تتميز القيروان بمعالمها التاريخية التي تحتل في تاريخ الفن المعمارى الإسلامي مكانة ذات أهمية ومن أبرزها الجامع الكبير الذي أقامه عقبة بن نافع وسط هذه المدينة التي يتم الاحتفاء بها هذه السنة كعاصمة للثقافة الإسلامية . ويحتل هذا الجامع المركز المحوري لمدينة القيروان التي تعتبر أول مدينة إسلامية تأسست بالمغرب سنة 670 ميلادى ثم أصبحت انطلاقا من سنة 800 ميلادي عاصمة للدولة الأغلبية وهو ما أكده أستاذ الحضارة الإسلامية عبد العزيز الدولاتلي في دراسة أدرجت ضمن المفكرة التي أعدتها . وزارة الثقافة والمحافظة على التراث لسنة 2009 وتصدرت غلافها الخارجي صورة لجامع عقبة بن نافع وقد حظي هذا الجامع بأشغال كبرى سنة 836 ميلادي على يد الأمير الاغلبي زيادة الله الذي حرص على أن يكون لهذا الجامع من الإحجام والمظاهر ما يرفعه إلى مقام معلم كبير يناسب الدور الروحي والثقافي الذي تضطلع به عاصمة الإمارة . ويمتاز الجامع الكبير او الأعظم ببيت الصلاة التي تحاكي النموذج المستنبط بالمدينةالمنورة وبالمحراب الذي تزدان حيطانه بالرخام المنقوش والخزف ذى البريق المعدني وتكللها نصف قبة مزخرفة بفروع ملتوية من غصون العنب وبالمنبر وهو من خشب الساج المنقوش وبالمئذنة المتينة الهرمية الشكل وهي النموذج الأصل لكل المآذنبالمغرب الإسلامي. والى جانب الجامع الأعظم تحتفظ معالم دينية أخرى بزخارف إسلامية متميزة على غرار مسجد بن خيرون الذي يعود عهده إلى سنة 866 ميلادي والذي اشتهر باسم”جامع الأبواب الثلاثة” بواجهته المنقوشة المزخرفة. ولا تزال مدينة القيروان العتيقة تحتفظ بعدد هام من بيوت الصلاة ومواطن الاعتكاف الروحي والورع وتطالع الزائر من بعيد قبابها البيضاء التي تبرز وسط المشهد العام الافقي للمدينة المحاط بأسوار من الأجر ذي اللون الرملي الضارب إلى الصفرة وتشكل هذه المعالم التاريخية عاملا من عوامل إدراج القيروان ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي .