أخبار تونس- احتضنت مدينة الحمامات مؤخرا أعمال ورشة علمية لبحث الآفاق الممكنة لاستعمال مستديم للموارد المائية المالحة في ولايات الجنوب التونسي، ببادرة من المعهد الوطني للبحوث في الهندسة الريفية والمياه والغابات. وقد تركز الاهتمام خلال هذه الورشة على تقديم نتائج مشروع إنتاج الأعلاف المروية بالمياه المالحة واستعمالها في ولايات قابس ومدنين وتطاوين خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2005 و2009. وأظهرت نتائج بحوث وتجارب ميدانية قدمت في الورشة، أن الموارد المائية المالحة ثروة هامة تمكن من توفير 50 بالمائة من الحاجيات العلفية لمربي الماشية في الجنوب التونسي فضلا عن تطوير دخل الفلاحين إلى جانب المحافظة على استدامة منظومة الإنتاج وديمومة الموارد الطبيعية والبيئية. وأشارت النتائج الكمية للمشروع إلى المردودية العالية للسلالات المحسنة على غرار الشعير إذ ناهز الإنتاج حسب البحوث الميدانية المنجزة 34 قنطارا للهكتار الواحد مقابل معدل في حدود 4 قناطير للهكتار بكامل المنطقة. وأكد مشروع استغلال الموارد المائية المالحة في ولايات الجنوب التونسي أهمية استعمال أصناف جديدة معتمدة على التقنيات الملائمة بهدف توفير دخل محترم لفلاحي الجنوب الشرقي المعروف بتربية الماشية المستهلكة لمصادر علفية قارة طوال السنة . وسيمكن المشروع من توفير قرابة 50 بالمائة من الحاجيات العلفية علاوة على ضمان استدامة استعمال الموارد المائية المالحة. يذكر أن هذا تدخلات هذا المشروع شملت عينات ميدانية في ولايات الجنوب التونسي. وتمثلت مراحل المشروع في : - تجربة أصناف من النباتات العلفية تتأقلم مع الري بالمياه المالحة تم إدخالها للغرض - تركيز أنظمة للري الملائم لصنف النبات ولنوعية التربة ونسبة الملوحة - تمكين عدد من إطارات المندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية المعنية بالمشروع من الاطلاع على التقنيات الزراعية لهذه الأصناف وقد شملت الأصناف 10 سلالات من الشعير وأصناف من اللفت العلفي والكلزا وأصناف من الدرع الغذائي والدرع العلفي بالإضافة مجموعة من النباتات الرعوية المتاقلمة. يذكر أن هذا المشروع البحثي التنموي الدولي يشمل 6 دول هي تونس والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والأردن وفلسطين وباكستان وهو ممول من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD) بتنسيق من المركز الدولي للزراعة الملحية بدبي.