سرت (الشروق) فاطمة بن عبد الله كرّاي: بدأ أمس اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، برئاسة أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي «وزير الخارجية بالجماهيرية الليبية» موسى كوسا، للتحضير للقمة العربية 22 التي تنطلق غدا بمدينة سرت الليبية، بحضور الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى (الذي حضره 21 وزيرا ماعدا لبنان، التي مثّلها المستشار نزيه عاشور القائم بأعمال السفارة اللبنانية في ليبيا)، الذي ثمّن جهود القادة العرب في الدفاع عن القضايا المصيرية للأمة العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في حمل إسرائيل وإلزامها احترام الإتفاقيات الدولية. من جانبه دعا كوسا الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للقمة العربية، عقب تسلّمه رئاسة الاجتماع من السيد أحمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة لشؤون الخارجية بدولة قطر (رئيسة الدورة السابقة)، الى ضرورة القيام بتحرك عربي فاعل لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وإحباط مخططات إسرائيل لتهويد القدس والحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية بالمدينة المقدسة، موضحا أهمية التضامن العربي مع سوريا ولبنان في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية، مشيرا الى المساندة العربية للعراق من أجل تحرير أرضه والتمسك بهويته العربية الاسلامية. وانتقد كوسا عملية التشويه المنظمة التي يتعرض لها «الاسلام والمسلمون خاصة من جانب أطراف غربية تموله الصليبية الحاقدة، وعلى وجه التحديد من جانب سويسرا»، معتبرا ذلك تعبيرا عن تعصب ديني ضد الاسلام والمسلمين، موضحا أهمية تكاتف الجهود العربية، للعمل من أجل الدفاع عن النفس ومواجهة العدوان بكل أشكاله، ومثمّنا دور العقيد معمر القذافي ومبادراته لإيجاد حل للعديد من المشاكل على الساحة العربية، خاصة ما بذلته ليبيا والقائد في حل مشكلة دارفور بالتعاون مع دولة قطر، كما ثمّن جهود عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية في سبيل العمل العربي المشترك على مختلف الأصعدة، مشيرا الى أن الجهود سوف تتواصل في التضامن مع الصومال، واليمن من أجل إنهاء الاقتتال. وشدد موسى كوسا على أهمية التنسيق والعمل من أجل التكامل والوحدة العربية، موضحا أنه «لا مكان في هذا العالم إلا للكيانات والتكتلات الكبرى، وأكد على أهمية التكامل الاقتصادي العربي، داعيا إلى العمل لتنفيذ نتائج قمة الكويت الاقتصادية. من جانبه قال وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري أحمد بن عبد الله آل محمود أن عام الرئاسة القطرية للقمة العربية كان مليئا بالأحداث والتطورات، ولم تكن المهمة سهلة، ولكن بحكمة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وإرادة إخوانه العرب، وروح الفريق الذي ساد الاجتماعات الوزارية، والجهد الدؤوب من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمكن التحرك بفاعلية للعمل على تذليل كافة الصعاب. معربا عن سعادته لالتئام هذا الاجتماع في مدينة سرت حاضنة أول مؤتمر للوحدة الوطنية الليبية، مثمّنا دور العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية على كرم الضيافة، وعلى الجهود التي بذلت للإعداد، والرعاية الكريمة لتسهيل أعمال الاجتماع الوزاري، وكذلك تثمين تحركات الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ومساعديه وجميع العاملين في الأمانة العامة على ما بذلوه من جهد خلال رئاسة قطر للدورة الحادية والعشرين للقمة. قال آل محمد إن الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال تتطلب عناية قصوى، مشيرا الى التطورات في القضية الفلسطينية، والحصار اللاإنساني للأشقاء العزّل في فلسطين ، كما استعرض بعض إنجازات الرئاسة القطرية للقمة وخاصة جهود اللجنة الوزارية العربية الافريقية المعنية بمعالجة الأزمة في دارفور حيث تم التوقيع على اتفاقين إطاريين بين حكومة العدل والمساواة وحركة التحرير السودان في الدوحة، كما عقد مؤتمر للاستثمار والتنمية في جمهورية جزر القمر في التاسع عشر من الشهر الحالي، وتعدى حجم التعهدات 40 مليون دولار، مؤكدا أن قطر لم تتوان في أي من الموضوعات الأخرى التي لا تقل أهمية. جدل حول القمة القادمة... والعراق يلوّح بالانسحاب سرت «الشروق» من مبعوثتنا الخاصة فاطمة بن عبد الله الكراي: أكد مصدر عربي مسؤول في تصريحات «للشروق» بعد ظهر أمس، وخلال توقف الاجتماعات للغذاء ،انه تم احتواء الموقف بخصوص العراق . وكان جدل طويل شهدته الجلسة الأولى المغلقة لاجتماع وزراء الخارجية العرب أمس ..