تونس 7 فيفري 2011 (وات) - تشهد العديد من ولايات الجمهورية موجة من الاحتجاجات والإعتصامات للمواطنين مطالبين برحيل الولاة الجدد على خلفية انتمائهم إلى التجمع الدستوري الديمقراطي. ففي بنزرت ردد المحتجون الذين انضمت إليهم مجموعة من تلامذة المعاهد شعارات تنادى بالقطع مع النظام السابق ورموزه وبرحيل الوالي الجديد وبتخليص الإدارة من المرتشين ومن الموالين للتجمع الدستوري الديمقراطي. وشهدت ساحة الولاية اعتصام الإطارات والأعوان الذين أضربوا عن العمل مطالبين برحيل الوالي الجديد باعتباره ينتمي لحزب التجمع ولما عرف عنه من انتهازية وتملق لرموز العهد السابق. وقد حاول الموظفون منع الوالي من مباشرة عمله قبل أن يتولى الجيش تهديدهم ومحاصرتهم في ساحة محاذية لمقر الولاية. ورغم هذه الضغوطات تمكن الوالي من الالتحاق بمكتبه ليؤكد عدم انتمائه للتجمع الدستوري الديمقراطي واستعداده لخدمة الجهة والإنصات إلى مشاغل المواطنين وتلبية طموحاتهم غير أن تبريراته لم تقنع الحاضرين الذين واصلوا اعتصامهم ورفعوا بالتنسيق مع اللجنة الجهوية لحماية الثورة الشعبية احتجاجا رسميا الى وزارة الداخلية للمطالبة بتغيير الوالي الجديد. وفي القيروان تجمع عدد كبير من المواطنين والمواطنات ومن الشباب أمام مقر الولاية مرددين هتافات وشعارات منددة برموز النظام السابق معبرين عن رفضهم القطعي لتسمية الوالي الجديد اعتبارا لانتمائه إلى التجمع الدستوري الديمقراطي. وحاول المتظاهرون الاعتصام بالقوة أمام مقر الولاية مما أجبر عناصر الجيش الوطني على إطلاق النار في الهواء لصدهم وتفريقهم. كما عمد المحتجون الى قطع الطريق الرئيسية المودية إلى وسط المدينة وإشعال بعض الإطارات المطاطية وتهشيم جانب من محطة للوقود قرب مقر الولاية. وتجرى هذه الاحتجاجات في غياب الوالي الجديد وعدم مباشرته لمهامه هذا اليوم. وفي قابس نظم أهالي الجهة مسيرة شعبية حاشدة للمطالبة برحيل الوالي الجديد لانتمائه لحزب التجمع وباعتباره من رموز النظام السابق. وعبروا عن وفائهم لدماء الشهداء الزكية والتزامهم بالمبادىء التي قامت من أجلها ثورة الكرامة والحرية والديمقراطية. وقد اضطر والي قابس الجديد إلى مغادرة الولاية تحت حماية أعوان الجيش الوطني. وفي قبلي طالب المتظاهرون بإقالة رموز النظام السابق والتجمعيين وبمغادرة الوالي الذي تم تعيينه مؤخرا منادين بتعيين وال جديد يشهد له بالنزاهة وعدم الانتماء لاي حزب سياسي. وقد أعلمهم عميد منطقة الجيش الوطني بالجهة أن والي قبلي الجديد قد غادر الجهة. وكان أفراد أسرة شهيد الثورة رامي العابد الذي سقط خلال الأحداث الأخيرة في قبلي نظموا اليوم اعتصاما أمام مقر الولاية مطالبين بإدراج اسم ابنهم الوحيد ضمن قائمة شهداء الثورة. وفي ولاية منوبة تواصلت اليوم الاثنين الاحتجاجات المهنية للأعوان الوقتيين والمتعاقدين وعملة الحضائر والإطارات العاملة بمختلف معتمديات الجهة. وطالب أعوان مركز الولاية والمتعاقدون وعمال الحضائر بمخلتف المعتمديات في بيان تلقت /وات/ نسخة منه بترسيمهم وبتسوية وضعياتهم إلى جانب إحداث نقابة لموظفي وعملة الولاية والمعتمديات وعملة الحضائر. ومن جهة أخرى انتظم بقاعة الولاية