افتتحت صباح الجمعة بالضاحية الشمالية للعاصمة أشغال الدورة الثامنة لاجتماع وزراء خارجية الحوار 5 زائد 5 وترأس الجلسة الافتتاحية للاجتماع السيدان كمال مرجان وزير الشؤون الخارجية ونظيره الإسباني ميغال انجال موراتينوس بحضور وزراء شؤون خارجية بلدان غرب المتوسط. ويمثل الحوار 5 زائد 5 اطارا يجمع البلدان العشرة للضفتين الجنوبية والشمالية للحوض الغربي وهي البلدان المغاربية الخمس اي تونس والجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا الى جانب كل من اسبانيا وفرنسا وايطاليا ومالطا والبرتغال. كما حضر هذا اللقاء الأمين العام لاتحاد المغرب العربي والمفوض الأوروبي المكلف بالتوسعة وسياسة الجوار بصفة ملاحظين. وألقى السيد كمال مرجان في افتتاح هذا الاجتماع كلمة بين فيها ان تونس “بحرص وتوجيه من الرئيس زين العابدين بن علي كانت وستظل دوما وفية لتقاليدها الراسخة في الانفتاح والتعاون” مؤكدا أنها لن تدخر جهدا من أجل تأمين مستقبل أفضل لمنطقة المتوسط في ظل ما تواجهه من تحديات تتطلب تفعيل التضامن بين مختلف الأطراف. واقترح الوزير في هذا السياق ان يبحث الاجتماع إمكانية تجسيد عدد من المشاريع قصد إضفاء “مزيد من المقروئية على الحوار 5 زائد5 . وأوضح أن هذه المشاريع تتمثل في انشاء لجنة متابعة قارة للحوار 5 زائد 5 لضمان تنفيذ التوصيات والقرارات التي يتم اعتمادها وتوسيع إطار الحوار ليشمل أطرافا أخرى على غرار منظمات الأعراف والكيانات الترابية والجماعات المحلية. وبين أن هذه المشاريع تتمثل كذلك في العمل على انجاح تنظيم المؤتمر العالمي للشباب تحت رعاية الأممالمتحدة على اثر إعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب تحت شعار “حوار وتفاهم متبادل” وهي المبادرة التي تقدم بها الرئيس زين العابدين بن علي خلال السنة الماضية فضلا عن بعث وكالة متوسطية لحماية المنظومة البيئية والسواحل تتكفل بالأساس بتأمين التنسيق بين كل المشاريع والمبادرات التي تتنزل في هذا الإطار وإرساء حوار 5 زائد 5 في المجال التجاري لإحكام التنسيق بين السياسات التجارية في المنطقة. وأكد السيد كمال مرجان من جهة أخرى ضرورة تعزيز الحوار بين الثقافات مبرزا أهمية التشاور حول هذه المسألة بين الوزارات المعنية بالثقافة في بلدان الحوار 5 زائد 5 . وأشار وزير الشؤون الخارجية على صعيد آخر إلى الدور الذي يمكن أن يضطلع به الاتحاد الأوروبي على صعيد تعزيز مسار الاندماج المغاربي من خلال دعم مالي خصوصي لرفد جهود الاندماج الجهوي والمساهمة في تمويل المشاريع المغاربية المشتركة في المجالات الحيوية مثل الطاقة والبنية التحتية والبحث العلمي. وذكر على هذا المستوى بمساهمة الحوار 5 زائد5 بشكل فاعل في بلورة سياسة أورومغاربية في عدة ميادين سيما الدفاع والأمن والسياحة والنقل والهجرة ومؤخرا التربية داعيا إلى توسيع هذا التعاون ليشمل قطاعات أخرى على غرار التجارة وتبادل المنتوجات الفلاحية المصنعة. كما دعا الحوار 5 زائد 5 الى إنشاء “مجلس اقتصادي مالي اورومتوسطي” بمشاركة محافظي البنوك المركزية لتعزيز الشراكة في المجالات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والى تأسيس بنك اورومتوسطي يعمل بارتباط وثيق مع المؤسسات الدولية الكبرى والوكالات الوطنية لدعم التنمية. وبين السيد كمال مرجان من جهة اخرى ان احتياجات دول الضفة الجنوبية لا تقتصر على الاستثمار في مجالات المحروقات والكهرباء بل وكذلك في مجال الطاقات المتجددة. ودعا كذلك الى بلورة خطة عملية لتعزيز التعاون في مجال العلوم بما يتلاءم مع واقع المنطقة واحتياجاتها والتفكير في بعث استثمارات مشتركة في اطار الفضاء المتوسطي للتعليم العالي وثمن وزير الشؤون الخارجية في الختام الجهود المبذولة على الصعيد الاورومتوسطي لتكريس تطلعات المنطقة ملاحظا أن النتائج تبقى بالرغم من ذلك دون المأمول. وعبر في هذا الصدد عن الامل في ان يكون الفضاء الاورومتوسطي اكثر استقرارا وتضامنا وان يتخطى مسار السلام بالشرق الاوسط العراقيل المختلفة التي تعوق مسيرته. وأكد ضرورة ان تلتقي ارادات الجميع “من أجل اعادة بعث متوسط له بعد إنساني، متوسط الرفاه المشترك والسلم والاستقرار”.