أنا ملتزم بدحر السل هو الشعار الذى اختارته المنظمة العالمية للصحة للاحتفال هذا العام باليوم العالمي لمكافحة السل الموافق 24 مارس. وهى مناسبة فى تونس لابراز الجهود المبذولة لدعم تيقظ العاملين الصحيين فى مجال الترصد المبكر للمرض والمشاركة فى البحوث الرامية على الصعيد العالمي الى استحداث وسائل تشخيص وأدوية ولقاحات جديدة.فقد تقلص هذا المرض بشكل ملحوظ فى تونس بفضل الاستراتيجيات المتطورة للوقاية والعلاج ضمن البرنامج الوطني لمقاومة السل الذى انطلق تنفيذه منذ سنة 1959 واتاح السيطرة على نسب المراضة والوفيات وقطع انتقال المرض ومكن من الوقاية من حالات السل المقاومة للادوية. ويغطى البرنامج كامل التراب الوطني باعتماد التلقيح والتوعية والكشف المبكر عن الحالات وتأمين المعالجة المستمرة بتطبيق خطة للعلاج باشراف طبى مباشر حتى الشفاء التام مع المتابعة المخبرية. واستنادا الى ادارة الرعاية الصحية الاساسية بوزارة الصحة العمومية انخفضت على الصعيد الوطني نسبة حدوث المرض الى معدل 20 حالة لكل 100 الف ساكن في السنوات الاخيرة. وسجلت سنة 2008 حصول حالتين لا غير من التهاب السحايا الناتجة عن مرض السل لدى الاطفال دون خمسة اعوام. ولم تؤثر اصابات السل المرفوقة بعدوى فيروس العوز المناعي البشرى على الحالة الوبائية بالبلاد التونسية اذ أن نسبة الاصابة بهذا الفيروس لدى مرضى السل لم تتجاوز صفر فاصل صفر ثمانية 08ر0 بالمائة سنة 2008 ودعما للجهود ضمن البرنامج الوطني شهدت تونس احداث لجنة وطنية في مجال مكافحة هذا الوباء منذ سنة 1993 ووضع نظام جديد لجمع المعلومات مع تكثيف انشطة التكوين والاعلام والتحسيس. كما انطلقت تونس في تنفيذ خطة العناية بحالات السل المقاوم للادوية منذ سنة 2006 واعداد الخطة الاستراتيجية الوطنية لدحر السل للفترة 2008/2015 وفقا للاستراتيجية العالمية في المجال. وترتكز هذه الاستراتيجية بالخصوص على التوسع في المعالحة قصيرة الامد ذات الجودة العالية ومعالجة السل المصاحب لفيروس العوز المناعي البشرى والسل المقاوم للادوية المتعددة وتعزيز النظام الصحي خاصة منهاالنهج العملي ازاء صحة الرئة. وتحصلت تونس سنة 2004 على ميدالية ذهبية من منظمة الصحة العالمية لتوفقها فى بلوغ الاهداف العالمية لمكافحة السل خلال اربع سنوات متتالية اذ كانت تونس ضمن خمسة بلدان في الاقليم حققت 70 بالمائة من معدل الكشف عن الحالات و85 بالمائة من معدل نجاح المعالجة. وتهدف الاستراتيجية العالمية لدحر السل 2006/2015 الى الحد من معدلات وقوع السل ووفياته بنسبة الضعف بحلول عام 2015 وذلك بضمان حصول جميع المرضى بمن فيهم المصابون بحالات السل المقاوم للادوية على خدمات التشخيص الجيدة وخدمات العلاج. وتاتي الاستراتيجية العالمية ضمن جهود منظمة الصحة العالمية لمواجهة عودة مرض السل للظهور بعدد من البلدان حيث تسجل سنويا نحو تسعة ملايين حالة جديدة ومليوني وفاة في حين يعاني في اقليم شرق المتوسط حوالي مليون شخص من السل الذى يسبب قرابة 110 الف حالة وفاة رغم توفر العلاج الفعال وميسور الكلفة. ويعد السل مرضا معديا ينتقل عن طريق الاستنشاق. ويمكن للشخص المصاب بالسل الرئوى اذا ترك دون علاج أن ينقل العدوى الى عدد من الاشخاص يتراوح معدلهم بين 10 و15 شخصا في العام. وتظهر الاعراض المرضية في مرحلة من المراحل على نسبة تتراوح بين 5 و10 في المائة من الاشخاص المصابين بالسل. ويقابل تاريخ 24 مارس احياء ذكرى اكتشاف الدكتور روبرت كوخ في عام 1882 العصية المتسببة في الاصابة بالسل والتي مثلت الخطوة الاولى نحو تشخيص المرض وعلاجه.