لقاء جمع والي الجهة بعدد من إطارات الولاية وأعوانها حيث استمع إلى مشاغلهم ووعد بالنظر فيها وحلها في أقرب الآجال تجسيما للإجراءات الجديدة التي أقرتها الحكومة المؤقتة في مجال الوظيفة العمومية داعيا جميع الأعوان والإطارات إلى العودة استئناف العمل واستقبال المواطنين والاستئناس بآرائهم والإصغاء إلى مقترحاتهم ومشاغلهم. وفي زغوان غادر والي الجهة الجديد مكتبه بالولاية استجابة لمطالب جموع المواطنين والتلامذة من مدينة زغوان. وكان قد احتشد أمام مركز الولاية منذ صباح اليوم عشرات التلاميذ من معهدي سليمان بن سليمان وحي النزهة منادين برحيل الوالي نظرا لانتمائه لحزب التجمع قبل أن يلتحق بهم أعوان بلدية زغوان. وفي سليانة وبعد أيام من الهدوء النسبي احتشد صباح اليوم الاثنين أمام مقر الولاية عدد كبير من المواطنين من مختلف الشرائح العمرية منادين بتحسين أوضاعهم الاجتماعية وايجاد الحلول لمشاغلهم وخاصة ما يتعلق منها بالبطالة وتوفير المرافق الحياتية الضرورية وتشغيل حاملي الشهائد العليا ووضع حد للتهميش التنموي والاقتصادي الذي كانت تعيشه الجهة. وأمام مطالب المعتصمين الداعية إلى مغادرة والي الجهة الجديد لمقر عمله باعتباره تجمعيا على حد قولهم عبر الوالي تحت حراسة الجيش الوطني عن تفهمه الكامل لمشاغل المحتجين واستعداده التام لمعالجتها حسب الإمكانات المتاحة داعيا الحاضرين إلى التحلي بشيء من الصبر للنظر في ملفاتهم وإيجاد الحلول لها بالتعاون مع مختلف الوزارات المعنية. وفي سيدى بوزيد تجمع صباح يوم الاثنين عدد كبير من أهالي الجهة أمام مقر الولاية مطالبين بالعديد من المساعدات الاجتماعية وتوفير مواطن الشغل. ونادى عدد منهم بطرد الوالي الجديد الذي لم يباشر بعد مهامه متهمين إياه بأنه ينتمي للحزب الحاكم سابقا. وتواصلت الاحتجاجات السلمية إلى حدود منتصف النهار حيث تفرق المواطنون. ومن جهة أخرى تعطلت الدروس ببعض المؤسسات التربوية بسبب خروج التلاميذ في مظاهرات احتجاجية. وقد عمد عدد منهم إلى إلقاء قنابل مسيلة للدموع وسط ساحات أحد معاهد الجهة مما أدى إلى حالة من الفزع في صفوف التلاميذ. كما توافد عدد كبير من حاملي الشهادات العليا من الجهات المجاورة لمعاضدة أبناء مدينة سيدى بوزيد في اعتصامهم المفتوح أمام المندوبية الجهوية للتربية مطالبين بمراجعة مقاييس الانتدابات في السلك العمومي والغاء مناظرة "الكاباس". وفي جندوبة أكد والي الجهة الجديد صباح يوم الاثنين في أول لقاء مباشر جمعه بالمواطنين أمام مقر الولاية أنه لا ينتمي إلى أي حزب سياسي وأنه جاء تلبية لنداء الواجب ولبذل قصارى الجهد من أجل تحسين ظروف العيش ومعالجة بعض الأوضاع الاجتماعية في إطار الإمكانيات التي حرصت الحكومة الحالية على توفيرها لتجاوز هذه المرحلة الانتقالية. وأعلن عن تخصيص 5ر1 مليون دينار لفائدة ولاية جندوبة لخلق موارد رزق جديدة مع توفير حوالي 500 فرصة قرض من قبل البنك التونسي للتضامن مرشحة للتطور إلى 1000 فرصة بعنوان الانتصاب للحساب الخاص. وبعد حوالي ساعة من انتهاء هذا اللقاء قامت مجموعة من الشبان باقتحام مقر ولاية جندوبة وتفرقت داخل مكاتب الولاية محدثين حالة من الفوضى والفزع