تونس 29 افريل 2010 (وات) - تم خلال الورشة الدولية التي احتضنتها تونس يومي 28 و29 افريل الجاري حول "البناء المستديم ومنهجية الجودة البيئية العليا" التاكيد على اهمية وضع التصورات الفنية المرتبطة بالبناءات المستديمة لمواكبة التطور الحديث للتخطيط العمراني بتونس وتفعيل الاليات المعتمدة لتطوير ادارة الفضاء العمراني. كما تمت الدعوة الى تعزيز التعاون والشراكة بين القطاعين العمومي والخاص ومزيد دعم بناء القدرات عبر تطوير شبكات المعلومات والمراصد العمرانية المتخصصة. وترمي هذه التدابير الى ضمان الاستخدام الامثل للموارد وتحفيز الاستثمار في مجالي التجديد التكنولوجي والخدمات البيئية المرتبطة بقطاع البناء لتحقيق التوازن المنشود بين متطلبات التنمية والحفاظ على الموارد الطبيعية وترشيد استغلالها في اطار تنمية تكفل لاجيال الحاضر والمستقبل حق الانتفاع بها. وابرز السيد محمد نجيب بالريش كاتب الدولة المكلف بالاسكان والتهيئة الترابية لدى اختتامه اليوم الخميس بتونس اشغال هذه الورشة الدولية ان ارساء اسس استدامة المدن التونسية يستدعي استنباط اساليب جديدة للبناء المستديم تدمج التصور الايكولوجي للبناءات وانماط ترشيد استهلاك الطاقة والماء والتصرف الانجع في النفايات وتولي الاولوية للجوانب الصحية وللمسائل التي تتعلق بجودة الحياة. وقد تم تكريس هذه الاعتبارات في المقاربات الحديثة لمعايير البناء المستديم ومنها معيار الجودة البيئية العالية على غرار ما يمكن استقراوءه من خلال التجربة الفرنسية. وبين كاتب الدولة ان تونس كانت سباقة ضمن بلدان جنوب المتوسط في مجال البناء المستديم وهو ما يتجلى خصوصا من خلال احداث لجنة وطنية للتنمية المستديمة مشيرا الى انه تم الشروع في انجاز دراسة تشخيصية استشرافية لوضع مسار البناء المستديم بتونس. واوضح ان هذه الدراسة التي تنجزها مصالح وزارة البيئة والتنمية المستديمة تهدف الى وضع السياسات الجديدة المرتبطة بالبناء المستديم وتعميق النظر في اثارها الايجابية المرتقبة في تكريس خيارات التنمية المستديمة من حيث تحفيز الاستثمار وتاطير قطاع الخدمات البيئية وتشجيع البحث العلمي والتجديد التكنولوجي في مجال البناء. واكد ان طرق البناء التقليدية بطابعها المعماري الاصيل وباساليب التصرف الايكولوجي المستديم تحث على مزيد تعميق دراسة هذه الجوانب في التصورات المستقبلية للبناءات الجديدةبتونس ضمن مقاربة شاملة ومندمجة تهدف الى المحافظة على الموارد الطبيعية وترشيد استهلاكها.