تحت سامي إشراف الرئيس زين العابدين بن علي، افتتحت يوم السبت بتونس الندوة الدولية حول “دور البنوك المركزية في بناء المجموعات الإقليمية وإدارة الأزمات المالية” التي ينظمها البنك المركزي التونسي بمناسبة احتفاله بالذكرى الخمسين لتأسيسه. وتميزت الجلسة الافتتاحية للندوة التي جرت بحضور خبراء من البنك الإفريقي للتنمية وصندوق النقد العربي ومحافظي البنوك المركزية للبلدان الشقيقة والصديقة بالكلمة التي توجه بها الرئيس زين العابدين بن على الى المشاركين في الملتقى وألقاها نيابة عنه السيد توفيق بكار محافظ البنك المركزي التونسي. وحلل رئيس الدولة في كلمته تداعيات الأزمة المالية العالمية مشيرا إلى أن هذا الوضع مازال يستوجب مزيد الجهد لاستنباط الحلول الكفيلة بإعادة الثقة في الأسواق المالية حتى تعود الى نشاطها المعتاد. ودعا رئيس الدولة في هذا الصدد الى مراجعة دور صندوق النقد الدولي في معالجة المسائل المالية والنقدية العالمية وذلك بإسناده صلاحيات شمولية في المجال وصياغة مدونة سلوك في شكل اتفاقية دولية تحت راية المنتظم الأممي تلتزم بها جميع الجهات الرقابية بهدف تأطير طرق عمل الجهاز المالي والأدوات المالية التي يستعملها والحيلولة دون تضخم حجم الأموال المتداولة. كما أبرز رئيس الدولة في خطابه سلامة الخيارات التي اعتمدتها تونس التي حرصت بالتوازي مع التوجه التحرري للاقتصاد ودعم المبادرة الخاصة على وضع ضوابط دقيقة لآليات السوق. وتركزت أشغال الندوة حول عرض التجربة الأوروبية في مجال إرساء الاتحاد الاقتصادي والنقدي الأوروبي ودور العملة الموحدة في تحقيق الازدهار والنمو الاقتصادي في منطقة اليورو وتجربة دول إفريقيا الغربية في الاندماج النقدي لدول المنطقة وتجربة دول مجلس التعاون في إرساء الوحدة النقدية. وشكل الملتقى مناسبة لتقديم وجهات نظر محافظي البنوك المركزية لدول المغرب العربي بخصوص آفاق تحقيق الاندماج الاقتصادي والمالي لاتحاد المغرب العربي ودور البنوك المركزية في بناء الاتحاد من اجل المتوسط إضافة الى دور البنوك المركزية إزاء الأزمات المالية.