أخبار تونس –لازالت المظاهرات والأحداث تتالى فى غالبية المدن التونسية حيث أفرزت هذه الثورة العديد من المطالب و التي جاءت من خلال الاحتجاج الشعبي لكل القطاعات للمطالبة بتحسين ظروف العمل والقطع مع كل مظاهر الفساد . ففي مدنين وجندوبة ، وأمام مقر الولايتين ،اعتصم عدد من العاطلين عن العمل للمطالبة بالعمل ضمانا للكرامة و القطع مع مظاهر الفقر و التهميش ، كما عبروا عن رفضهم للمنحة150د و التي أقرتها الحكومة الانتقالية لطالبي الشغل من حملة الشهادات العليا . أما سواق سيارات الأجرة والتاكسي فطالبوا بضرورة إسناد الرخص حسب الاولوية ،منادين بتأسيس نقابة لهم حيث تذمروا من الدخلاء على المهنة. وفي الشأن الديني ، و في وقفة احتجاجية للائمة بالجامع الكبير بمدينة مدنين طالب المحتجون برفع الرقابة عن المساجد وعدم التدخل في شؤونهم ودعوا إلى فتح بيوت الله للعبادة مع تحسين الوضعية المادية والاجتماعية لهم وإحداث نقابة للدفاع عن حقوقهم. وفي ولاية الكاف ، دعا المتظاهرون في مسيرة سلمية إلى إبعاد والي الجهة والقطع مع رموز النظام القديم وحل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي. وفى أريانة طالب الأعوان والإطارات العاملة بمقر الولاية وكذلك المتعاقدون وعمال الحضائر بتسوية أوضاعهم الاجتماعية وصرف مستحقاتهم المالية و المطالبة بتكوين نقابة تدافع عن حقوقهم المهنية. كما طالبوا بالإسراع بترسيمهم من خلال الانتداب المباشر وبالتخلي عن منهج التعاقد أو العمل في إطار الآلية 16 التابعة للصندوق الوطني للتشغيل. و أدى تجمهر أعداد هامة من المواطنين أمام مقر ولاية بن عروس إلى أضرار لإحدى السيارات الخاصة المارة بالمكان لعدم التزام سائقها بالوقوف وذلك للمطالبة برحيل الوالي وبتحسين أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية. من جهة أخرى،وأمام مقر ولاية تطاوين،اتحد المتظاهرون وخاصة منهم خريجي الجامعات العاطلين عن العمل للمطالبة بحق التشغيل وإبلاغ مشاغلهم إلى السلط الجهوية مؤكدين على أحقيتهم بالعمل فى حقول النفط بالبرمة وفي الشركات البترولية العاملة بالصحراء. كما تم بمدينة عين دراهم فتح مكتب خاص بحاملي شهادات التعليم العالي لقبول ملفاتهم وتسجيلهم للشروع في العمل ببرنامج الخدمة المدنية التطوعية. هذا وقد عاشت شوارع مدينة صفاقس احتجاجات اجتماعية ومهنية والتي غذاها الإضراب المفتوح لرجال الأمن مما سبب فوضى كبيرة نتيجة غياب أعوان شرطة المرور. وقد نفذ أعوان الأمن من كافة فرق الشرطة والحرس اعتصاما أمام إدارة إقليم أمن صفاقس رفعوا خلاله شعارات تنادي بتحسين أوضاعهم المهنية وبضرورة محاسبة رموز الفساد من القيادات الأمنية السابقة. واتجه المتظاهرون إلى مقر إذاعة صفاقس لتقديم لائحة بمطالبهم ومنها دعوة وزير الداخلية الجديد إلى إقصاء كافة القيادات العليا بالوزارة لتورطهم في ممارسات مشينة خلال السنوات الماضية والأخبار المغلوطة التي ينقلونها له حاليا حول الوضع الأمني بالبلاد متمسكين بمطلب النقابة الأساسية. وعاشت ولاية القصرين، حالة من الانفلات الأمني، على إثر قيام مجموعات من المخربين بمهاجمة بعض المصالح والمرافق العمومية ونشر الرعب في صفوف المواطنين وبالتوازي انتظمت بجزيرة قرقنة مسيرات احتجاجية حيث تحول عدد من البحارة والصيادين إلى مدينة صفاقس للتعبير عن رفضهم لممارسات الصيد الجائر والعشوائي الذي اضر بالثروة السمكية واثر على وضعياتهم الاجتماعية. كما احتج مربو الدواجن والأبقار عما آلت إليه أوضاعهم المهنية وضعف مردودية قطاعاتهم بسبب ارتفاع كلفة العلف وهو ما يهددهم بالإفلاس وفقدانهم لمواطن شغلهم. وفي ولاية بنزرت تعرضت عدد من المحلات التجارية بمدينة بنزرت إلى عمليات خلع وسرقة ونهب من طرف مجهولين. وقد خلفت هذه العمليات استياءا كبيرا في أوساط التجار والمواطنين الذين طالبوا الحكومة الجديدة المؤقتة بضرورة الإسراع باتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لمحاصرة تفشي هذه الاعتداءات التي أصبحت تهدد استقرار البلاد.