تونس 27 ماي 2010 (وات/ تحرير راقية السالمي)- "الشباب المعوق اعتزاز بالانجازات واستعداد لرفع التحديات"، هو شعار اليوم الوطني للمعوقين الذي تحتفل به تونس السبت 29 ماي 2010 ويحظى حاملو الاعاقة فى تونس بعناية خاصة حيث تركزت سياسة الدولة في هذا المجال على تامين مساهمة هذه الفئة فى التنمية وتشريك الاطراف المعنية في الاضطلاع بمسوءولية الوقاية من الاعاقة ورعاية المعوق وادماجه في الاوساط العادية والتربوية والمهنية والاجتماعية. ولتحقيق الاندماج الفعلي للمعوقين في الحياة العامة اعتمدت تونس استراتيجية ترتكز على ثلاثية الوقاية الصحية والرعاية والادماج. ويعد القانون التوجيهي للنهوض بالاشخاص المعوقين وحمايتهم الصادر في اوت 2005 من ابرز التشريعات لفائدة هذه الفئة. وهو يجسم سياسات الدولة وما وضعته من خطط وبرامج واليات متنوعة للنهوض بحاملى الاعاقة وحمايتهم. وتدعم هذا التوجه بمصادقة تونس ضمن البلدان العشرين الاوائل على الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة التي اقرتها منظمة الاممالمتحدة في ديسمبر 2006 وعلى البروتوكول الاختياري لهذه الاتفاقية. ففي مجال الوقاية الصحية تم القضاء على عديد الامراض والاوبئة المخلفة للاعاقة من خلال تعميم التلاقيح والعناية المركزة بصحة الام والطفل وتدعيم برامج الصحة الانجابية والتاكيد على اهمية الكشف المبكر عن الاعاقة والتشجيع على القيام بالبحوث والدراسات حول الاعاقة واسبابها وضبط البرامج والاليات الكفيلة بالحد منها. كما يوءكد القانون التوجيهي على ايلاء الاهمية اللازمة لبرامج التوعية والتحسيس والتثقيف في مجال الوقاية من الاعاقة. وشهدت التدخلات فى مستوى الرعاية تطورا ملحوظا فهي تهدف الى الحفاظ على الاشخاص المعوقين في الوسط العائلي وتوفير الخدمات الرعائية والصحية وضمان ظروف العيش الكريم لهم. وتتمثل اهم هذه الخدمات في توفير منح قارة واعانات ظرفية للمعوقين المعوزين وتمتيع المضمونين الاجتماعيين من المعوقين بالمنح العائلية الى جانب تمتيع عميقي ومتعددي الاعاقة بخدمات صحية وتاهيلية بالبيت بهدف الحفاظ على الاشخاص المعوقين في الوسط العائلي وتمكينهم من مقومات العيش الكريم. وقد ساهم هذا التوجه في انجاح عملية ادماج الاشخاص المعوقين في كل المسارات التربوية والتكوينية والتاهيلية والاقتصادية. ففي مجال الادماج المدرسي بلغ عدد الاطفال المدمجين تلقائيا بالمدارس العادية بالتعليم الاساسي والثانوي 4453 تلميذا خلال السنة الدراسية 2009-2010 اضافة الى 1496 في 327 مدرسة دامجة ضمن البرنامج الوطني للادماج المدرسي للاطفال المعوقين بالمسار العادي التي انطلقت سنة 2003-2004 ويتلقى الاطفال الذين تعذر عليهم الاندماج بهذه المدارس خدمات التربية المبكرة المختصة والتاهيل والتكوين المهني بالمراكز المتخصصة بتربية وتاهيل المعوقين التابعة للجمعيات والتي ارتفع عددها الى 269 مركزا حاليا يوءمها 15 الفا و939 تلميذا. وحظي مجال التكوين المهني للاشخاص المعوقين باهتمام كبير تجلى من خلال تخصيص نسبة 3 بالمائة من مواطن التكوين بالمراكز القطاعية للتكوين المهني لهذه الفئة فضلا عما توءمنه الموءسسات المختصة ومراكز التربية الخاصة من خدمات تاهيلية لكل من تعذر عليه التسجيل بالمنظومة العادية للتكوين. وتهدف هذه الجهود الى اعداد الاشخاص المعوقين لاقتحام سوق الشغل وتحقيق الاندماج الاقتصادي عن طريق العمل الموءجر او العمل المستقل. وتشجيعا لمختلف الاطراف المعنية بادماج المعوقين تم سنة 2005 ولاول مرة اقرار جائزة رئيس الجمهورية لادماج الاشخاص المعوقين التي تسند سنويا للاشخاص او الجماعات المحلية او الموءسسات او المنظمات غير الحكومية التي تسهم في انجاز برامج او مشاريع تساعد على ادماج الاشخاص المعوقين بما يدعم تعليمهم او تكوينهم او تشغيلهم او تهيئة المحيط لفائدتهم. ويضطلع المجتمع المدني بدور متزايد الاهمية الى جانب هياكل الدولة في رعاية الاشخاص الحاملين لاعاقة من خلال وجود 101 جمعية تنشط في المجال وفي مقدمتها جمعية /بسمة/ للنهوض بتشغيل المعوقين التي تراسها السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية وتعمل على ادماج هذه الشريحة في مختلف مجالات الحياة فضلا عن اسهامها الفاعل في تيسير النفاذ الرقمي لهذه الفئة. ويتم في هذا الاطار تنفيذ البرنامج الخصوصي لتشغيل الاشخاص المعوقين الذي من ابرز مكوناته تنظيم ايام مفتوحة بمختلف جهات البلاد لابرام عقود تشغيل واسناد قروض لاحداث مشاريع خاصة الى جانب التعريف بالحوافز الممنوحة لتشجيع الموءسسات على تشغيل الاشخاص الحاملين لاعاقة. ولترسيخ حق المعوق في المعرفة والاعلام تتكثف الجهود لمزيد استغلال تكنولوجيات الاتصال والتواصل الحديثة لدعم الادماج في الحياة العامة وتسهيل الوصول الى الخدمات الادارية وتحقيق الاستفادة مما تتيحه وسائل الثقافة الرقمية على غرار مشروع توظيف التكنولوجيات الحديثة الذي تم ضمنه احداث خلايا بمختلف الولايات لتطوير الاداء التربوي للاطفال المعوقين تعتمد برمجيات بيداغوجية ملائمة واجهزة مهيأة وكذلك تركيز وحدات خدمات ادارية عن بعد.