الحمامات 11 جويلية 2010 (وات) - ابرزت النتائج التي تم التوصل اليها في اطار مشروع انتاج واستعمال الاعلاف المروية بالمياه المالحة والذي شمل خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2005 و2009، في تونس ولايات قابس ومدنين وتطاوين، الافاق الواسعة الممكنة لاستعمال مستديم للموارد المائية المالحة ومن تغيير النظرة السائدة لاستعمال هذه الموارد. وبينت نتائج البحوث والتجارب الميدانية التي تم انجازها في اطار هذا المشروع ان الموارد المائية المالحة ثروة هامة يمكن في حالة احكام استغلالها واعتماد التقنيات والسلالات الملائمة من ان توفر 50 بالمائة من الحاجيات العلفية لمربي الماشية في الجنوب التونسي ومن تطوير دخل الفلاحين فضلا عن المحافظة على استدامة منظومة الانتاج وديمومة الموارد الطبيعية والبيئية. وقد مثلت نتائج هذا المشروع الدولي ابرز محاور اعمال الورشة العلمية التي انتظمت مؤخرا بمدينة الحمامات ببادرة من المعهد الوطني للبحوث في الهندسة الريفية والمياه والغابات. ويشار الى أن هذا المشروع البحثي التنموي الدولي الذي شمل تونس والامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والاردن وفلسطين وباكستان بتمويل من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية بتنسيق من المركز الدولي للزراعة الملحية بدبي، مكن من تحقيق جملة من النتائج المشجعة في ولايات الجنوب الشرقي التونسي. وتم في اطار هذا المشروع الذي استهدف مجموعة من الفلاحين مباشرة في مستغلاتهم تجربة اصناف من النباتات العلفية تتاقلم مع الري بالمياه المالحة تم ادخالها للغرض وتركيز انظمة للري الملائم لصنف النبات ولنوعية التربة ونسبة الملوحة فضلا عن تمكين عدد من اطارات المندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية المعنية بالمشروع من الاطلاع على التقنيات الزراعية لهذه الاصناف. وشملت الاصناف التي تم ادخالها10 سلالات من الشعير واصناف من اللفت العلفي والكلزا واصناف من الدرع الغذائي والدرع العلفي بالاضافة مجموعة من النباتات الرعوية المتاقلمة. وتبرز النتائج الكمية للمشروع المردودية العالية للسلالات المحسنة على غرار الشعير التي تم زرعها باعتماد التقنيات الملائمة، اذ ناهز انتاجها حسب البحوث الميدانية المنجزة 34 قنطارا للهكتار الواحد مقابل معدل في حدود 4 قناطير للهكتار بكامل المنطقة. وتبرز اهمية الاصناف الجديدة واعتماد التقنيات الملائمة في مردوديتها الكبيرة وفي توفير دخل محترم للفلاح وفي تمكين فلاحي منطقة الجنوب الشرقي المعروفة بانشطة تربية الماشية من مصادر علفية قارة على طول السنة وتوفير قرابة 50 بالمائة من حاجياتهم العلفية وفي ضمان استدامة استعمال الموارد المائية المالحة. وتجدر الاشارة الى ان تونس قد انطلقت بعد بالتوازي مع انجاز المشروع البحثي الدولي في انجاز مشروع بحث ايلافي وطني رائد اذن به رئيس الدولة ويتعلق بتنمية انتاج الشعير بالجنوب التونسي يمتد من سنة 2009 الى سنة .2012 وخصصت الورشة لعرض ابرز محاور المرحلة الثانية للمشروع التي تتواصل بين 2010 و2014 والتي تخص "مشروع التكيف مع ظاهرة التغير المناخي في البيئات الهامشية لمنطقة غرب اسياوشمال افريقيا من خلال التنويع المستدام للمحاصيل والماشية". وستشمل 7 بلدان هي تونس وسوريا والاردن وسلطنة عمان وفلسطين بالاضافة الى اليمن ومصر. وسيتم التركيز في هذه المرحلة على انتاج واستعمال النباتات الرعوية والعلفية المروية بالمياه المالحة والتكيف مع ظاهرة التغير المناخي في البيئات الهامشية. وسيقع العمل في اطار المرحلة الثانية للمشروع الذي سيشمل في تونس ولايات قابس ومدنين وتطاوين وقبلي وتوزر التركيز على الاراضي الهامشية والعمل على استكمال اعداد الحزم الفنية ومزيد التاكد من البذور بتجربتها لفترة اطول من اجل الوصول الى ادق النتائج فضلا عن ادخال اصناف جديدة ومتابعة مدى تاقلمها مع التغيرات المناخية.