أكد السيد محمد الغرياني الامين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي المكانة الاستراتيجية التي أولاها الرئيس زين العابدين بن علي لمنظومة التكوين السياسي صلب عمل التجمع مبرزا دور هذه المنظومة الرائدة في صياغة البرامج الكفيلة باعداد وتأهيل القيادات ودعم قدراتها على تحمل مختلف المسؤوليات وتأطير القاعدة الجماهيرية العريضة للتجمع على النحو الامثل.وأوضح فى محاضرة صباح اليوم بدار التجمع امام دارسي الدورة الثانية عشرة للاكاديمية السياسية أن التجمع الذي يعد الوريث الشرعي لحركة الفكر المستنير والاصلاح الحديث فى تونس اختار منذ نشأته السير في طريق التحرير والبناء والاصلاح والانطلاق من القواسم المشتركة والتصورات والمفاهيم القريبة من كل الفئات الاجتماعية. وأكد ما يتميز به التجمع من رصيد نضالي عريق ومتنوع بوأه منزلة محورية في مسيرة البلاد وأكسبه القدرة على صياغة التصورات والمقترحات الملائمة لطبيعة كل مرحلة مستعرضا خصوصيات هذا الحزب العتيد وفي مقدمتها مواكبته تطور المجتمع وتفاعله مع كل المستجدات وانفتاحه على الافكار البناءة وتعاطيه بنظرة متجددة مع كل المسائل ذات العلاقة بالمجتمع. وبعد أن ذكر بأبرز المحطات التجمعية المرتبطة بمشروع بناء الدولة الوطنية العصرية والمجتمع الحديث بين الامين العام أهمية النفس النضالي المتجدد الذى أضفته مسيرة التغيير على العمل التجمعي في ضؤ المتغيرات المتسارعة للعصر ووفقا لخصوصيات كل مرحلة وللثوابت المبدئية للتجمع والبلاد. وتناول الامين العام فى جانب اخر من محاضرته النجاحات التي حققها التجمع لفائدة كل الفئات والجهات والاجيال على مدى العقدين الاخيرين فأوضح أنها ثمرة التوجهات والخيارات المتبصرة للرئيس زين العابدين بن على مؤكدا المسؤولية الجسيمة المناطة بعهدة الهياكل والاطارات التجمعية في تعزيز العلاقة التفاعلية بين التجمع والمجتمع التونسي. كما حلل متطلبات الطور الاصلاحي الجديد للتغيير والمتمثلة أساسا في ترسيخ مقومات مجتمع متماسك ومتوازن ومتطور باطراد ووضع أسس سليمة لمنظومة تنموية واقتصادية موفقة وارساء أركان نظام سياسي متقدم وفقا لاسلوب تونسي ضمن للبلاد تقدمها واستقرارها وللديمقراطية والتعددية والحريات ومكونات النسيج الجمعياتي رسوخها ونموها واشعاعها. وأوصى الامين العام بتعزيز التكوين المعرفي والميداني للمناضلين التجمعيين سيما من الشباب والاستفادة فى ذلك من الندوات واللقاءات التي ينظمها التجمع بمختلف هياكله وكذلك مما يصدره من منشورات وبيانات ولوائح مشددا على ما تتطلبه مرحلة التحدى من ضرورة امتلاك خطاب سياسي تجمعي متشبع بالثوابت وله القدرة على الاقناع وعلى تقديم المفاهيم والتصورات الصحيحة لمجمل التحديات المطروحة. وأبرز فى هذا السياق أهمية تطوير صيغ التواصل واحكام الاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة وتوظيفها في النشاط النضالي الدؤوب للتجمع مشيرا الى ما تقتضيه حاجيات النضال الجديدة من احكام التصرف في الطاقات البشرية للهياكل التجمعية وتفعيل العمل التنظيمي لهذه الهياكل والتحفيز على الانخراط في مختلف مكونات المجتمع المدني واثراء برامجها وتطوير أنشطتها ومجالات عملها.