أخبار تونس – حذّرت السيدة حبيبة الزاهي بن رمضان، وزيرة الصحة العمومية من خطر حدوث كارثة إنسانية في مخيمات اللاجئين الفارين من ليبيا و توجهت بنداء عاجل إلى المنظمات الدولية والدول الشقيقة والصديقة لتقديم المساعدة من أجل ترحيل اللاجئين بمخيمات رأس جدير بالجنوب التونسي. وأكدت الوزيرة لدى معاينتها أوضاع اللاجئين بالمخيمات برأس جدير بأن الوضع هناك ينبئ بكارثة إنسانية رغم أنه وضع تحت السيطرة حاليا بفضل ما لمسته داخل المخيمات من حسن تنظيم بالتعاون والتنسيق بين كل المتدخلين وخاصة قوات الجيش الوطني مما جعل كل الخدمات متوفرة لكل لاجئ. ونوهت الوزيرة بالجهود الجبارة للجيش الوطني وكل الأطراف المساهمة من مجتمع مدني ومنظمات والمد التضامني المتواصل مستبعدة فرضية تسرب أمراض أو أوبئة بفضل الإحاطة الصحية المتواصلة وتوفير الأدوية والاستعدادات تحسبا لتسرب الأمراض. وأضافت إن “الوضعية العامة هشة وستتحول إلى كارثية في صورة عدم ترحيل اللاجئين الذين وصلت حاليا مدة إقامتهم إلى 5 و6 أيام”. ومن ناحيته، اعتبر العميد الطبيب محمد السوسي أن إعادة اللاجئين إلى بلادهم يبقى أمرا ضروريا حتى لا يعجز المخيم على استقبال الوافدين الجدد. من جهة أخرى، بدأ تغير المشهد برأس جدير في التغير بحلول وفود هامة من البنغاليين الذين وصل عدد الوافدين منهم منذ صباح أمس الأربعاء إلى 5 آلاف شخص فيما لا يزال حوالي 20 ألفا منهم عالقين على الحدود التونسية الليبية. وتطرح هذه الفئة من اللاجئين عدة إشكاليات بشأن ترحيلهم وذلك لعدم وجود تمثيلية ديبلوماسية لبنغلاديش في تونس وهو ما دفع المنظمة الدولية للهجرة بالتعاون مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلى التكفل بتأمين عملية ترحيلهم. كما سجل معبر رأس جدير اليوم دخول عدد هام من المتوافدين من الأراضي الليبية من مختلف الجنسيات على غرار نيجيريا ومالي وغانا، لا يحمل الكثيرون منهم جوازات سفر. وتواصل حاليا المصالح المعنية من جيش وأمن وديوانة الاتصال بسفاراتهم للنظر في إجراءات ترحيلهم إلى بلدانهم. وفي المقابل تقلص تدفق المصريين بشكل لافت للانتباه بسبب احتفاظ القوات التابعة للنظام الليبي بالآلاف منهم على بعد 2 كلم من رأس جدير. وحسب ما تم تداوله من أخبار فإن السلط الليبية عمدت إلى القيام بهذه العملية بهدف دعائي بالأساس لتوظيف هؤلاء اللاجئين إعلاميا وخدمة أهداف النظام الليبي في إبراز حسن معاملته للجالية المصرية وبقية الجنسيات أمام الرأي العام الدولي. وتأكيدا لهذا الاحتمال، أقبلت أمس الأربعاء الى معبر رأس جدير من جهة التراب الليبي ميليشيات مساندة للقذافي رافعة علم ليبيا الأخضر وصور القذافي ومنادية بحياته. كما حمل أفراد هذه الميليشيات معهم مشروبات ومواد غذائية لتوزيعها على العالقين بالمعبر. وتعد هذه الصورة الأولى من نوعها منذ تأزم الأوضاع بليبيا وهروب آلاف اللاجئين نحو تونس وكأن الهدف هو إيهام الرأي العام والإعلام أن سلطة القذافي لازالت تسيطر على الجهة المقابلة لمعبر رأس جدير بعد أن بدأت تفقد السيطرة على جهة منفذ الذهيبة.