شكل البعد الاجتماعي للاتحاد من اجل المتوسط بمكوناته الثلاث المتعلقة بالتكوين والتشغيل والهجرة يوم الجمعة موضوع الحوار الذي دار في إطار الدورة 23 لأيام المؤسسة الملتئمة بسوسة ببادرة من المعهد العربي لرؤساء المؤسسات حول موضوع”المؤسسة والاتحاد من اجل المتوسط: مقاربات من اجل مستقبل أفضل“. وأولى هذا الحوار اهتماما خاصا بحركة تنقل الأفراد أو الهجرة في المنطقة الأورومتوسطية سواء للبحث عن عمل أو لمتابعة تكوين ما. وحظيت تجربة وضع شبكة أورومتوسطية للمهنيين”تضم أطباء وباحثين وبريديين وأعوان السكك الحديد ...“ بالعناية إذ تم الاحتفاظ بها كتجربة لمرحلة تمهيدية جدية بهدف إرساء “التأشيرة أو الفيزا المهنية” التي من شانها أن تساعد المترشحين للتكوين أو لتحسين مهاراتهم على التنقل بحرية في المنطقة الأورومتوسطية. ويمثل الاتحاد من اجل المتوسط بالنسبة لبعض المشاركين فرصة لحل المعظلة “المؤلمة” لمشكلة الهجرة السرية إذ لاحظوا أن “الهجرة عن طواعية” وهي مشروع فرنسي صرف لم يلق إجماعا في أوروبا قد يتيح لمنطقة الاورو الاستفادة من توفر يد عاملة كفأة وذات تكوين في بلدان جنوب المتوسط. ووفق ما أفاد به الخبراء فان هذه المساهمة يمكن أن تتجسم بالنسبة لأوروبا في نقطتين إضافيتين في النمو وهو ما من شانه أن يسهم في معالجة نقص اليد العاملة الكفأة المقدر بنحو 55 مليون عامل. واعتبر السيد اندريا اماتو رئيس المعهد من اجل المتوسط انه من الضروري أن تحصل الاتفاقيات الثنائية في مجال الهجرة المنظمة بين بلدان ضفتي المتوسط على مصادقة الاتحاد الأوروبي. وأفاد أن مؤسسته تشرف على مشروع يموله الاتحاد الأوروبي بهدف تنسيق طلبات العمل في تونس وعروض الشغل في المقاطعات الايطالية. وأضاف أن هذا المشروع لم يعرف النجاح المنتظر بسبب خضوع ايطاليا الى التشريع الأوروبي المحدد في هذا المجال. وفي ما يهم هجرة النخبة من جنوب الى شمال المتوسط فقد كانت الآراء جد متباينة إذ اعتبر البعض انه يتعين على بلدان جنوب المتوسط بذل كل الجهود لتامين الشروط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للتوصل الى إقناع هذه النخبة بالعودة الى موطنها الأم وإقرار تشجيعات وتحفيزات مالية هامة وملائمة لفائدتها. ويعتقد البعض الآخر أن هجرة النخبة هي ظاهرة طبيعية وعالمية تتطلب فضاءات مفتوحة . وأضافوا أن “المعرفة بمفهومها الطبيعي لا يمكن أن تكون إلا متداولة بين البشر وغير محصورة بمكان محدد“. وفي ما يتعلق بالتكوين فقد اجمع المشاركون على ضرورة أن يحتل التدرب على تعلم اللغات الأجنبية درجة الأولوية في برامج التعليم في بلدان الجنوب . وتطرقوا في هذا السياق الى المصاعب التي يلاقيها التلاميذ والطلبة حاليا لاستيعاب دروس اللغات الأجنبية ومتابعتها في أفضل الظروف.