أخبار تونس – تحت شعار “بنات وبنون ضد التدخين”، تحيي تونس يوم الاثنين 31 ماي 2010 مع بلدان العالم اليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي اختارت له منظمة الصحة العالمية هذه السنة موضوع “التبغ خطر على الجنسين.. سهام تسويقه تستهدف المرأة”. وتشير الإحصائيات العالمية ان النساء يشكلن حوالي 20 بالمائة من بين 1 مليار مدخن في العالم ويتم استهدافهن من قبل شركات التبغ لتوسيع دائرة المدمنين وضمان زيادة استهلاك منتوجاتها بما يمكن من استبدال تقريبا نصف المدخنين الحاليين المهددين بالموت قبل أوانهم بسبب أمراض ناتجة عن التدخين كما تواصل شركات التبغ تكثيف أساليبها التسويقية التي تستهدف النساء من خلال تأكيدها عبر مضامين اعلاناتها الإشهارية على أن التدخين من علامات تحرر المرأة أو دليل على تساويها مع الرجل. وتتجه العناية في هذا السياق إلى الاهتمام بتصويب الصورة الخاطئة للمرأة المدخنة بهذه الرسائل التسويقية التي يمثل تطور أرقام المعاملات التجارية الموجهة للنساء عبرها أكبر دليل على نجاحها في التأثير عليهن وإغوائهن بالتدخين ويقر تقرير لمنظمة الصحة العالمية عن المرأة والصحة بأن 7 بالمائة من المراهقات يدخن السجائر مقارنة ب 12 بالمائة من المراهقين ب151 دولة وتؤكد إحصائيات المنظمة أيضا أن عدد النساء المدخنات في العالم سيتضاعف ثلاث مرات على مدى الجيل القادم بما يسبب وفاة ما يزيد عن 200 مليون امرأة في سن مبكرة ويؤدي إلى ارتفاع نسبة النساء المدخنات من 12 بالمائة حاليا الى 20 بالمائة بحلول عام 2025 ويؤدي التدخين إلى تعكير صحة المرأة بصفة خاصة حيث يعتبر من الأسباب الرئيسية للإصابة بسرطان عنق الرحم والأمراض الوعائية القلبية ويؤثر سلبا على وظيفة الإنجاب ويهدد سلامة الجنين ويسبب هشاشة العظام خاصة عند المسنات كما يتسبب لدى النساء في 40 بالمائة من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب و55 بالمائة بسبب السكتة الدماغية و80 بالمائة من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة و30 بالمائة عن السرطانيات الاخرى. وتفاديا لمختلف الأضرار التي يشكلها التدخين على صحة المواطنين، تحرص تونس على مواصلة الجهود الرامية إلى مكافحة آفة التدخين التي تتسبب في وفاة ما يقارب 7 الاف شخص سنويا والعمل على تقليص نسبة المدخنين لا سيما من خلال دعم العمل التثقيفي والتحسيسي بكافة الأوساط وتوجيهه الى جميع الفئات والأعمار من أجل تجذير سلوك رافض للتدخين وتعميق الوعي بمضاره على الصحة اضافة الى كلفته الاقتصادية والاجتماعية الباهضة. وتبلغ نسبة التدخين لدى الكهول في تونس ب50 بالمائة لدى الرجال و10 بالمائة لدى النساء. وقد بينت دراسة تم اعدادها سنة 2007 حول صحة المراهقين بالوسط المدرسي ان السيجارة الاولى تقترن بعمر 13 سنة وان نسبة المدخنين من التلاميذ تبلغ 12 فاصل 8 بالمائة وأشارت الدراسة إلى ارتفاع عدد المدخنين في صفوف المراهقين مع تقدم اعمارهم حيث يمثلون 5 فاصل 8 بالمائة بالنسبة للاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين 12 و14 سنة و11 فاصل 2 بالمائة من المراهقين بين سن 15 و17 عاما و20 فاصل 3 بالمائة بالنسبة للشباب بين 18 و20 سنة. وتعتبر مكافحة التدخين في تونس من أولويات السياسة الوطنية في مجال الوقاية من الأمراض والحد من انتشار الآفات وهو ما يتجلى في مبادرة رئيس الدولة إعلان 2009 سنة مكافحة ظاهرة التدخين التي تم في إطارها تشكيل لجنة وطنية لتنفيذ خطة عمل ترمي الى بلوغ اقصى ما يمكن من الأهداف المنشودة، وفي هذا الاطار تنوعت الانشطة والبرامج بمساهمة مختلف الاطراف المعنية وشملت بالخصوص مجال التوعية والتحسيس للتبصير بمضار التدخين ودعم التثقيف خاصة في صفوف الشباب والمجال التشريعي من خلال مراجعة وتفعيل عدد من القوانين ذات الصلة بالتبغ والتدخين. واتجهت العناية إلى تعميم عيادات المساعدة عن الاقلاع بكل الجهات لتبلغ حاليا 250 عيادة ودعم تكوين اطباء الخطوط الامامية حول مكافحة التدخين وتوفير علاج الادمان مجانا والتخفيض في سعره بنسبة 20 بالمائة ويتضمن برنامج وزارة الصحة العمومية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين لهذه السنة ملتقى وطنيا لفائدة اطباء الصحة العمومية ومختلف الاطراف المشاركة في مكافحة التدخين (31 ماي) وملتقى تكوينيا في مجال التواصل مع وسائل الاعلام لفائدة الاطباء المسيرين لعيادات المساعدة على الاقلاع ( 27 و28 ماي).) وفي الاطار ذاته تنتظم فقرات ترفيهية وتحسيسية بالمركز الثقافي والرياضي بالمنزه السادس (30 ماي) وورشات تثقيفية تتمحور بالخصوص حول عيادات المساعدة على الاقلاع (5 جوان) الى جانب معرض للرسم، كما تتواصل حملة اعلامية وتحسيسية حول اهمية مكافحة التدخين بمختلف وسائل الاعلام الوطنية اعتبارا لدورها في تجذير ثقافة نمط العيش السليم واسهامها في تعزيز الجهود الرامية الى النهوض بصحة المواطن، وترمي الرسالة التي تهدف تونس الى تبليغها هذه السنة في اليوم العالمي للامتناع عن التدخين إلى التأكيد للفتيات والنساء ان الحرية الحقيقية والجمال الحقيقي يكمنان في الابتعاد عن التدخين وفي القدرة على مقاومة السيجارة.