أكد الرئيس زين العابدين بن علي أن الاحتفال هذه السنة بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية يعد من شواهد الإرادة الثابتة لتونس التغيير في أن تبقى شخصية تونس الدينية والثقافية حصينة صامدة وحية متجددة مشددا على أنه على العهد دوما مع الشعب التونسي في وفائه لهويته العربية الإسلامية وفي وعيه بحاضره ومواكبته لعصره وثقته بمستقبله وكذلك في حرصه علي الجمع بين العلم والعمل لبلوغ أعلى مراتب التقدم والمناعة. وأوضح رئيس الدولة في كلمة ألقاها نيابة عنه السيد محمد الغنوشي الوزير الأول في موكب انتظم اليوم الأحد بمدينة القيروان بمناسبة افتتاح الاحتفالات بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2009 أنه تم اختيار أن تتزامن التظاهرات الثقافية للقيروان مع ليلة المولد النبوي الشريف تعظيما للنبي الأكرم وتكريسا لهذه السنة الحميدة التي دأب أهل القيروان على الاحتفال بها منذ عهد بعيد” حيث يستعرضون السيرة النبوية ويستخلصون منها العبرة والحكمة. وأضاف أنه تم أيضا اختيار افتتاح التظاهرات الخاصة بالقيروان انطلاقا من “جامع عقبة” هذه المؤسسة الدينية والتعليمية والعلمية الكبرى التي كانت تزدحم علي مر الأزمان بحلقات المقرئين والفقهاء والمحدثين واللغويين والعلماء وتنشر أنوار الإيمان والمعرفة على الطلاب من سائر الأمصار والأصقاع. وأشار سيادة الرئيس إلى أن مدينة القيروان التي أسسها عقبة بن نافع سنة 50 للهجرة الموافقة لسنة 670 للميلاد وقد حل معه بافريقية خمسة وعشرون من أجلة الصحابة ومجموعة فاضلة من كبار المهاجرين والانصار والتابعين هي أرض منازل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهي الأرض التي تحتضن قبر أبي زمعة البلوى صاحب الرسول الاكرم وممن بايعوه تحت “الشجرة” وهي أقدم قاعدة للإسلام والمسلمين ببلدان المغرب وهي رابعة المدن الإسلامية المقدسة. وبين أنه من القيروان انطلقت الفتوحات نحو المغرب والأندلس وصقلية وجنوب الصحراء وفي القيروان تأسست أكبر مدرسة فقهية لمذهب مالك تشيع الاعتدال والوسطية وترفض الغلو والشبهات وتتجنب أسباب الخلاف والفتنة. كما لاحظ أن القيروان شهدت نشأة أرقى المدارس الفقهية والأدبية والتربوية والطبية ودارت بها أثرى المناظرات والمساجلات الفكرية وراجت فيها أشهر كتب الطبقات والتراجم والمناقب مؤكدا انه قد ساد في القيروان التعايش والوئام وحرية المعتقد بين المسلمين وأبناء الديانات الأخرى من أهل الكتاب. وأوضح الرئيس زين العابدين بن علي أنه كان للقيروان من قوة الشخصية وثراء التاريخ ما مكنها في فترات الضعف والتراجع من الصمود في وجه موجات الاضطراب الداخلي والغزو الخارجي ومن استعادة زمام المبادرة للتجدد الذاتي مع كل مرحلة دون قطيعة مع هويتها أو تنكر لجذورها. وبعد أن أشار إلى أن هذه السمات نفسها ما تزال ثابتة في تقاليد تونس الاجتماعية واختياراتها السياسية أكد رئيس الدولة الحرص على أن تبقى الروح الإسلامية في هذه الربوع “راسخة ومترابطة الحلقات علي مر العصور منذ عهد عقبة بن نافع إلى عهدنا هذا الذي نتشرف فيه بإحياء علوم الدين ومعالم الإيمان”. وأبرز رئيس الجمهورية من ناحية أخرى حرصه منذ التحول على رعاية الإسلام وأحياء شعائره وإتباع تعاليمه مؤكدا أيضا ما يوليه من أهمية للاعتناء بالتراث الفكري والمادي للبلاد بكل مكوناته من منطلق الإيمان بأن الإبداع الفردي والجماعي هو أفضل تعبير عن الهوية الوطنية. كما أشار إلى الجهود الرامية منذ التغيير إلى حماية الثقافة الوطنية من كل أشكال التغريب والتشويه ومن طغيان السوق وأخطار الإنتاج المنمط مبرزا الحرص علي التمسك بقيم تونس وخصوصياتها ورعاية مبدعيها وتشجيعهم وتنشيط التبادل والتكامل مع الثقافات الأجنبية. وتواصلا مع ما كان أذن به في ما يخص تلاوة القران الكريم علي مدار الساعة وعلي