تحت سامي إشراف الرئيس زين العابدين بن علي تحتفل تونس باليوم العالمي للمرأة في 8 مارس معززة بإرادة سياسية داعمة لمشاركة المرأة في بناء مجتمع حداثي متوازن متشبع بثقافة السلم ومبادئ التسامح والحوار والتضامن. ويتزامن هذا الموعد مع تسلم تونس الرئاسة الدورية لمنظمة المرأة العربية في شخص السيدة ليلى بن على حرم رئيس الجمهورية بداية من مارس 2009 إلى فيفرى 2011 وهى فترة ستنصرف خلالها الجهود لتعزيز جسور التعاون والشراكة على المستويين العربي والدولي لمزيد الارتقاء بأوضاع المرأة والتعريف على نطاق أوسع بالمقاربة الوطنية في مجال النهوض بمكانتها. وتستقبل المرأة التونسية هذا اليوم يحدوها الاعتزاز بالمنزلة الرفيعة التي تحظى بها في الأسرة وفي المجتمع وبما تنعم به من حقوق وتضطلع به من واجبات في مختلف مستويات الحياة العامة ومواقع القرار في نطاق المساواة والشراكة مع الرجل والمواكبة الفاعلة لمقتضيات الحداثة والتقدم. فقد توفقت تونس إلى تنقية رصيدها التشريعي من مظاهر التمييز ضد المرأة. وشكلت مجلة الأحوال الشخصية اثر التنقيحات الجوهرية التي شملتها في عهد التغيير صرحا تشريعيا رائدا ومقوما جوهريا لدولة القانون والمؤسسات وللنظام الجمهوري. وتعزز هذا الخيار الحضاري من خلال التعديلات الهامة التي أذن رئيس الجمهورية بإدخالها على عديد المجلات القانونية الداعمة لإثراء حقوق المرأة وتكريس المساواة بين الجنسين في كل الميادين كمجلة الجنسية ومجلة الشغل ومجلة الالتزامات والعقود والمجلة الجنائية فضلا عن تعزيز هذا الإطار التشريعي بإصدار مجلة حقوق الطفل وقانون حماية المسنين. وتأكيدا لدورها الطلائعي ومقاربتها الريادية في الدفاع عن الحقوق المشروعة للمرأة التي تمثل نصف المجتمع بادرت تونس بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على أشكال العنف ضد المرأة في 25 نوفمبر 2008 بإطلاق إستراتيجية وطنية وقائية من السلوكيات العنيفة تعطي الأولوية للوقاية من العنف المبني على النوع الاجتماعي وتستند إلى عمل شبكي وتشاركي بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني وقطاع الإعلام يكرس إعلاء حقوق الإنسان ويترجم الحرص الثابت على تنشئة أجيال المستقبل على الحوار والتسامح. وان الرصيد الهام والثرى من المكاسب لفائدة المرأة في تونس جعل من المقاربة الوطنية في مجال النهوض بأوضاع المرأة وتكريس حقوقها ودعم مكانتها صلب الأسرة والمجتمع وفي الحياة العامة عنوانا بارزا لتونس الحديثة المتطلعة إلى الارتقاء في المدى المنظور إلى مصاف البلدان المتقدمة.