علمت «الشروق» أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى تلقى رسالة خطية من وزير الخارجية في مجلس الحكم الانتقالي العراقي هوشيار زيباري مؤخرا طلب من خلالها عدم عرض مبادرة اليمن على اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي يبدأ اعماله غدا السبت لاستكمال ما بدأه في تونس قبل شهرين أي مارس الماضي اعدادا للقمة. وعلمت «الشروق» من مصادر مطلعة أن الوزير العراقي عضو مجلس الحكم الانتقالي المؤقت الحاكم تحفظ على مضمون المبادرة التي قدمها اليمن بشأن تقرير مستقبل الأوضاع بالعراق لكن المصادر ذكرت أنه عرض المبادرة ومناقشاتها سيتوقف على قرار مجلس الجامعة منها ومدى حصولها على موافقة الأغلبية («12» دولة) حتى لو تحفظ على عرضها أو رفضها مجلس الحكم استنادا كما ذكرت المصادر الى أنه سلطة انتقالية مؤقتة، كما أن العراق يواجه من المشاكل والتحديات الجسام التي تمس العرب جميعا والأوضاع في المنطقة برمتها ومن ثمّ لا يمكن اعتبار مناقشة مستقبل العراق شأنا للمجلس وحده لكل هذه الاعتبارات. وذكرت المصادر بأن المبادرة اليمنية تحظى باهتمام شديد لما تتضمنه من عناصر مهمة من بينها ضرورة سرعة خروج القوات الأجنبية من العراق وتشكيل قوات حفظ سلام عربية إسلامية تحل محلها الى حين انتخابات حكومة وطنية من جانب الشعب العراقي تتسلم السلطات كاملة. واستبعدت المصادر أن تحدث المبادرة انقساما حولها ولكنها في السياق ذاته توقعت أن تحظى بموافقة كبيرة عليها مع تحفظ البعض الآخر عليها. ومن جانب آخر نفت المصادر بالامانة العامة للجامعة العربية أن تكون قد تلقت طلبا من أي من القوى العراقية لإبقاء مقعد العراق شاغرا خلال اجتماعات وزراء الخارجية التي تعقد غدا ولمدة ثلاثة أيام / ماي الجاري أو حرمان مجلس الحكم الانتقالي من التمثيل بها أو بالقمة المقبلة. ورغم تأكيد المصادر على حق أي قوى عراقية للتقدم بمثل هذا الطلب لكنها لفتت الى حسم مجلس الجامعة من قبل مسألة شغل مقعد العراق وأن يمثله مجلس الحكم الانتقالي لحين استقرار الأوضاع به وانتخاب حكومة وطنية بموجب انتخابات حرة فيما أكدت رفض مبدأ تغييب العراق عن هذه الاجتماعات وبقاء مقعده شاغرا. ومن جانب آخر تبدأ اجتماعات وزراء الخارجية العرب يوم السبت بمقر الأمانة العامة للجامعة برئاسة الحبيب بن يحيى وزير الشؤون الخارجية التونسي حيث ترأس تونس الاجتماعات الوزارية منذ مارس الماضي. وكشفت مصادر مطلعة داخل الامانة العامة للجامعة «للشروق» عن أن المجلس الوزاري سيطلع على عدة تقارير مهمة من بينها تقرير للأمين العام حول نتائج مشاوراته واتصالاته ومحصلة جولاته التي شملت أكثرية الدول العربية منذ تأجيل القمة وما توافر لديه من معلومات حول مواقف الدول العربية سواء في ما يتعلق بالموعد المقترح أو مستوى التمثيل بها إلى جانب ما هو منتظر أن تتمخض عنه من قرارات وخطط تحرك عربي للتعامل مع التحديات الراهنة وما يتعلق بعملية اصلاح الجامعة. كما يستمع المجلس الى تقرير مماثل من السيد الحبيب بن يحيى يتعلق باستعدادات تونس النهائية للقمة ونتائج مشاورتها واتصالاتها حول موعد انعقادها... فيما استبعدت المصادر ان يشهد المجلس فتح ملف التأجيل وملابسات القرار التونسي الذي صدر في 28 مارس الماضي قبل يوم واحد من الموعد المقرر لوصول القادة العرب . ومن المقرر أن تشهد اجتماعات وزراء الخارجية العرب حضورا كبيرا إذ لم يعتذر أي وزير خارجية عن الحضور حتى أمس الخميس. كما سيطلع المجلس الوزاري على تقرير وزير خارجية العراق هوشيار زيباري حول تطورات الأوضاع في العراق وجرائم التعذيب التي ارتكبتها قوات الاحتلال . وفي نفس السياق علمت «الشروق» أن تقريرا سيقدمه رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق قدومي ووزير الشؤون الخارجية نبيل شعث يتعلق بتطورات الأوضاع بالأراضي الفلسطينية المحتلة والتحرك العربي المطلوب للتعامل معها والتصدي لسياسات حكومة شارون.