بين السيد محمد الغريانى الامين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي أن تواصل إشعاع التجمع وتجذر حضوره المحوري في المشهد الوطني، مرتبط بالاساس بقدرته على كسب رهانات التنافس بين الافكار والرؤى والبرامج في مجتمع تونسي مثقف وديمقراطي. وأشار في هذا الصدد الى ما يوليه الرئيس زين العابدين بن على من مكانة متميزة للنخب والكفاءات صلب هياكل التجمع خاصة منها الكفاءات التونسية بالخارج، تثمينا لادوارها في اثراء المرجعيات الفكرية لهذا الحزب العتيد ونشر رسالته وتوسيع دائرة الالمام بخياراته وتطوير الوعى بمحاور البرامج الرئاسية المتعاقبة وخططها المستقبلية وسبل تجسيم أهدافها الكمية والنوعية. وتطرق الأمين العام لدى افتتاحه صباح الاثنين بطبرقة أشغال الندوة الوطنية الخامسة للكفاءات التونسية بالخارج، إلى ماتحظى به الجالية التونسية، بمختلف فئاتها وأجيالها فى بلدان الاقامة، من إحاطة وتاطير من قبل هياكل التجمع في الخارج التي تحرص على تنمية مشاركتهم السياسية في الشان الوطنى ورفع مستوى إسهامهم في خدمة مسيرة النماء والتطور في وطنهم الام وتوسيع اشعاعهم. وأبرز في هذا الإطار أهمية دعم دور الكفاءات التونسية، عبر مختلف الفضاءات التجمعية والجمعياتية وسائر مواقع العمل والنضال، في التعريف بالتوجهات الحضارية الرائدة لمشروع التغيير وما تقتضيه المرحلة الراهنة من تضافر جهود كل المجموعة الوطنية وخاصة نخبها في الداخل والخارج من أجل إثراء مسارات تحقيق البرنامج المستقبلي “معا لرفع التحديات” وتأكيد ان تونس تواصل نموها بمشاركة كل شعبها. وأضاف الامين العام أن الرئيس زين العابدين بن على رسم برنامجا طلائعيا هدفه الاسمى الارتقاء بالتونسي إلى مرحلة متقدمة في امتلاك العلوم والقدرة على الابتكار والتجديد التكنولوجي وتسجيل نسبة نمو تضاهي المستوى المسجل في اكثر المجتمعات تقدما. ولاحظ أن التجمع يدخل بعد انجاز المهام الوطنية المرجوة من الانتخابات الرئاسية والتشريعية ثم البلدية وتلك المتصلة بارساء برلمان الشباب، مرحلة تجديد هياكله من أجل النجاح في تنفيذ توجهات الرئيس بن على التنموية الشاملة وتعزيز انفتاح هياكل التجمع بالداخل والخارج على التنوع الاجتماعي والثقافى الجديد وعلى المتغيرات المتلاحقة ليظل التجمع حزبا كبيرا يتمتع بحضور شبابي ونسائى واسع وبتعايش الاجيال وتكاملها صلبه والتعويل على الاطارات والكفاءات وكذلك بتكوينه السياسي للشرائح الصاعدة حتى يحافظ على استمراريته ومكانته في المسيرة الوطنية. وبين السيد محمد الغرياني، من ناحية أخرى، أنه “لا تهاون في بلادنا مع أى محاولة للاضرار بمصالح تونس الحيوية وتشويه صورة نجاحها” وأن حماية تونس والتصدى لكل من يسيء إليها واجب وطنى مقدس يتحمل مسؤولية أدائه كل التونسيين والتونسيات في الداخل والخارج على حد سواء. وتطرق إلى المحتوى المعرفى في البرنامج الرئاسى 2009 – 2014 فأكد أن تونس اختارت المراهنة على التكوين والتاهيل والاستثمار في العلوم وفي ما تقدمه الطاقات البشرية من اضافات ومبادرات وربط التطور الاقتصادى بمدى الانفتاح والانخراط في الاسواق الخارجية واكتساب مواصفات المواطن في اكثر البلدان نماء وازدهارا خاصة على مستوى المردودية العالية والجودة الفائقة بما يجعل تونس مضرب الامثال في الشراكة الاقتصادية وجديرة بالارتقاء الى مستوى الشريك المتقدم للاتحاد الاوروبي. وأبرز الامين العام ضرورة الاندماج في منظومة العمل الجمعياتى والانفتاح على أنماط النضال الافتراضى والاخذ بأسباب المبادرة والاضافة والاشعاع في اوساط الجالية التونسية وبشبكات التاثير في مجتمعات الاقامة ودعم اواصر التقارب والتعاون بين تونس والدول الصديقة والشقيقة في كل القارات خاصة على الاصعدة التنموية والثقافية والحزبية والجمعياتية وفتح أرحب افاق الانتشار لاهداف وخيارات البرنامج الرئاسى الرائد “معا لرفع التحديات” لاسيما أنه يراهن على استثمار كل الفرص المتاحة من انفتاح بلادنا على محيطها الاقليمي والدولي. كما بين الابعاد الانسانية العميقة لمبادرة السيدة ليلى بن على حرم رئيس الجمهورية باحداث جمعية “سيدة” لمكافحة السرطان موضحا أنها تندرج في اطار حيوية النسيج الجمعياتى الوطني الذي اضفى عليه الرئيس بن علي بعدا تضامنيا، كما تعطي الدليل على ارتباط العمل الجمعياتى في تونس بالاهداف الانسانية النبيلة لخيارات التغيير. ولاحظ السيد محمد الغرياني أن إحداث جمعية “سيدة” الخيرية، بقدر ما يترجم الروح التضامنية السامية المتجذرة في المجتمع التونسي وفي المشروع الحضارى للتغيير، فانه يحفز التونسيين والتونسيات في الداخل والخارج على التحلى بروح المبادرة والانخراط أكثر في المشهد الجمعياتي المساير باستمرار لحاجيات الواقع التونسي ومقتضيات سلامته وتطوره والالتزام الوطني والحزبي بتجسيم قيم التطوع والتضحية وخدمة المجتمع والصالح العام والاقتداء بالاعمال الانسانية العظيمة لرئيس الدولة وحرمه من اجل دعم كرامة المواطن التونسي وتعزيز مقومات استقراره ورخائه وسعادته وهى جميعا جوهر البرنامج الرئاسي “معا لرفع التحديات “