أخبار تونس – يمثل يوم 21 مارس من كل سنة حدثا بارزا ومميزا لدى الشباب التونسي، حيث تحتفي هذه الفئة بعيدها السنوي في كنف النخوة والاعتزاز بما تحقق لها من مكاسب وانجازات رائدة شملت شتى المجالات مما بوّأ الشباب لاحتلال صدارة الأولويات الوطنية وجعله شريكا فاعلا في مسيرة التنمية والتحديث لاسيما وأن الاحتفال هذه السنة يكتسي طابعا مميزا لاقترانه بالسنة الدولية للشباب التي تم اعتمادها من قبل الأممالمتحدة بالإجماع ببادرة من الرئيس زين العابدين بن علي كتتويج لنجاح المقاربة التونسية في مجال التعاطي مع الشأن الشبابي. وقد أعلن الرئيس زين العابدين بن علي في خطابه يوم السبت 20 مارس 2010 بمناسبة الاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب عن جملة من القرارات لفائدة الشباب مثل دعوة اللجنة الوطنية للسنة الدولية للشباب إلى العمل على برمجة أنشطة وتظاهرات متميزة ومتنوعة ذات علاقة باهتمامات الشباب وبمشاغله المشتركة التي تتنزل صلب البرامج الإنمائية للألفية والإذن بتركيز ”برلمان الشباب” خلال سنة 2010 ليكون مؤسسة استشارية تضم ممثلين عن الشباب من الجنسين توازي تركيبتهم تركيبة أعضاء مجلس النواب حسب كل دائرة. كما أذن الرئيس زين العابدين بن علي في خطابه بالانطلاق في تنظيم الاستشارة الشبابية الرابعة تحت شعار “شباب قادر على رفع التحديات” وبالشروع في إنجاز المسح الميداني الذي سيكون منطلقا لإعداد دراسة معمقة حول أوضاع الشباب ومواقفه وسلوكياته وقيمه وتطلعاته وبالشروع في تنفيذ استراتيجية وطنية للشباب ووضع آليات لتنفيذ هذه الاستراتيجية وللتنسيق والرصد والتقييم من خلال منهجية تتسم بالدقة والموضوعية والنجاعة وتتميز بمشاركة واسعة وفعالة من قبل الشباب. وتدعم مبادرة “السنة الدولية للشباب” سجل تونس الحافل بالمبادرات الإنسانية النبيلة الرامية إلى إشاعة القيم الكونية المشتركة لإعلان السلم والعدل وتكريس التضامن ومد جسور التواصل بين شباب العالم، وقد تواصل تفاعل الأسرة الدولية مع هذه المبادرة الرائدة التي كانت محل إشادة من قبل مجلس وزراء الشباب والرياضة للدول والحكومات المستعملة للغة الفرنسية في اجتماعه بمدينة مراكش المغربية يومي 11 و12 مارس 2010. وسعيا إلى المساهمة في انجاح هذا الحدث الدولي الهام بادر المجلس بإقرار سلسلة من الأنشطة الشبابية داعيا الدول الأعضاء إلى تنظيم تظاهرات شبابية والتقدم بمساهمات خاصة لدعم البرامج المخصصة للاحتفال بهذه السنة إلى جانب حثها على المشاركة بصفة فاعلة في المؤتمر العالمي للأمم المتحدة للشباب المزمع عقده سنة 2011. وكان المشاركون في الندوة الدولية حول”الشباب والمستقبل تحديات الواقع وتعزيز القدرات واليات المشاركة” التي التأمت في شهر جانفي 2010 بتونس، قد ثمنوا مصادقة منظمة الأممالمتحدة ومساندة المنظمات الإقليمية والدولية لمبادرة الرئيس زين العابدين بن علي المتعلقة بالسنة الدولية للشباب من خلال اصدار وثيقة “اعلان تونس من أجل مستقبل أفضل للشباب” التي ضمنوها عبارات تقديرهم الكبير لهذه المبادرة السامية معربين عن التزامهم التام بإنجاح هذا الموعد الدولي البارز. وفي إطار الحرص على تأمين كافة ممهدات النجاح لهذه التظاهرة الدولية بادر رئيس الدولة يوم 14 جانفي 2010 بالإعلان عن تكوين لجنة وطنية للسنة الدولية للشباب توكل إليها مهمة ضبط البرامج التنفيذية لهذه السنة وضم ممثلين من الجنسين عن الشباب التونسي إلى الوفود الرسمية التي ستشارك في اجتماعات الأممالمتحدة ذات الصلة طبقا لدعوة منظمة الأممالمتحدة في المجال. وقد تعززت المنظومة الشبابية بإجراءات رائدة على غرار خفض سن الترشح لعضوية مجلس النواب والمجالس البلدية إلى 23 سنة وسن الانتخاب من 20 إلى 18 سنة فضلا عن توسيع تركيبة المجلس الأعلى للشباب وتعزيز مشاركته في مختلف المجالس الاستشارية وتدعيم حضوره في تركيبة اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي. كما تدعم قطاع الشباب بعديد الإضافات من بينها وضع برنامج لتأهيل مراكز الإيواء المخصصة لسياحة الشباب وتوسيع تجربة نوادي الإعلامية المتنقلة واستكمال برنامج تأهيل نوادي الشباب الريفية إلى جانب دعم الشراكة بين مؤسسات الشباب والمؤسسات التربوية والثقافية والرياضية وتأهيل المنشآت الرياضية وتعهدها بالصيانة المستمرة. وأولى البرنامج كذلك كل الاهتمام للممارسة الرياضية قصد استكشاف المواهب الرياضية واحداث جمعية نسائية على الأقل بكل معتمدية قبل موفى سنة 2014 ورصد اعتمادات أكبر لرياضة المعوقين. كما استفادت المنظومة الشبابية خلال سنة 2010 بسلسلة من الإجراءات الأخرى وفي مقدمتها إعلان رئيس الدولة في فيفري الماضي عن إحداث لجنة وطنية تتولى صياغة الوثيقة النهائية للإستراتيجية الوطنية الشبابية للفترة 2009-2014 التي كان أعلن عنها في الذكرى الحادية والعشرين للتحول إلى جانب إعداد الخطط التنفيذية الملائمة لها.