تونس 19 مارس 2010 (وات - تحرير اشراف الصيد) - يحتفل الشباب التونسي يوم الاثنين 21 مارس بعيده السنوي في كنف النخوة والاعتزاز بما تحقق له من مكاسب وانجازات رائدة شملت شتى المجالات بما بواه لاحتلال صدارة الاولويات الوطنية وجعل منه شريكا فاعلا في مسيرة التنمية والتحديث. ويكتسي الاحتفال هذه السنة طابعا مميزا لاقترانه بالسنة الدولية للشباب التي تم اعتمادها من قبل الجمعية العمومية لمنظمة الاممالمتحدة بالاجماع ببادرة من الرئيس زين العابدين بن علي كتتويج لنجاح المقاربة التونسية في مجال التعاطي مع الشان الشبابي. وهو ينضاف الى سجل تونس الحافل بالمبادرات الانسانية النبيلة الرامية الى اشاعة القيم الكونية المشتركة لاعلان السلم والعدل وتكريس التضامن ومد جسور التواصل بين شباب العالم. وقد تواصل تفاعل الاسرة الدولية مع هذه المبادرة الرائدة التي كانت محل اشادة من قبل مجلس وزراء الشباب والرياضة للدول والحكومات المستعملة للغة الفرنسية في اجتماعه بمدينة مراكش المغربية يومي 11 و12 مارس 2010 وسعيا الى المساهمة في انجاح هذا الحدث الدولي الهام بادر المجلس باقرار سلسلة من الانشطة الشبابية داعيا الدول الاعضاء الى تنظيم تظاهرات شبابية والتقدم بمساهمات خاصة لدعم البرامج المخصصة للاحتفال بهذه السنة الى جانب حثها على المشاركة بصفة فاعلة في المؤتمر العالمي للامم المتحدة للشباب المزمع عقده سنة 2011 . كما ثمن المشاركون في الندوة الدولية حول"الشباب والمستقبل/ تحديات الواقع وتعزيز القدرات واليات المشاركة" التي التامت في شهر جانفي 2010 بتونس مصادقة منظمة الاممالمتحدة ومساندة المنظمات الإقليمية والدولية لمبادرة الرئيس زين العابدين بن علي المتعلقة بالسنة الدولية للشباب من خلال اصدار وثيقة "اعلان تونس من أجل مستقبل أفضل للشباب" التي ضمنوها عبارات تقديرهم الكبير لهذه المبادرة السامية معربين عن التزامهم التام بانجاح هذا الموعد الدولي البارز . وياتي هذا التفاعل الايجابي ليؤكد مجددا الدلالات العميقة التي تنطوي عليها هذه المبادرة الرامية بالاساس الى مزيد تحسيس المجموعة الدولية بضرورة تعزيز الاحاطة بالشباب والاهتمام بقضاياه واثرائه من خلال عقد مؤتمر عالمي للشباب يحضره الشباب من كل انحاء العالم ويركز موضوعه على محاور ذات اهتمام شبابي وينتهي باصدار ميثاق دولي يكون الرابطة الوثقى التي تشد شباب العالم الى القيم الكونية المشتركة . نحو تعميق الوعي لدى الشباب في العالم بدوره البناء في الحاضر والمستقبل وفي اطار الحرص على تامين كافة ممهدات النجاح لهذه التظاهرة الدولية بادر رئيس الدولة يوم 14 جانفي 2010 بالاعلان عن تكوين لجنة وطنية للسنة الدولية للشباب توكل اليها مهمة ضبط البرامج التنفيذية لهذه السنة وضم ممثلين من الجنسين عن الشباب التونسي الى الوفود الرسمية التي ستشارك في اجتماعات الأممالمتحدة ذات الصلة طبقا لدعوة منظمة الأممالمتحدة في المجال. ويعد هذا الموعد الشبابي الدولي مناسبة هامة لتعميق الوعي لدى الشباب في العالم بالدور البناء الذي يجب ان يضطلع به حاضرا ومستقبلا. كما يمثل الاطار الامثل لشباب تونس لتبليغ صوته الى شباب العالم وتاكيد موقعه والتعريف بمكاسبه الرائدة التي تحققت له في عهد التغيير وشملت شتى الميادين. فقد استاثر قطاع الشباب بمكانة مرموقة في المشروع الاصلاحي للرئيس زين العابدين بن علي ايمانا بدوره الفاعل والنشيط في دعم مقومات التنمية والتحديث. وفي هذا الاطار انصرفت الجهود الى الارتقاء بالقطاع الى صدارة الاولويات الوطنية والعمل على اعداد الشباب لمجابهة التحديات المستقبلية بثقة واقتدار وذلك من خلال تفعيل حضوره في الحياة العامة وتشريكه في صنع القرار . وقد تعززت المنظومة الشبابية باجراءات رائدة على غرار خفض سن الترشح لعضوية مجلس النواب والمجالس البلدية الى 23 سنة وسن الانتخاب من 20 الى 18 سنة فضلا عن توسيع تركيبة المجلس الاعلى للشباب وتعزيز مشاركته في مختلف المجالس الاستشارية وتدعيم حضوره