أحيت فرقة المعهد الرشيدي للموسيقى التونسية بقيادة الفنان زياد غرسة ليلة الجمعة حفلها الشهري الذي افتتحت به موسمها الثقافي/2008 2009/ وخصصت جزء هاما منه لتكريم الفنانة الكبيرة صليحة وذلك تزامنا مع إحياء الذكرى الخمسين لرحيلها. واستهل الحفل بمقدمة موسيقية من تلحين الفنان خميس ترنان مع تقسيم على العود العربي لزياد غرسة الذي يتقن العزف على هذه الآلة ليفسح المجال للمجموعة الصوتية لأداء وصلة من الموشحات في طبع النوى على غرار “إذا نبكي من الهجران” و”يا قلبي صبرا” و”جس الرباب” . أما تكريم الفنانة صليحة فكان من خلال أداء باقة مختارة من أشهر أغاني هذا الصوت الخالد على غرار “مع العزابة” و”بخنوق” و”ام الحسن غنات فوق الشجرة” و”يالايمي على الزين” و”دار الفلك” . واستمتع الجمهور بهذه الأغاني وصفق طويلا تعبيرا عن إعجابه بالأداء والتناغم بين مختلف أفراد الفرقة يذكر أن صليحة “1914- 1958′′ هي أصيلة قرية نبر”ولاية الكاف” بالشمال الغربي. وكانت انطلاقتها الحقيقية حين انضمت الى المعهد الرشيدي بالعاصمة بعد أن خضعت الى امتحان فني بإشراف مجموعة من أقطاب الموسيقى وكانت هذه الفنانة صاحبة صوت شجي يتميز بطابعه البدوي . وغنت من التراث الشعبي لتونس والبلاد المجاورة ” ليبيا والجزائر”. كما غنت لأبرز الملحنين في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي مثل خميس الترنان ومحمد التريكي وصالح المهدي.