مما أدى إلى هروب كافة أعوان وإطارات الولاية وإخلاء مكاتبهم التي اكتسحتها هذه المجموعة. وقد سيطر أعوان الجيش الوطني على الوضع دون تسجيل أضرار تذكر. وخلفت هذه الحادثة استياء كبيرا لدى المواطنين بالجهة والذين أعربوا عن خشيتهم من هذا الوضع غير المطمئن الذي استغله البعض للنهب وبث الرعب مطالبين بضرورة إيجاد حلول جذرية وعاجلة لإيقاف العنف وتحميل المتسببين فيه المسؤولية. وشهد مقر ولاية المهدية مظاهرة احتجاجية سلمية نادت بالمحافظة على مكاسب الثورة وطالبت بتنحية والي الجهة الجديد الذي تسلم مهامه يوم السبت الماضي. وقد أرغم الوالي على مغادرة مركز الولاية تحت حماية الجيش الوطني. وتفرق المتظاهرون بعد ذلك دون حصول أي تجاوزات. وفي نابل أدت المسيرة التي نظمتها اليوم اللجنة الجهوية لحماية الثورة إلى مغادرة الوالي الجديد لمكتبه تحت حراسة عناصر من الجيش الوطني. وهتف المشاركون في هذه المسيرة التي جمعت عددا هاما من المحامين والنقابيين والعملة والشبان والحقوقيين بعزل والي نابل الجديد والقطع النهائي مع رموز التجمع. وشدد أعضاء اللجنة الذين عبروا عن رغبتهم في التحاور فقط مع قادة الجيش أنه لا مجال اليوم للالتفاف على الثورة والمس من مكاسبها مؤكدين عزمهم على مواصلة الاحتجاج إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم. وكانت جهة نابل عاشت ليلة أمس وصباح اليوم حالة من التوتر فضلا عن تعطل الدروس بعديد المعاهد كما تجمهر عدد كبير من المواطنين أمام مقر الولاية للمطالبة بتسوية وضعياتهم الاجتماعية والحصول على مواطن شغل. وفي توزر باشر الوالي الجديد مهامه وسط احتجاجات ومطالب اجتماعية عديدة حيث استقبل مقر الولاية المئات من المواطنين الذين هبوا من مختلف أنحاء الجهة وعرضوا بالمناسبة مشاغلهم الاجتماعية والمادية. وأكد الوالي بالمناسبة استعداده للإنصات إلى مشاغلهم وتخصيص حيز زمني هام للاطلاع على مطالبهم المشروعة موضحا أنه تفاديا للازدحام والفوضى سيتم ضبط رزنامة وتخصيص يوم من أيام الأسبوع لكل معتمدية حتى لا يتم حرمان أي منطقة من مناطق الجهة. وفي مدنين اعتصم أمام مقر الولاية جموع غفيرة من المواطنين مطالبين بمغادرة الوالي الجديد الجهة باعتباره وفقا لما جاء على لسان بعض المحتجين لا يحمل أي حلول فورية لمشاغل الجهة. وعبر عدد من العاطلين على العمل ممن حضروا هذا اللقاء عن استيائهم لتعيين ولاة دون تمكينهم من آليات ضرورية للعمل في ظل هذه الأوضاع وذلك بعدم إعطائهم صلاحيات وإمكانيات تجعلهم قادرين على مجابهة الطلبات والاستجابة إليها وتقوى ثقة المواطن في المسؤول. وأكد الوالي في تصريح لمراسلة /وات/ بمدنين حرصه على الإنصات لمشاغل المواطنين ومتابعة المطالب الوافدة على الولاية وضبط رزنامة عمل لمعالجة كل الملفات حالة بحالة. وكان والي مدنين الجديد التقى صباح اليوم عددا هاما من المواطنين وخاصة من أصحاب الشهائد العليا ومن طالبي الشغل. وأمام مقر ولاية باجة أجبر مئات المعتصمين والى الجهة الجديد على مغادرة مقر الولاية. ويأتي رفض المتظاهرين لتعيين الوالي الجديد اثر حصولهم على بعض المعطيات والبيانات الخاصة به والتي كانت وراء رفضهم له واليا على الجهة.