في تركيبة اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي. وتجددت اوجه العناية بهذا القطاع مع البرنامج الانتخابي للرئيس زين العابدين بن علي 2009-2014 حيث تم افراده بمحور خاص يحمل شعار /لشباب تونس نبني الغد الافضل/ تاكيدا لثبات الارادة السياسية على المراهنة على كفاءات تونس الشبابية في نحت معالم مستقبل البلاد. وقد اكد رئيس الدولة في برنامجه المستقبلي على تطوير موءهلات الشباب واعداده لتحمل المسوءوليات في مختلف المجالات. وتضمن عديد الاضافات من بينها وضع برنامج لتاهيل مراكز الايواء المخصصة لسياحة الشباب وتوسيع تجربة نوادي الاعلامية المتنقلة واستكمال برنامج تاهيل نوادي الشباب الريفية الى جانب دعم الشراكة بين موءسسات الشباب والموءسسات التربوية والثقافية والرياضية وتاهيل المنشآت الرياضية وتعهدها بالصيانة المستمرة. واولى البرنامج كذلك كل الاهتمام للممارسة الرياضية قصد استكشاف المواهب الرياضية واحداث جمعية نسائية على الاقل بكل معتمدية قبل موفى سنة 2014 ورصد اعتمادات اكبر لرياضة المعوقين. ويعتبر قرار احداث برلمان للشباب ليكون موءسسة استشارية تسهم في غرس روح المواطنة لديهم وفي تشريكهم في الشان العام لبنة جديدة في مسار تعزيز انخراط الشباب في الحياة السياسية وتفعيل مشاركته في صياغة التصورات العامة للمسيرة التنموية في مختلف القطاعات. كما استفادت المنظومة الشبابية خلال سنة 2010 بسلسلة من الاجراءات الاخرى وفي مقدمتها اعلان رئيس الدولة في فيفري الماضي عن إحداث لجنة وطنية تتولى صياغة الوثيقة النهائية للإستراتيجية الوطنية الشبابية للفترة 2009-2014 التي كان اعلن عنها في الذكرى الحادية والعشرين للتحول الى جانب اعداد الخطط التنفيذية الملائمة لها. وتم اعداد هذه الاستراتيجية على ضوء ميثاق الشباب التونسي الذي توج سنة الحوار الشامل مع الشباب سنة 2008 وهي تشكل اطارا مرجعيا لمزيد النهوض بالشباب وتجسيم تطلعاته وتحقيق الاهداف ذات الاولوية خاصة في مجالات التعليم والتكوين والتشغيل وتكنولوجيات الاتصال والصحة والبيئة والترفيه وتعزيز مساهمة الشباب في الحياة العامة. وفي اطار الحرص على تثبيت مبدا الحوار مع الشباب الذي دابت تونس على اعتماده كوسيلة للتواصل مع هذه الشريحة تقرر احداث منتدى وطني للحوار مع الشباب بهدف افساح المجال لحوار تشاركي لمناقشة وتدارس مواضيع ذات علاقة بقضايا القطاع وتطلعاته اضافة الى احداث بوابة عصرية وتفاعلية ذات خصائص تقنية متطورة تستجيب لطموحات الشباب. كما تم الاعلان على أن السنة الجارية 2010 ستشهد أيضا انطلاق الاستشارة الشبابية الرابعة بتونس للاستفادة منها في اعداد المخطط الثانى عشر للتنمية وفي اثراء المشاركة السياسية والممارسة الديمقراطية بالبلاد. وقد اثبت الشباب من خلال هذه المكاسب العديدة انه جدير بان يكون موضع ثقة ومحط امال الجميع حيث كانت له مساهمة فعالة في انجاح الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت في اكتوبر الماضي كمحطة هامة اكد معها مدى وعيه باهمية الانخراط في الشان العام والتزامه بقضايا وطنه. السنة الدولية للشباب محطة بارزة من اجل إثبات صواب المقاربة التونسية في مجال المراهنة على الشباب وكان ذلك بمثابة العرفان بالجميل للرئيس زين العابدين بن علي الذي حبا هذه الشريحة بكل اوجه الرعاية والاحاطة والالتفاف حول خياراته المستقبلية والتعبير عن امتنانها لسيادته بان اتاح الفرصة لحوالي 500 الف شاب وشابة ممن بلغوا سن 18 لممارسة حقهم الانتخابي وهو اجراء هام فتح مجالا ارحب امام الشباب لتوسيع دائرة مشاركتهم في الحياة العامة وتمكينهم من التدرب على الممارسة الديمقراطية. ان الشباب اليوم بلغ مرحلة هامة من النضج بفضل ما تحقق له من رصيد كبير من المكاسب الرائدة في شتى المجالات واصبح قادرا على مواجهة التحديات المطروحة وفي مقدمتها السنة الدولية للشباب التي ستشكل موعدا جديدا ومحطة بارزة من اجل اثبات صواب المقاربة التونسية في مجال المراهنة على الشباب.