أخبار تونس – لا تمثل الصناعات التقليدية في تونس أحد وجوه الحضارة التونسية العريقة أو إحدى المظاهر الثقافية المتطورة فحسب بل إنها قطاع واعد على مستوى التشغيل والدخل حيث تشغّل حوالي عشر اليد العاملة وقد أولى الرئيس بن علي عناية خاصة بالقطاع من خلال اعتزام بعث” مدينة الصناعات التقليدية و الحرف الفنية” تكون بمثابة “قطب تجاري حديث مفتوح للابتكار والإبداع” في الخماسية القادمة. وانسجاما مع هذا التوجه وفي إطار سلسلة اللقاءات الدورية التي يعقدها رئيس الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية السيد الهادي الجيلاني مع المكاتب التنفيذية لمختلف الجامعات الوطنية التقى رئيس منظمة الأعراف مع أعضاء المكتب التنفيذي للجامعة الوطنية للصناعات التقليدية يتقدمهم السيد برهان صفية رئيس الجامعة. وأكد السيد الهادي الجيلاني بالمناسبة، على ضرورة استعداد الجامعة بمختلف الغرف التابعة لها لمختلف المواعيد والرهانات المنتظرة خلال السنوات المقبلة خاصة في ما يتعلق بالنهوض بالصناعات التقليدية وخلق مزيد من مواطن الشغل وفق الأهداف التي رسمها البرنامج الرئاسي “معا لرفع التحديات” 2009-2014. حيث تتجهه الدولة نحو تعميم القرى الحرفية للصناعات التقليدية بكامل ولايات الجمهورية كما أن هذه القرى الجهوية ستسعى فضلا عن تشجيع الابتكار في مجال الصناعات التقليدية، على حفظ خصوصية كل جهة و ذلك بتخصيص فضاء لكل منتوج تقليدي تتميز به كل جهة من جهات الجمهورية التونسية. و فضلا عن كون العناية بالصناعات التقليدية تحفظ الهوية وصناعات الأجداد، فإن انتشارها كصناعة من شأنه أن يغذي الفكر الإبتكاري و الحس الإبداعي عند الشباب و تساهم كذلك في خلق مواطن شغل جديدة . و هذا البرنامج التنموي لنشاط الصناعات التقليدية يعبر مرة أخرى عن التوجه الرئاسي الداعم للامركزية بصفة عامة سواء في قطاع الصناعات التقليدية أو في قطاعات أخرى كالقطاع الثقافي. إذ سبق لسيادته أن عبر على ضرورة دعم لا مركزية النشاط الثقافي، فضلا عن اهتمامه بمختلف الشرائح الاجتماعية ومحاولة تحقيق أسباب العيش الكريم للتونسي في مختلف الجهات في البلاد. كما أوصى السيد الهادي الجيلاني خلال اللقاء بضرورة وضع برنامج عمل يرسم آفاق تطوير نشاط الجامعة في الفترة القادمة داعيا كافة أعضاء المكتب التنفيذي إلى مضاعفة الجهود للمساهمة في تطوير قطاع الصناعات التقليدية. وقدم السيد برهان صفية رئيس المكتب من جهته بسطة عن الوضعية الحالية لمختلف أنشطة قطاع الصناعات التقليدية ونسق تطوره خلال السنوات الأخيرة. وتطرق أعضاء المكتب التنفيذي للجامعة إلى الصعوبات التي تشهدها بعض أنشطة قطاع الصناعات التقليدية وخاصة صناعة الزربية واللباس التقليدي والمصوغ. وأكدوا في هذا الخصوص على ضرورة مزيد دعم التعاون بين الجامعة والديوان الوطني للصناعات التقليدية للمساهمة في تطوير القطاع.
