أخبار تونس – يقوم البنك الإفريقي للتنمية بدور هام في مساعدة البلدان الإفريقية للنهوض باقتصادياتها حتى تكون في المستوى العالمي خاصة وأن عددا من بلدان القارة تشهد نزاعات وفي هذا الإطار نظم البنك الإفريقي للتنمية في تونس منتدى محوره تعزيز قدرات البلدان في فترة ما بعد النزاعات بهدف ضمان ديمومة المؤسسات واستدامة التنمية. وشارك في هذا اللقاء الرئيس بلاز كومباوري رئيس بوركينا فاسو والسيد أناستاز مورايكزي الوزير ممثل رئيس جمهورية رواندا بول كاغامي إضافة إلى أعضاء مجلس محافظي البنك الإفريقي للتنمية وعدد من الوزراء الأفارقة المكلفين بالتنمية والأمينة العامة التنفيذية الجديدة لمؤسسة تعزيز القدرات في إفريقيا السيدة فراني لوتيي. ويذكر أن البنك الإفريقي يعتمد مقاربة إقليمية ملائمة وتسهيلات تمنحها المجموعة للبلدان المسماة “هشة” من أجل دعم قدراتها عند مواجهتها لصعوبات. وتمحورت أشغال المنتدى الذي انتظم في شكل مجموعات عمل حول تقديم شهادات وإجراء حوارات أدارها المدير العام لمؤسسة “قناة إفريقيا” السيد جايمس ماكاوا. ومن أهم المواضيع التي تم تداولها خلال المنتدى عملية الإبادة التي شهدتها رواندا سنة 1994 والتي مازالت آثارها حية في الأذهان وتتفاقم خاصة مع عنصر تواضع إمكانيات رواندا التي أكدها ممثل الرئيس الرواندي في مداخلته. أما الرئيس البوركيني فقد أكد في مداخلته أنه ليس هناك مجال للتنمية في غياب الاستقرار والأمن مبينا أنه ليس بمقدور أي بلد خرج من نزاع ودون أمن بشري واحترام للحقوق الأساسية أن يحقق تنمية فعلية. ولاحظ بلاز كومباوري رئيس بوركينا فاسو الذي أسهم في جهود المصالحة من أجل إعادة السلم الاجتماعية في بلدان منطقة الساحل الإفريقي التي شهدت نزاعات على غرار الطوغو وغينيا أن تعزيز قدرات البلدان في فترة ما بعد النزاعات يمثل رهانا محفزا يقتضي مسارا معقدا وديناميكيا مثلما يقتضي إرادة سياسية على أعلى مستوى واستراتيجيات ملائمة. كما دعا إلى بعث صندوق يتكفل بتمويل عملية عودة الأشخاص المهجرين إلى بلدانهم مذكرا بأن بوركينا فاسو استقبلت زهاء مليون نسمة من المهجرين جراء الإبادة في رواندا. والجدير بالذكر أن تمويلات البنك الإفريقي للتنمية بلغت 12 مليار دولار سنة 2009 في حين أنها لم تكن تتجاوز ال 5 مليارات من الدولارات مما استوجب الترفيع في رأس مال البنك من 30 مليار دولار إلى 100 مليار دولار حتى يتمكن من مواصلة تمويل التنمية الاقتصادية في إفريقيا. علما وأن البنك الإفريقي هو الممول الأول للتنمية في إفريقيا من خلال حجم القروض التي يمنحها. ويشار إلى أن تونس تحصلت مؤخرا بموجب تسع اتفاقيات مع البنك الإفريقي للتنمية على تمويل سبع دراسات وبرنامجي تكوين بين الحكومة التونسية والبنك الإفريقي للتنمية وتصل قيمتها إلى 9 ملايين دينار.