أخبار تونس- تعمل تونس على دعم البناء المستديم وعيا منها بالتحديات الناجمة عن التغيرات المناخية بصفة عامة والنجاعة الطاقية في مجال البناء بصفة خاصة. وتعتمد مقاربة البناء المستديم ومنهجية الجودة البيئية العليا على محاور رئيسية وهي الحفاظ على المحيط والتصرف المستديم في البناء (التقنين الحراري والتهوئة الطبيعية) والحفاظ على الصحة. ومن أجل مزيد ترسيخ هذا التمشي وتعميمه في إطار مسار تنموي شامل يراعي متطلبات جودة الحياة لكل التونسيين، انتظمت يوم الأربعاء بتونس ورشة عمل حول “البناء المستديم ومنهجية الجودة البيئية العليا” بإشراف السيد صلاح الدين مالوش وزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية. ويتضمن برنامج ورشة العمل مداخلات حول: - “الإمكانيات الطاقية للبناءات” - “التصرف التقني في البناءات” - “الطاقات المتجددة في البناء المستديم” - آليات التصرف البيئي في قطاع البناء” وتشكل ورشة العمل التي تتواصل إلى غاية يوم 29 أفريل الجاري فرصة لتحسيس الفاعلين في مجال البناء من مهندسين ومشرفين على تنفيذ المشاريع ومصممين معماريين بضرورة ترسيخ ثقافة البناء المستديم خلال مختلف مراحل المشروع بداية من التصميم إلى اختيار معدات البناء إلى جانب التعريف بالمقاربات الجديدة المعتمدة في مجال البناء على الصعيد الدولي. كما يتمثل الهدف في توفير كل الشروط الكفيلة بتحسين جودة الحياة ورفاه الفرد من خلال إدماج تقنيات البناء القديمة (منازل تفتح على فضاء داخلي من أجل التهوئة الطبيعية ...) والنهوض باستعمال الطاقات المتجددة. وأكدت أشغال الورشة على ضرورة بعث مشاريع مجددة تحترم البيئة و تتلاءم مع الخصوصيات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والمناخية للبلاد وضرورة تطوير الهندسة المعمارية للبناءات عبر إرساء منهجية تعتمد على إدماج كافة المعطيات البيئية واعتماد التكنولوجيات الحديثة مع الحرص على الحفاظ على الموارد الطبيعية والاستلهام من المخزون الثقافي والمعماري في المجال. ويعكس موضوع الورشة أهمية الرهانات المطروحة في قطاع البناء الذي يعتبر ثالث مستهلك للطاقة بنسبة 27 بالمائة ويستهلك ما يفوق 30 بالمائة من الموارد الطبيعية وتشير التوقعات إلى أن هذا القطاع سيتحول إلى ثاني مستهلك للطاقة سنة 2020 وأول مستهلك للطاقة سنة 2030 . ويشار أن تونس قد وضعت في هذا المجال برنامجا يهدف إلى تشييد 70 ألف مبنى خاضع لشروط النجاعة الطاقية وإحداث 350 ألف متر مربع من السخانات الشمسية الإضافية مع موفى 2014 وبلوغ 5 آلاف منزل شمسي خلال نفس الفترة.