يشهد قطاع المقاطع في تونس نقلة نوعية هائلة في ضوء التحولات الإنشائية التي تعيشها البلاد إذ يمثل نسبة 50 بالمائة من عدد المؤسسات العاملة في قطاع البناء.كما يستأثر القطاع باهتمام متزايد من طرف كل المتدخلين الذين لهم صلة بالبناء والأشغال العامة. وتزداد أهمية هذا القطاع مع إقبال تونس على انجاز العديد من المشاريع الكبرى من بنية أساسية ومشاريع عقارية تحتاج إلى كميات هامة من المواد الإنشائية باعتبارها المواد الأولية التي تصنع منها مواد البناء. غير أن استغلال هذه المواد يتطلب التقيد بتقنيات متطورة تضمن الارتقاء بجودة المواد المستخرجة وتمكن من المحافظة علي البيئة وحماية المحيط من التلوث الذي تتسبب فيه المقاطع من غبار وضجيج وارتجاج بما يضمن الاستجابة إلى مقتضيات التنمية المستديمة. وبهدف إيجاد أفضل السبل الكفيلة بترشيد التصرف في المقاطع واقتراح الآليات الملائمة لتامين الجودة اللازمة للمواد الإنشائية المستخرجة والتقليص من التأثيرات البيئية للمواد المقطعية احتضن مركز المعارض بالشرقية يوم الخميس ندوة وطنية حول “المقاطع والبيئة” نظمتها وزارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية بالتعاون مع الجامعة الوطنية للبناء والوكالة الوطنية لحماية المحيط. وأبرز السيد محمد نجيب بالريش كاتب الدولة المكلف بالإسكان والتهيئة الترابية لدى افتتاحه أشغال الندوة الدور الاقتصادي والاجتماعي للمقاطع لمساهمتها في تعزيز مجالات الاستثمار والتصدير وخلق مواطن الشغل. وأكد أهمية الوعي بالتحديات المطروحة أمام هذا القطاع في السنوات القادمة وذلك بالنظر إلى تزايد الطلب علي مواد المقاطع في ظل المشاريع الكبرى التي تستعد تونس لانجازها في مجال البنية الأساسية والسكنية على غرار توسيع شبكة الطرقات السيارة باتجاه الشمال الغربي والجنوب والشريط الوسيط وكذلك المشاريع الاستثمارية الأخرى. ولاحظ أن هذه البرامج الضخمة تستدعي توفير منتوج بالكميات المطلوبة ويستجيب للمواصفات الحديثة والمتطورة مما يتأكد الحرص وبكل دقة علي وضع الآليات الملائمة لحماية هذه الثروة الوطنية الهائلة من التشتت وضمان تنميتها وديمومتها للتمكن من استيفاء تعهدات البلاد مع الأجيال القادمة. ودعا في هذا الصدد الإدارة إلى مزيد الحزم والمتابعة من اجل أن يكون الاستغلال في كامل مراحله محكما وملائما للمواصفات داعيا جميع الساهرين على القطاع من منتجين ومستغلين وغيرهم إلى تقديم مقترحات كفيلة بتحقيق نقلة نوعية حقيقية تهدف إلى تطوير ظروف الاستغلال وتحسين نوعية المنتوج. وأعلن في ذات الصدد عن الشروع ولأول مرة في تقديم جائزة لأفضل مقطع مطابق لمواصفات الحفاظ علي البيئة والمحيط. وأكد رئيس الجامعة الوطنية للبناء بالمناسبة وعي المؤسسات العاملة في القطاع بأهمية التحديات المطروحة على القطاع ولا سيما على المستوى البيئي. وأشار إلى أن 30 مؤسسة تنشط في قطاع البناء والمقاطع انخرطت في برنامج التأهيل البيئي وشرعت بعد في تشخيص برنامج تأهيلها قصد الاستجابة إلى متطلبات الإنتاج النظيف. وقد تولى السيد محمد نجيب بالريش بالمناسبة افتتاح المعرض الوطني الأول للمقاطع الذي يتواصل إلى غاية يوم 31 جانفي بمشاركة 70 عارضا يمثلون عديد المؤسسات الوطنية الناشطة في قطاع التجهيز والمقاطع وكذلك المهتمة بالبيئة وحماية المحيط.