تحت سامي اشراف السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية والرئيسة الحالية لمنظمة المرأة العربية افتتحت يوم الثلاثاء بقمرت الضاحية الشمالية للعاصمة أشغال ملتقى “تونس بوابة الاستثمار العربي” الذي تنظمه الغرفة الوطنية للنساء صاحبات المؤسسات بالتعاون مع مجلس سيدات الاعمال العرب تحت شعار “فرص ادماج الانشطة الاقتصادية لسيدات الاعمال العرب”. ويشارك في الملتقى الذي يتواصل أيام 10 و11 و12 مارس الجارى نحو 150 سيدة أعمال عربية من 15 دولة من شمال افريقيا والشرق الاوسط.وأبرز السيد محمد النوري الجويني وزير التنمية والتعاون الدولي بالمناسبة ان المرأة التونسية التي ارتقت من مرتبة المساواة مع الرجل في الحقوق والواجبات الي مرتبة المشاركة الفاعلة فى مختلف اوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تساهم بشكل فعال في تحقيق الاهداف الوطنية وفي حماية ما تحقق من مكاسب عديدة. وأشار الى أن المراة تمثل نسبة هامة من طلاب الجامعات والمدارس والمدرسين في مختلف مراحل التعليم والاطارات العليا والموظفين بالقطاعين العام والخاص فضلا عن الاعداد الكبيرة والمتزايدة من التونسيات في مجالات الطب والصيدلة والمحاماة والقضاء وغيرها من الانشطة اضافة الي العدد الهام من التونسيات اللاتي يراسن مؤسسات اقتصادية تنشط في مختلف قطاعات الانتاج. تونس وجهة استثمارية مميزة وأكد أن تونس التي أصبحت وجهة متميزة للمستثمرين واصحاب الاعمال العرب والاجانب تدعمت قدرتها علي لعب دور اقليمي نشيط تكون بفضله بوابة اقتصادية للمنطقة العربية والاورومتوطسية. وذكر في هذا السياق بأن حجم الاستثمارات الخارجية في تونس تطور ليبلغ حوالي 3 مليارات دولار سنة 2008 وهو ما يمثل نحو 6 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي مقابل 2 بالمائة فقط سنة 1996 مبرزا تطور عدد المؤسسات ذات المساهمة العربية والاجنبية العاملة بتونس ليبلغ حوالي 3000 مؤسسة حاليا مقابل 1520 مؤسسة سنة 1996 . وسجل الوزير بكل ارتياح الاقبال المتزايد للمستثمرين العرب علي انجاز مشاريع في البلاد التونسسة التي تستقطب اليوم نحو 200 مؤسسة ذات مساهمة عربية تنشط في قطاعات مختلفة وخاصة الصناعات المعملية والسياحة والاتصالات. وتطرق أيضا الى المشاريع الجديدة العديدة التي هي حاليا في طور الاعداد او الانجاز والتي سيتم تنفيذها من قبل مجموعات استثمارية عربية في مجال التطوير العقارى ومجال البنية الاساسية والطاقة والمجال المالي وغيرها. وأوضح أن الثقة الكبيرة التي تحظى بها تونس كوجهة استثمارية مميزة في المنطقة هي ثمرة ثباتها علي النهج الاصلاحي واستثمارها المكثف في الراسمال البشرى والمعرفة اضافة الى ما يميزها من استقرار سياسي واجتماعي وانتهاجها سياسة الانفتاح والشراكة مع الخارج. عزم كبير لتونس علي رفع التحديات امام ضغوطات العولمة ولاحظ السيد محمد النوري الجويني ان تزايد ضغوطات العولمة بسبب تسارع نسق ازالة الحواجز والقيود علي مبادلات السلع والخدمات ورؤوس الاموال وتدعم مكانة الدول الصاعدة في الاقتصاد العالمي وبروز مزاحمين جدد يطرح تحديات كبيرة للارتقاء بالتنافسية الوطنية الي مستويات اعلى ويملي على تونس مواصلة العمل والجهد والتفكير في صياغة الاستراتيجيات الملائمة وضبط البرامج الكفيلة بتعزيز القدرة علي المنافسة في الداخل والخارج. وأكد في هذا الصدد عزم تونس علي رفع هذه التحديات بالتعويل علي قدراتها وبالتعاون مع اشقائها العرب اولا ومع بقية شركائها ثانيا مشددا على أهمية دعم الاندماج الاقتصادى العربي لتعزيز قدرات دول المنطقة علي مجابهة الهزات الخارجية من ناحية والاستفادة من الفرص المتاحة من ناحية اخرى بما في ذلك تلك التي يمكن ان تنتج عن الازمة المالية العالمية الراهنة. وبين أن هذا الملتقى الذي ينعقد في ظرف اقتصادى عالمي خاص جدا