أخبار تونس - تشكّل الذاكرة الوطنية وما تحويه من مخزون حضاري بمختلف أشكاله منطلقا أساسيا لضبط حاضر الأمم والشعوب ورافدا للمستقبل ومن هذا المنطلق أولت تونس عناية خاصة بالأرشيف الذي يشكل الحافظ الأساسي لهذه الذاكرة وتقوم مختلف أجهزة الأرشيف الوطني وخاصة منها السجل العقاري بدور هام في سبيل صيانة وثائق الأرشيف. وفي هذا الإطار تندرج أشغال الملتقى العلمي الذي انتظم بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للأرشيف حول “تثبيت وظيفة السجل العقاري بصيانة وثائقه وحمايتها” بإشراف السيد زهير المظفر وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية. وبين الوزير عراقة تونس عموما وإدارة الملكية العقارية بصفة خاصة في مجال صيانة الأرصدة الوثائقية من التلف والتي يعود بعضها إلى ما قبل عهد الحماية مشيرا إلى أن تعقد وتشعب الممارسات القانونية في المجال العقاري يستوجب تضافر جهود كل الأطراف المعنية لمواكبة التغيرات وإبراز قيمة الوثائق في اخذ القرار واستباق الأحداث. وأكد أهمية انخراط مصالح الأرشيف في نظام التسجيل الالكتروني أو الرقمي باعتباره تقنية متطورة ترمي إلى الحد من استعمال الورق في عملية الأرشفة وتعزز الإدارة الالكترونية وتدعم مواكبة تونس للتطورات التي يشهدها قطاع الأرشيف مبرزا أهمية الدور الموكول للأعوان المكلفين بالأرشيف في الحفاظ على مقومات الحضارة وضمان امتدادها عبر الأجيال. ويشار إلى انه انتظم بالمناسبة معرض وثائقي يبرز بالخصوص السياسة الوطنية في مجال التصرف في الوثائق العمومية والأرشيف وتاريخ التسجيل العقاري في تونس منذ تدوينه على جلد الحيوان وصولا إلى تخزينه الكترونيا. ويتضمن برنامج هذا الملتقى العلمي إلقاء عدد من المحاضرات تتمحور بالخصوص حول تاريخ الكتابة وأوعيتها ومواصفات الحفظ بمباني الأرشيف بالإضافة إلى عرض بعض التجارب في مجال ترميم وصيانة الوثائق. ويشار إلى أن تونس تعمل على إرساء نظام عصري للتصرف في الوثائق العمومية والأرشيف نظرا لدور الأرشيف الهام في صون وثائق الدولة وممتلكاتها والحفاظ على سيادتها وعلى أملاك المواطنين.