حظيت القيروان عاصمة الاغالبة في الماضي وعاصمة الثقافة الاسلامية سنة 2009 باهتمام كبير طيلة تاريخها الطويل والزاخر بالاحداث والعبر من قبل اهل الفكر و علماء الاثار والرسامين والشعراء والفنانين الذين توافدوا عليها من كل حدب وصوب على مر القرون وكتبوا عنها في مذكراتهم كما رسموها في لوحاتهم واوردوا اخبارها في اعمالهم شعرا ونثرا. وقد بادر الاستاذ الاديب المختار بوخريس بوضع كتاب باللغة الفرنسية بعنوان ” القيروان :الذاكرة الاخرى” نشر دار سحر 2008 جمع فيه نماذج مما كتب عن القيروان من القرن السادس عشر الى القرن العشرين ضمنها اصحابها انطباعاتهم ومشاهداتهم ومشاعرهم تجاه هذه المدينة الاسلامية العريقة بما يساعد القارىء على مزيد التعرف على تاريخ وخصائص هذه المدينة المتربعة على عرش الفيافي في مأمن من قراصنة البحار. وبالرغم من ان هذه الكتابات ليست دائما موضوعية وقد تشوبها مسحة من التحامل او تعتريها بعض الاحكام القاسية التي تنم عن جهل بالاخر فانها لاتخلو في مواضع اخرى من عبارات الاعجاب بل والانبهار بجمال الطبيعة وبذلك الضوء الساحر الذى يغمر المدينة كما في لوحات الرسام الالماني الشهير بول كلي وفي شهادات للكاتب الفرنسي غي دى موباسان وقبله العديد من الكتاب والرحالة الذين ساهموا عن قصد او غير قصد في رسم صورة ما لمدينة القيروان ظلت راسخة عبر العصور في اذهان الناس شرقا وغربا. وها هي القيروان تنفض عنها اليوم غبار الزمن الغابر لتستقبل سنة 2009 في اجمل حلة ولتوءكد للعالم بانها مازالت قبلة للثقافة العربية الاسلامية وموطنا للتراث والمعرفة والجمال.