تحيي تونس يوم السبت، تحت سامي إشراف رئيس الجمهورية، اليوم الوطني للمعوقين تحت شعار “الشباب المعوق ..اعتزاز بالانجازات واستعداد لرفع التحديات”. وجاء في بيان تونس الصادر بالمناسبة ان هذا اليوم الوطني يعد فرصة متجددة للوقوف على ما تحقق من مكاسب وانجازات لفائدة الأشخاص المعوقين بفضل الرعاية الموصولة التي يوليها الرئيس زين العابدين بن علي لهذه الشريحة من المجتمع في إطار منظومة متكاملة لحقوق الإنسان تكرس المساواة وتكافؤ الفرص بين الجميع. وأكد البيان أن شعار الاحتفال هذه السنة باليوم الوطني للمعوقين يأتى مواكبا للحدث الوطني والدولي الخاص بإعلان 2010 سنة دولية للشباب التي كانت أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بمبادرة من رئيس الدولة. وقد جعلت تونس من رعاية الأشخاص المعوقين مسؤولية وطنية احتلت في إطارها الوقاية من الإعاقة، أولوية دائمة من خلال دعم الكشف المبكر عنها والتشجيع على القيام بالبحوث والدراسات ذات الصلة وضبط البرامج والآليات الكفيلة بالحد من الإعاقة. كما شهدت الرعاية الاجتماعية للأشخاص المعوقين تطورا ملحوظا بهدف ضمان ظروف العيش الكريم لهم لا سيما في الوسط العائلي من خلال توفير الخدمات الرعائية والصحية ومنح قارة وإعانات ظرفية وجرايات وتمتيع عميقي ومتعددي الإعاقة بخدمات صحية وتأهيلية بالبيت. وأبرز البيان في هذا السياق توفر قاعدة تشريعية هامة من أجل الإدماج الاجتماعي لذوي الإعاقة وتمكينهم من المشاركة في الحياة العامة واتخاذ عديد الإجراءات الرامية إلى تهيئة المحيط الملائم لتيسير اندماجهم على غرار الامتيازات داخل وسائل النقل العمومي إضافة إلى ترسيخ حق هذه الفئة في المعرفة والإعلام واستغلال تكنولوجيات الاتصال الحديثة والاستفادة من فرص الإدماج التي تتيحها الوسائل الثقافية الرقمية. وذكر البيان بالأهمية الكبرى التي توليها تونس للإدماج الاقتصادي والمهني للشخص المعوق والتي تتجلى خاصة في المصادقة على الاتفاقية الدولية عدد 159 المتعلقة بالتأهيل المهني وتشغيل المعوقين والتي تدعو إلى وضع سياسة وطنية للتأهيل المهني للمعوقين وتوفير البرامج والآليات الضرورية لإدماجهم. وأبرز الدور الأساسي للمجتمع المدني في معاضدة جهود الدولة في رعاية المعوقين والارتقاء بأوضاعهم اذ تعد تونس اليوم 101 جمعية لرعاية المعوقين تحظى بدعم هام يتجلى بالخصوص من خلال البرامج الرئاسية الثلاثة لتأهيل المراكز المختصة باعتمادات قيمتها 16 مليونا و700 الف دينار فضلا عن اسناد هذه الجمعيات منحا تجاوزت قيمتها 18 مليون دينار وتوفير 20 حافلة سنويا لنقل منظوريها. وأضاف البيان انه بفضل ما تحقق من مكاسب لذوي الاحتياجات الخصوصية في تونس تمكن الشباب المعوق من إثبات قدرته على رفع التحديات وكسب الرهانات التي تجسمت خاصة في إحرازه عدة بطولات وتألقه عربيا ودوليا في رياضة المعوقين حيث سجل أرقاما قياسية عالمية وتحصل في الألعاب الاولمبية على ميداليتين بأطلنطا (1996) و11 ميدالية بسيدناي (2000) و21 ميدالية ببكين (2008). وقد تركزت الجهود في هذا الصدد لتمكين الشباب المعوق من فرص التربية والتكوين وفتح الآفاق أمامه لصقل مواهبه وقدراته فى محيط مهيأ وترسيخ حقه في المعرفة والإعلام والاستفادة من تكنولوجيات الاتصال والتواصل الحديثة بما يدعم إدماجه في الحياة العامة وييسير وصوله للخدمات ويمكنه من التألق في مختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأكد البيان سعي تونس بفضل الإرادة السياسية الثابتة إلى تطوير مقارباتها ومجالات تدخلها لتجذير ثقافة الإدماج وتنشئة الأجيال على التشبع بالقيم الأخلاقية النبيلة وفي مقدمتها قيم التضامن والتآزر واحترام خصوصيات مختلف شرائح المجتمع.