عبر السيد رياض المالكي وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني عن الاعتزاز بموقف تونس الثابت المساند والمناصر للقضية الفلسطينية والذي يجد ترجمته الفعلية من خلال حرص الرئيس زين العابدين بن علي, في مختلف المحافل الإقليمية والدولية, على الإسهام الفاعل في كافة المبادرات والمساعي في العالم لحل القضية الفلسطينية وفق مقتضيات الشرعية الدولية. وأكد خلال لقاء جمعه عشية يوم الاثنين بالضاحية الشمالية للعاصمة بعدد من الإعلاميين التونسيينوالفلسطينيين أن زيارة الرئيس محمود عباس إلى تونس هي "زيارة ناجحة" على مختلف المستويات برهنت مجددا على متانة العلاقات التي تربط تونسبفلسطين, مبرزا اتفاق قيادتي البلدين على استمرارية اللقاءات والمشاورات بين الجانبين. كما أعرب عن الأمل في تعزيز العلاقات الثنائية وتفعيل اللجنة المشتركة التونسيةالفلسطينية التي انعقدت منذ سنتين سيما في ظل توافق وجهات نظر البلدين بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأبرز السيد رياض المالكي تطلع القيادة الفلسطينية إلى الاستفادة من العلاقات الطيبة التي تربط تونس بدول الاتحاد الأوروبي لدفع مساعي دولة فلسطين نحو تمتين علاقاتها الديبلوماسية مع هذه الدول في سياق سعيها إلى تسريع نسق اعتراف دول هذه المجموعة بالدولة الفلسطينية مذكرا في هذا السياق بزيارة الرئيس عباس إلى البرازيل والمبادرة التي قامت بها هذه الدولة بالاعتراف بدولة فلسطينية والتي تبعتها في ذلك عدد من الدول الأخرى. وتم قبل ذلك خلال لقاء جمع عددا من الإعلاميين التونسيينوالفلسطينيين التطرق إلى الأوضاع على الساحة الفلسطينية حيث قدم الوفد الصحفي الفلسطيني بسطة حول مجريات الأحداث على الساحة الداخلية سيما جراء مضي الاحتلال الاسرائيلي في سياسة الاستيطان التي تقوض العملية السلمية من أساسها وتفرغ أية مفاوضات من محتواها. كما تمت الإشارة إلى تأثير الانقسامات السياسية التي تشق الساحة الداخلية الفلسطينية على مسار القضية الوطنية إزاء دولة الاحتلال والأطراف الدولية. وأشار الإعلاميون الفلسطينيون إلى التوافق الواسع اليوم في الشارع الفلسطيني حول حل الدولتين وهو ما يمثل سندا سياسيا مهما لمجابهة الموقف الإسرائيلي المتعنت الرافض لاستحقاقات السلام. وردا على استفسار الوفد الإعلامي الفلسطيني عن حقيقة الوضع في تونس على إثر حادثة سيدي بوزيد, أكد الإعلاميون التونسيون المشاركون في هذا اللقاء أن هذه الحادثة معزولة عمدت بعض وسائل الإعلام وخاصة قناة "الجزيرة" إلى تهويلها وذلك لأغراض سياسية مناوئة بهدف المس بأمن البلاد والتشكيك في مكاسبها. وبينوا أن خيار تونس بناء شعب متعلم ومثقف من خلال إقرار وجوبية ومجانية التعليم هو رهان استراتيجي يؤسس لمستقبل جماعي أفضل مبينين أن هذا الخيار أفرز إشكالية طبيعية ومرتقبة على صعيد توفير مواطن الشغل لأصحاب الشهائد العليا. وشددوا في هذا الصدد على أن مشكل البطالة هو معضلة عالمية تواجهها أقوى الكيانات الاقتصادية في العالم مؤكدين الجهود الكبيرة والمتواصلة المبذولة من قبل السلطات العمومية في تونس بدعم من أصحاب المال والأعمال ومؤسسات الاستثمار بهدف تكثيف إحداثات الشغل وتعزيز فرص الإدماج المهني لفائدة الشباب وبخاصة خريجي الجامعات.