بالمناطق الجافة والصحراوية مخبر تربية الماشية والحياة البرية بالمناطق الجافة والصحراوية مخبر الاقتصاد والمجتمعات الريفية بالمناطق الجافة والصحراوية. وقد قدمت مختلف هذه المخابر نتائج علمية طيبة على المستوى الوطني وعلى المستوى الدولي حيث توصل الدكتور بالاشهب الشهباني الباحث بمعهد المناطق القاحلة بمدنين إلى الفوز بالجائزة الدولية لليونسكو والجائزة الأولى لصالون جنيف للإختراع وتتمثل التقنية التي ابتكرها في موزع مردوم يمكن استغلاله في الري تحت التربة للأشجار المثمرة والغابية وأشجار الزينة وحقن مياه الأمطار وخزنها في منشآت مائية صغيرة كالفساقي والمواجل والبحيرات الجبلية والسدود...