أخبار تونس – تشهد العلاقات التونسية الليبية تطورا ملحوظا وذلك تدعيما لارتباطات حسن الجوار عبر مزيد تمتين التعاون في شتى المجالات لاسيما التعاون في القطاع الاقتصادي والمبادلات التجارية مما يساهم في تفعيل مسار التنمية في البلدين الشقيقين وتثمين ما يزخر به البلدان من إمكانيات هامة. وفي هذا الاطار بالذات التأمت يوم الخميس فعاليات ندوة “تونس وليبيا: شراكة وتكامل” التي انتظمت على هامش المعرض الدولي بطرابلس في دورته ال 39 من 20 إلى 30 أفريل 2010 بالعاصمة الليبية طرابلس، وأكد المشاركون في هذه الندوة على ضرورة تحقيق الأهداف المرسومة ضمن هذا الباب وتوفير سبل مضاعفة الجهد للارتقاء بالشراكة الثنائية الى مستوى التطلعات. وأشار المتدخلون خلال الندوة من رجال أعمال ومختصين في البلدين إلى ضرورة تقديم الضمانات الكفيلة بتيسير انجاز المشاريع المشتركة لاسيما في ما يتعلق بتنقل الأشخاص وتحويل الأموال مبرزين أهمية تحسين البنية الأساسية في المناطق الحدودية التي تشهد عبور 3 مليون شخص سنويا وأوصى المتدخلون بالعمل على رفع الإجراءات الحمائية المفروضة على بعض السلع من الجانبين. ولدى إشرافه على هذه الندوة أكد السيد رضا بن مصباح وزير التجارة والصناعات التقليدية العزم على تأمين كل الشروط الضرورية من أجل رفع نسق التعاون وارساء مناخ أعمال ملائم بما يساعد الباعثين الاقتصاديين على تنفيذ مشاريعهم، منوها بالإرادة التي تحدو الجانبين بحرص من قائدي البلدين للقضاء على كل الصعوبات التي تحول دون تطور التعاون الاقتصادي بين تونس وليبيا إلى المستوى المطلوب. وكان عدد المشاريع المنجزة في إطار هذه الشراكة في تونس قد بلغ 50 مشروعا ويوجد في ليبيا 30 مستثمرا تونسيا وهو ما يؤكد أهمية التعاون القائم بين الطرفين بما يجعل منه نموذجا يحتذى في المنطقة المغاربية. ومن جهته عبر السيد جمال اللموشي أمين الهيئة العامة للتمليك والاستثمار بليبيا عن الأمل في أن ترتقي علاقات التعاون الثنائي إلى مستوى الأهداف المنشودة بما يمكن منتوجات البلدين من اكتساح أسواق جديدة، مستعرضا مجالات الاستثمار المتاحة في ليبيا حيث تعد تونس شريكا متميزا لبلاده داعيا رجال الأعمال التونسين إلى مزيد الإقبال على الاستثمار في الجماهيرية في شتى الميادين وخاصة في القطاع الصحي والاستفادة مما توفره من حوافز جبائية وجمركية وغيرها. وسعيا إلى دفع عجلة التعاون الاقتصادي بين البلدين الشقيقين، شاركت تونس في المعرض الدولي بطرابلس في دورته ال 39 ب 31 مؤسسة من مختلف القطاعات كالبناء والتجهيز والمواد الصحية والمواد العازلة والنوافذ والأبواب الخشبية والهياكل والحواجز المعدنية والصناعات التقليدية بما في ذلك الفسيفساء والحلول المعلوماتية والأثاث. ويمتد الجناح التونسي الذي شهد حضور ممثلين عن مركز النهوض بالصادرات والديوان الوطني التونسي للسياحة والخطوط التونسية على مساحة 1061 م2 اضافة إلى فضاء خارجي يمتد على 400 م2 مما يجعل منه ثاني أكبر جناح في المعرض. وعرفت التظاهرة السنوية حضور عدة قطاعات تونسية كالخدمات المصرفية وتجهيزات التكييف وتركيب التجهيزات السمعية البصرية وتكنولوجيا المعلومات لأول مرة ويسجل المعرض استقطاب أعداد متزايدة من حيث عدد الدول المشاركة في كل دورة. وشهدت التظاهرة تنظيم الاحتفال بيوم تونس قصد اطلاع الزائرين على خصوصيات الجناح التونسي الذي يأتي في المرتبة الثانية بعد تركيا من حيث المساحة بما يعكس تنوع المعروضات من مختلف القطاعات الاقتصادية ومراوحتها بين التقليدي والحديث وشارك في الاحتفال السيدان رضا بن مصباح، وزير التجارة والصناعات التقليدية ومحمد الحويج، أمين اللجنة الشعبية العامة للصناعة والاقتصاد والتجارة. ويذكر أن ليبيا تحتل في مجال المبادلات التجارية المرتبة الخامسة في قائمة شركاء تونس وتأتي تونس في المرتبة الرابعة بالنسبة إلى ليبيا وقد ارتفعت قيمة الصادرات التونسية إلى ليبيا بأكثر من 892 م د سنة 2007 إلى حوالي 1121 م د سنة 2009 بينما سجلت الواردات في نفس الفترة انخفاضا يناهز 564 م د لتتطور نسبة التغطية في الميزان التجاري من 108 م د إلى 6ر148 م د. وتساهم الصناعات المعملية المختلفة بأوفر حصة في الصادرات التونسية نحو السوق الليبية بنسبة 7ر42 بالمائة سنة 2008 تليها الفلاحة والصيد البحري والصناعات الغذائية ب 5ر36 بالمائة ثم الصناعات الميكانيكية والكهربائية ب6ر23 بالمائة وتأتي بعد ذلك وبنسب اقل قطاعات النسيج والملابس والجلود والأحذية والطاقة والمحروقات والتي لم تسجل على امتداد سنتي 2007 و2008 تطورا ملموسا، إذ كانت على التوالي في حدود 4ر1 بالمائة و9ر0 بالمائة و1ر0 بالمائة.