امتداد السنة بجامع الزيتونة المعمور بالعاصمة أذن الرئيس زين العابدين بن علي بهذه المناسبة بأن تمتد كذلك تلاوة القران الكريم علي مدار الساعة وعلى امتداد السنة بجامع عقبة بن نافع حتى تبقى القيروان كما أراد لها مؤسسها “عزا للإسلام إلى آخر الدهر”. فى ما يلي النص الكامل لكلمة الرئيس زين العابدين بن علي خلال موكب انطلاق برامج الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية سنة 2009 : بسم الله الرحمان الرحيم معالي الدكتور عبد العزيز التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الأيسيسكو)، معالي السيد الحبيب بن يحي،الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة، ضيوفنا الكرام حضرات السّادة والسيّدات، أفتتح اليوم على بركة الله برامج الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 1430 للهجرة الموافقة لسنة 2009 للميلاد، متوجها بالشكر الجزيل إلى السادة ممثلي المنظمات الثقافية الإقليمية، والسادة ممثلي المنظمات العلمية الإسلامية، وكذلك إلى أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة، والعلماء والمفكرين، من البلدان الشقيقة والصديقة، الذين لبّوا دعوتنا لمشاركتنا هذا الحفل المتميّز، تقديرا منهم لبلادنا، ولما تحظى به مدينة القيروان من منزلة رفيعة في قلوب المسلمين خاصة وفي تاريخ الثقافة الإنسانية عامة. فأهلا وسهلا بالجميع ومرحبا. وأتوجه بالشكر إلى أهالي القيروان ونخبها الإدارية والثقافية على الجهود التي بذلوها لاحتضان هذه التظاهرة الكبرى، والترحيب بضيوفهم بأفضل ما عرفوا به من حسن الاستقبال وكرم الوفادة. كما أشيد بالتعاون المحمود القائم بين تونس والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الأيسيسكو)، مثنيا على الجهاز التنفيذي لهذه المنظمة وعلى مديرها العام الدكتور عبد العزيز التويجري، لحرصهم على إبراز المساهمات الثقافية والحضارية لمدن إسلامية كان لها دور نشيط وحاسم في نشر ديننا الحنيف وترسيخ قيمه وتوسيع إشعاعه، ومن أشهر هذه المدن، مدينة القيروان. فما إن أسّس عقبة بن نافع مدينة القيروان سنة 50 للهجرة الموافقة لسنة 670 للميلاد، وقد حل معه بإفريقية خمسة وعشرون من أجلة الصحابة، ومجموعة فاضلة من كبار المهاجرين والأنصار والتابعين، حتى أصبحت القيروان بوجود هؤلاء كافة، مدينة مخصوصة بالشرف. فالقيروان أرض منازل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهي الأرض التي تحتضن قبر أبي زمعة البلوي صاحب الرسول الأكرم، وممن بايعوه تحت “الشجرة”. وهي أقدم قاعدة للإسلام والمسلمين ببلدان المغرب. وهي رابعة المدن الإسلامية المقدسة : مكّة والمدينة وبيت المقدس، وهي التي دعا عقبة بن نافع عند تأسيسها “بأن يملأها الله علما وفقها ويعزّ بها الإسلام والمسلمين إلى آخر الدهر”. وفعلا، من القيروان انطلقت الفتوحات نحو المغرب والأندلس وصقلية وجنوب الصحراء.. وفي القيروان تأسست أكبر مدرسة فقهية لمذهب مالك، تشيع الاعتدال والوسطية، وترفض الغلو والشبهات، وتتجنّب أسباب الخلاف والفتنة. وفي القيروان نشأت أرقى المدارس الفقهية والأدبية والتربوية والطبية، ودارت بها أثرى المناظرات والمساجلات الفكرية، وراجت فيها أشهر كتب الطبقات والتراجم والمناقب... وفي القيروان ساد التعايش والوئام وحرية المعتقد بين المسلمين وأبناء الديانات الأخرى من أهل الكتاب. وفي القيروان، تميز الرواد والأعلام في كل الاختصاصات، بتكريس الحوار والتكامل مع غيرهم، فاقتبسوا وابتكروا ونبغوا وتألّقوا، وكانوا حلقة وصل أمينة ومتينة بين المشرق والمغرب. وفي بلدة رقادة من أحواز القيروان، أسس الأمير الأغلبي إبراهيم ابن أحمد سنة 264 للهجرة الموافقة لسنة 878 للميلاد، “بيت الحكمة”، أسوة ببيت الحكمة البغدادي الذي أسسه الخليفة المأمون. فجلب إبراهيم الثاني