شارك السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث، في لقاء انتظم يوم الخميس بمجلس النواب الإيطالي بروما، بمبادرة من جمعية الصداقة والتعاون بين تونس وإيطاليا برئاسة السيد فيتوريو كراكسي، تم خلاله تقديم كتاب جديد عن تونس وعلاقاتها بإيطاليا صدر حديثا بعنوان “تونس – إيطاليا، تاريخ علاقات صداقة عريقة وآفاقها”. ويستعرض الكتاب الذي أنجزه باحثون إيطاليون بمبادرة من معهد آسيا- المتوسط الذي يرأسه عضو مجلس الشيوخ الإيطالي سابقا، السيد جان غويدو فولوني، تاريخ العلاقات بين البلدين الصديقين وأوجه التقدم الذي تعيشه تونس في جميع المجالات. وقد حضر هذا اللقاء، إلى جانب سفير تونسبروما، المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية الإيطالية وعدد من الإعلاميين ومن المستثمرين الإيطاليين بالبلاد التونسية الذين أشادوا بمناخ الاستقرار والأمان والتقدم في تونس بفضل القيادة المتبصرة للرئيس زين العابدين بن علي. ونوه كل من رئيس معهد آسيا- المتوسط والمستشار الثقافي لرئيس الجمهورية الإيطالية بالدور الذي يضطلع به كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان في إشاعة ثقافة الحوار والوسطية والاعتدال والتسامح، مثمنين مبادرة تونس بإطلاق عهد قرطاج للتسامح. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أعرب وزير الثقافة والمحافظة على التراث عن تقديره للجهود السخية التي بذلها المؤلفان فرانشيسكا باسيفيتشي و موريزيو كوسيانشيتش من أجل أن يرى هذا الكتاب النور في صورته الحالية، وهو ما يترجم متانة الصداقة وعمق المحبة التي يكنانها لتونس ولشعبها. وأبرز الحركية التي تميز العلاقات الثنائية والتي جعلت إيطاليا تتصدر قائمة شركاء تونس في عديد المجالات بفضل ما يحدو الجانبين من صادق الإرادة والتفاهم وروح الوفاق، مما جعل التجربة التونسية الإيطالية مثالا يحتذى في مجال التعاون بين بلدان المتوسط خاصة بعد ان تم في روما بمناسبة زيارة الرئيس زين العابدين بن علي التوقيع على اتفاق الصداقة وحسن الجوار والتعاون. وأضاف أن اللقاءات والمشاورات الثنائية المستمرة مثلت فرصا سانحة لمزيد تعزيز هذا المسار فأحدثت آليات جديدة لتوطيد عرى التعاون الاقتصادي ولتنمية الاستثمار وفتح آفاق واعدة في مجالات التعاون الفني والثقافي والعلمي والتكنولوجي. كما ذكر الوزير بالمكاسب والإنجازات التي تحققت في تونس منذ التغيير في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مبرزا حرص رئيس الدولة المستمر على تحقيق التلازم بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي في مسار التنمية الوطنية. وأكد أن تونس التي تحرص على إشاعة ثقافة الحوار والتسامح والتي أطلقت عهد قرطاج للتسامح وأحدثت كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان، تعمل على أن تكون المرأة التونسية دوما حصنا من حصون الحداثة والتنوير وسندا منيعا ضد حركات التطرف والظلامية والعنف. وشدد في جانب آخر على اعتزاز تونس بانتمائها المتوسطي بقدر اعتزازها بانتمائها العربي والافريقي، وحرصها من منطلق موقعها كهمزة وصل بين ضفتي المتوسط، على إشاعة ثقافة التنمية المتضامنة بما يجعل من المتوسط بحيرة سلام.