نتيجة للتطورات الاخيرة المرتبطة بتداعيات الازمة المالية والاقتصادية علي الاقتصاد العالمي واقتصاديات المنطقة العربية يوفر اطارا ملائما للتباحث وتبادل الاراء والخبرات حول السبل الكفيلة لمجابهة التحديات ولاستكشاف فرص جديدة للتعاون المثمر في جميع المجالات. وذكر بأن دول المنطقة لها من الامكانيات البشرية والطبيعية ما يمكنها من خلق مصادر نمو كفيلة بمعالجة القضايا التي تواجهها وفى مقدمتها قضية التشغيل. حرص دائم لتونس علي التعاون مع الدول العربية الشقيقة كما أبرز حرص تونس الدائم علي ايلاء التعاون مع الدول العربية الشقيقة كل العناية ايمانا منها بضرورة الاستغلال الامثل لهذه الامكانيات قصد النهوض بالاستثمارات المشتركة وتطوير الاسواق المالية وتيسير تنقل السلع والخدمات وتبادل الخبرات الفنية من اجل المساهمة في بناء تكتل اقتصادى عربي قوى ومتكامل وفاعل في الساحة الاقتصادية العالمية. وذكر في هذا السياق بتأكيد الرئيس زين العابدين بن علي خلال مشاركته في القمة العربية التي احتضنتها الكويت يومي 19 و20 جانفي الماضي علي ضرورة تحقيق التكامل الاقتصادى العربي من اجل انسياب افضل للخدمات والمنتجات وارساء شراكة عربية متضامنة ومستدامة بتامين عوامل الترابط البنيوى والاستثمارى ورفع مستوى حياة المواطن العربي. وأكدت الشيخة حصة سعد العبدالله سالم الصباح رئيسة مجلس سيدات الاعمال العرب من جهتها أهمية مثل هذه الملتقيات في توثيق علاقات الاخوة والتعاون بين سيدات الاعمال العرب داعية الى تكثيف الجهود لتحقيق التكامل الاقتصادى العربي واقامة سوق عربية مشتركة. ولاحظت أن المنطقة العربية التي يقطنها سدس سكان العالم توجد في موقع جغرافي مميز وتزخر بثروات طبيعة هامة وتتوفر على فرص استثمار كبيرة لكنها تحتاج الى تنمية مواردها البشرية حتى تصبح أكثر جذبا للاستثمارات. وأوصت في هذا السياق باحكام استغلال كل فرص الاستثمار المتاحة بالمنطقة وخاصة الموروث الحضارى للمنطقة الذى دعت الى تثمينه وتطويره واستغلاله في مشاريع استثمارية. كما دعت دول المنطقة الى حشد كامل امكانياتها وجهودها من أجل مجابهة تداعيات الازمة المالية العالمية الراهنة. وذكرت السيدة فوزية سلامة رئيسة الغرفة الوطنية لصاحبات المؤسسات من ناحيتها أنه “أصبح لزاما” علي البلدان العربية وفي ظل التكتلات الاقتصادية العالمية واشتداد المنافسة العمل علي خلق فضاء اقتصادى موحد قادر علي الصمود امام بقية التكتلات. ولاحظت أن اندماج الاقتصاد العربي في الاقتصاد العالمي مازال ضعيفا وأن الاستثمارات العربية داخل المنطقة العربية مازالت بدورها دون المستوى المأمول وبعيدة عن المجالات التكنولوجية والقطاعات المتطورة والمتجددة ذات القيمة المضافة. وأشارت الى أن التجارة العربية تبقى في مجموعها محدودة القيمة والنشاط والتنوع داعية الى مضاعفة الجهود لتعزيز ودعم التعاون بين المستثمرين العرب بمختلف بلدان المنطقة ولاسيما بين سيدات الاعمال العرب. وأكدت أهمية القطاع الخاص من خلال الدور الطلائعي الذى يمكن ان يلعبه في تحقيق التطور الاقتصادى العربي وفي تكثيف وتنمية المشاريع المشتركة ودعم الاستثمار وخلق مواطن شغل جديدة وتطوير التجارة في مختلف القطاعات الاقتصادية الهامة. وأضافت أن تونس مرشحة بفضل موقعها الجغرافي المميز وما تنعم به من امان واستقرار وما توفره من يد عاملة ذات كفاءة عالية وحوافز وتشجيعات وقدرات تنافسية وبحكم علاقاتها المتميزة مع الدول العربية والافريقية من ان تكون الوجهة الامثل للاستثمار العربي والاجنبي وبوابة لاقتحام السوق المغاربية والافريقية . ويتضمن اليوم الاول من الملتقى جلستي عمل الاولى بعنوان “المشاريع الكبرى” والثانية حول “المشاريع المتوسطة والاستثمار في تكنولوجيات المعلومات والاتصال”.كما ينعقد خلال الملتقى الاجتماع السادس لمجلس سيدات الاعمال العرب.