إلى “بيت الحكمة” الأغلبي، أمهر الأطباء والفلكيين والعلماء والمترجمين، كما جلب إليه نفائس الكتب من مختلف اللغات. ومن القيروان عاصمة الأغالبة ثم عاصمة بني زيري، سطعت أسماء مرجعية مشعة في الفقه، أمثال : أسد بن الفرات، وسحنون بن سعيد، وعبد الله بن أبي زيد... وفي الأدب، أمثال : عبد الكريم النهشلي، وإبراهيم الحصري، وعلي الحصري، وابن شرف، وابن رشيق... وفي الطب، أمثال: إسحاق بن عمران، وأحمد بن الجزار، وزياد بن خلفون... وفي القيروان ساد احترام حقوق المرأة في العلاقات الزوجية من خلال ما عرف “بالصداق القيرواني”. وشاعت العناية بتعليم البنت، كما فعل أسد بن الفرات مع ابنته أسماء، والإمام سحنون مع ابنته خديجة، حتى اشتهرت هاتان البنتان برواية الحديث والفقه وحذق اللغة العربية. وعرفت أيضا الأميرة مهرية الأغلبية، بعمق الثقافة ونظم الشعر. وقد ازدهرت المدرسة التربوية والتعليمية القيروانية بظهور مؤلفات شهيرة اختصت بهذا الجانب أمثال: ” آداب المعلمين” لمحمد بن سحنون، و”سياسة الصبيان وتدبيرهم” لابن الجزار، و”الرسالة المفصلة لأحوال المتعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين”، لأبي الحسن القابسي. وصارت القيروان كذلك مركز عبور أساسي ونشيط، تنتهي إليها المسالك وتتفرق منها الطرق إلى المشرق والمغرب وجنوب الصحراء... تعج بالمساجد والدواوين والأسواق والصناعات، وتشهد تطورا عمرانيا بالغ القيمة، لاسيما على مستوى بناء الحصون والجسور والمواجل والفسقيات، وإقامة المؤسسات وتشييد الرباطات. وكان وعي العرب بقيمة الماء في إعمار المدن، قد دفعهم إلى بناء عديد السقايات والأسبلة داخل الأحياء السكنية وفي المؤسسات الدينية والاجتماعية، أبرزها فسقية الأغالبة التي تقوم اليوم دليلا قويا على مدى تقدم تقنيات الهندسة المعمارية بالمغرب الإسلامي. أما المسجد الجامع بالقيروان أو “جامع عقبة” المبارك، الذي نحن اليوم في رحابه، فقد كان أول معلم اختطه عقبة بن نافع عند تأسيس القيروان. وهو يحتوي على عناصر معمارية محكمة الصنع لاقت انتشارا واسعا مشرقا ومغربا، لبساطتها وأناقتها، لاسيما في المئذنة الفريدة من نوعها في العالم الإسلامي، إلى جانب المنبر الذي يعد من أقدم المنابر المعروفة في الإسلام وأشدها إبداعا وأكثرها شهرة. وقد اخترنا أن تتزامن التظاهرات الثقافية للقيروان مع ليلة المولد النبوي الشريف، تعظيما للنبي الأكرم وتكريسا لهذه السنة الحميدة التي دأب أهل القيروان على الاحتفال بها منذ عهد بعيد حيث يستعرضون السيرة النبوية ويستخلصون منها العبرة والحكمة. كما اخترنا أن نفتتح التظاهرات الخاصة بالقيروان، انطلاقا من هذه المؤسسة الدينية والتعليمية والعلمية الكبرى، التي كانت تزدحم على مر الأزمان بحلقات المقرئين والفقهاء والمحدثين واللغويين والعلماء، وتنشر أنوار الإيمان والمعرفة على الطلاب من سائر الأمصار والأصقاع. وإذا كانت القيروان قد ظلت خمسة قرون عامرة مزدهرة ومبدعة مشعة، فإنها ابتليت في بعض الفترات بالاضطرابات والمحن التي أخلت باستقرارها وأعاقت نشاطها، لاسيما إثر زحف بني هلال عليها في القرن الخامس الهجري الموافق للقرن الحادي عشر الميلادي. لكن القيروان كان لها من قوة الشخصية وثراء التاريخ، ما مكنها في فترات الضعف والتراجع، من الصمود في وجه موجات الاضطراب الداخلي والغزو الخارجي، ومن استعادة زمام المبادرة للتجدد الذاتي مع كل مرحلة، دون قطيعة مع هويتها أو تنكر لجذورها. وما تزال هذه السمات نفسها ثابتة في تقاليدنا الاجتماعية واختياراتنا السياسية، إذ أننا حرصنا على أن تبقى الروح الإسلامية في هذه الربوع، راسخة ومترابطة الحلقات على مرّ العصور، منذ عهد عقبة بن نافع إلى عهدنا هذا الذي نتشرف فيه بإحياء علوم الدين ومعالم الإيمان. وما احتفالنا هذه السنة بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية، إلا