« القيروان :الثقافة الإسلامية من الخصوصية إلى الكونية» هو عنوان الملف الخاص الذي أفردته مجلة “الحياة الثقافية” التي تصدرها وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في عددها لشهر مارس 2009 احتفاء بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية. وقد وشحت صورة جامع عقبة ابن نافع غلاف العدد الذي استهل بنشر النص الكامل لكلمة الرئيس زين العابدين بن علي في موكب انطلاق برامج الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية سنة 2009. وتضمن العدد دراسة تقديمية لخليل قويعة بعنوان “بريق القيروان في كتاب “الخط العربي بين العبارة التشكيلية والمنظومات التواصلية”وهو كتاب فني ” مبحثي أصدرته بيت الحكمة بقرطاج في بداية الموسم الثقافي الجاري ويقع في اكثر من 300 صفحة من القطع الكبير وهو اول عمل من نوعه يصدر بتونس من حيث انه يعنى بمادة الخط العربي قديما وحديثا بمشاركة ثلة من العلماء والفنانين والنقاد والباحثين في تاريخ الفن والحضارة الإسلامية من تونس وبعض الدول العربية والإسلامية الاخرى . كما تضمن العدد مقالا لمختار العبيدى حول “القيروان في ظل أول دولة تونسية” وهي الدولة الأغلبية التي ظهرت بافريقية في الربع الأخير من القرن الثاني الهجري 184-296 هجري الموافق 800م-909م. وتناولت أقلام أخرى القيروان من نواحي مختلفة على غرار: محمد توفيق النيفر الذي ابرز ” الرافد القيرواني الإفريقي في كتاب “العمدة” لابن رشيق وعنوانه الكامل ” العمدة في محاسن الشعر وآدابه” وكتب عبدالرزاق الحمامي عن ابن الجزار القيرواني وهو طبيب فذ لفت الأنظار إليه في عصره بعلمه ودقة مؤلفاته ومنهجيتها وكان اثر ابن الجزار في الطب الأوروبي واضحا فقد اقتحمت كتبه حدود أوروبا منذ القرن العاشر للميلاد ” الرابع للهجرة” اى في حياته او بعيد مماته . وتصدت سلوى الديورى لموضوع ” الماء والمنشات المائية في القيروان وضواحيها في عهد الولاة الفاطميين” . وقدم نجم الدين الهنتاتي بسطة عن ” التطور المذهبي بالقيروان إلى منتصف القرن الخامس للهجرة» الحادي عشر ميلادي « ملاحظا ان القيروان عرفت في فترة الوسيط الأعلى اتجاهات ومذاهب دينية مختلفة مثل المذهب الاباضي والمذهب الاسماعيلي الا أن المذاهب التي تمكنت من الانتشار بها بتوسع هي المذهب الحنفي والمذهب المالكي إلى جانب حضور المذهب الشافعي . وتحدث محمد الكحلاوى عن « نشأة معالم الفن الإسلامي بمدينة القيروان» . و تناول سليم العمرى بالدرس « موضوع المدن في شعر افريقية خلال العصر الصنهاجي» . وتعرضت صلوحة الاينوبلي إلى ملامح «المدرسة الطبية في القيروان» من خلال أعلامها الكبار مثل إسحاق ابن عمران وعلي بن إسحاق واحمد ابن الجزار واحمد بن يحيى وغيرهم. أما آمال البوغانمي فقد كتبت عن القيروان كمركز إشعاع علمي وفكري وثقافي في بلدان المغرب والأندلس والمشرق . وحضر الشعر أيضا في هذا العدد حيث نشرت المجلة في صفحاتها الأخيرة قصيدة جديدة لعادل معيزى بعنوان “ضللت الطريق إلى القيروان” فضلا عن دراسة بقلم سعد بوفلاقة مليئة بالأشعار والمرثيات حول ” بكاء القيروان في الشعر المغربي بعد اجتياحها من قبل الهلاليين “.