دليل على سعينا المتواصل من أجل ربط الماضي بالحاضر، والعمل على أن تبقى شخصية تونس الدينية والثقافية حصينة صامدة وحية متجددة، طبقا لما نص عليه الفصل الأول من الدستور: “تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة، الإسلام دينها، والعربية لغتها، والجمهورية نظامها”. وعملنا من ناحية أخرى على الاعتناء بتراثنا الفكري والمادي بكل مكوناته، لاعتقادنا أن الإبداع الفردي والجماعي، هو أفضل تعبير عن الهوية الوطنية. فلنا اليوم سبعة مواقع ثقافية مسجلة ضمن قائمة التراث العالمي في مقدمتها مدينة القيروان. كما لنا أكثر من 35 متحفا عموميا وخاصا، موزعة على مختلف أنحاء الجمهورية، تجمع تراثا حضاريا تليدا، يخلد ما تزخر به هذه البلاد من مآثر وإبداعات على مدى ثلاثة آلاف سنة. وأنشأنا دعما لهذه المؤسسات، “المعهد الوطني للتراث” و”وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية”، وأصدرنا “مجلة حماية التراث الأثري والتاريخي والفنون التقليدية”، وذلك للمحافظة على معالمنا التاريخية وثقافتنا الشعبية، وإحكام التصرف فيها وتوظيفها لخدمة السياحة الوطنية. وكنا بادرنا منذ التغيير سنة 1987، بحماية ثقافتنا من كل أشكال التغريب والتشويه ومن طغيان السوق وأخطار الإنتاج المنمط. وثابرنا على التمسك بقيمنا وخصوصياتنا، ورعاية مبدعينا وتشجيعهم، وتنشيط التبادل والتكامل مع الثقافات الأجنبية. كما بادرنا برد الاعتبار إلى الدين الإسلامي، إيمانا منا بأن ديننا الحنيف هو جوهر حضارتنا وقوام حياتنا. وقد عملنا على رعايته وإحياء شعائره واتباع تعاليمه. واتخذنا في سبيل ذلك مجموعة من الإجراءات العملية، منها: تأسيس “مركز الدراسات الإسلامية بالقيروان”، وتحويل الكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين إلى “جامعة زيتونية” متكاملة الاختصاصات والمناهج، وإنشاء وزارة للشؤون الدينية، وبعث “كرسي جامعي لحوار الحضارات والأديان”، ونشر الفكر الاجتهادي المستنير، والارتقاء بالخطاب الديني في وسائل الإعلام، وتنظيم عدة ندوات إقليمية ودولية مع المنظمات الدولية المختصة حول الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، لاسيما وأن بلادنا كانت طوال تاريخها المجيد، أرض تسامح وسلام ووئام، تعمل على إشاعة هذه القيم في علاقاتها مع الأمم التي التقت بها أو تمازجت معها. ووجهنا عنايتنا كذلك إلى المعالم الدينية من الجوامع والمساجد، فازداد عددها من 2390 سنة 1987 إلى 4450 سنة 2008. وعززنا هذا التوجه بالاهتمام بالقرآن الكريم، إذ أذنا بطبع مصحف الجمهورية التونسية لأول مرة في تاريخ بلادنا، ونظمنا مسابقات سنوية في تلاوة القر ن وحفظه، على المستويات الجهوية والوطنية والدولية، وأذنا ببعث “إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم”، وأحدثنا “جائزة رئيس الجمهورية العالمية للدراسات الإسلامية”... وتواصلا مع ما كنا أذنا به فيما يخص تلاوة القرآن الكريم على مدار الساعة وعلى امتداد السنة بجامع الزيتونة المعمور بالعاصمة، نأذن بهذه المناسبة، بأن تمتد كذلك تلاوة القر ن الكريم على مدار الساعة وعلى امتداد السنة بجامع عقبة بن نافع، حتى تبقى القيروان كما أراد لها مؤسسها “عزا للإسلام إلى خر الدهر”. ونحن دائما على العهد مع شعبنا، في وفائه لهويته العربية الإسلامية، وفي وعيه بحاضره، ومواكبته لعصره، وثقته بمستقبله، وكذلك في حرصه على الجمع بين العلم والعمل، لبلوغ أعلى مراتب التقدم والمناعة. حضرات السّادة والسيّدات، أجدّد لكم في الختام تحياتي الحارة واعتزازي الكبير بحضوركم في القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 1430 للهجرة الموافقة لسنة 2009 للميلاد، راجيا أن تقضوا أوقاتا طيبة بيننا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.