وكاد أن ينسف الاجتماع نفسه .. حيث أكد المصدر العربي أن الجدل أثير بسبب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيبارى الذي أعلن أنه تلقى تعليمات من حكومة بلاده بالانسحاب من اجتماعات القمة العربية احتجاجا على استقبال العقيد الليبي معمر القذافى وفدا من المقاومة البعثية العراقية. ووفقا لما ذكره المصدر الذي يشارك في اجتماعات وزراء الخارجية فإن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طلب من زيباري الذي سيمثل العراق كذلك في اجتماعات القمة بأن يقتصر التمثيل العراقي في القمة على مستوى المندوب الدائم للجامعة . وأوضح المصدر أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى تدخل من أجل ثني زيباري عن الانسحاب وأنه اتصل هاتفيا برئيس الوزراء نوري المالكي لهذا الغرض. كما ناشد العديد من الوزراء بدورهم بمن في ذلك المسؤولون الليبيون، خلال كلماتهم في الجلسة المغلقة أمس وزير الخارجية العراقي عدم الانسحاب ولكنه أكد أن التعليمات الصادرة إليه حتى الآن هي بالمغادرة فور انتهاء اجتماعات المجلس الوزاري . وكان العقيد القذافي استقبل وفدا من المعارضة العراقية البعثية ضم صلاح عمر العلي عضو مجلس قيادة الثورة العراقي السابق وعصام جلبي وهو وزير نفط عراقي سابق ومحمد الدوري مندوب العراق السابق في الأممالمتحدة، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الليبية الرسمية.. وبدوره استغرق ملف استضافة العراق للقمة ال23 حيزا كبيرا من الجدل حيث دارت مناقشات في الاجتماع المغلق حول طلب العراق استضافة القمة العربية المقبلة على أراضيه العام المقبل وهو ما تحفظت عليه العديد من الوفود بسبب استمرار الاحتلال والأوضاع الأمنية . وعلمت«الشروق» من مصادر مطلعة أن خلافا وقع أمس خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية 22 بمدينة سرت الليبية، بين وزير خارجية سوريا وليد المعلم، ووزير خارجية العراق هوشيار زيباري، الذي هدد بمقاطعة الاجتماع والخروج من القاعة، بسبب الاختلاف مع الوزير السوري حول مكان إنعقاد القمة العربية القادمة، وبينما تمسك زيباري بحق العراق في استضافة القمة الدورية القادمة، تطبيقا لمبدإ الدورية بالحروف الأبجدية ، اعترض الوزير المعلم بحجة أن العراق لازال تحت الاحتلال ، وحاول وزير خارجية مصر أحمد أبوالغيط احتواء الموقف قائلا: «من هنا حتى العام القادم ربما تكون الأمور قد تغيرت».. مشيرا إلى عدم التمسك بالاعتراض على أحقية العراق في رئاسة القمة القادمة، فيما رفض وزير خارجية إحدى الدول الخليجية تعليق الأمور قائلا: « لن ننتظر سنة كاملة حتى نحسم أمر مكان انعقاد القمة العربية القادمة،ومن الواجب حسم الأمر، حتى يكون لدى الدولة المضيفة الوقت الكافي لتتخذ من الاحتياطات والإجراءات الخاصة ما هو ضروري» وقد وجدت آراء أبوالغيط والأمير سعود الفيصل قبولا لدى باقي الوزراء، الذين تحدثوا عن الدور التاريخي لبغداد كعاصمة الخلافة العباسية في فترة زمنية سابقة، وشدد الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي على ضرورة التكاتف العربي تجاه الأحداث التي تمر بها الأمة. لجنة تقصي الحقائق يسعى الأمين العام للجامعة العربية حسب ما أوردته مصادر مطلعة داخل اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية إلى مناقشة مقترح إنشاء لجنة تحقيق حول الجرائم التي ارتكبت أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة، لتستكمل الجهود التي قامت بها لجنة التحقيق المستقلة التي كلفتها الجامعة العربية وترأسها القاضي جون دوجارد. وأوضحت مذكرة اطلعت عليها «الشروق» أن الهدف من هذه اللجنة المقترحة هو جمع أدلة الادعاء وفق المعايير القانونية الدولية، استنادا إلى قواعد المحكمة الجنائية الدولية، «بشكل يتيح رفع دعاوى لملاحقة مرتكبي جرائم الحرب في الدول التي تعمل بموجب مبدإ الاختصاص العالمي، على أن يتم إنجاز ملف جنائي متكامل لرفع دعاوى في حالات متعددة خلال فترة عام من بدء العمل الرسمي للجنة التحقيق». وستتولى اللجنة المقترحة اتخاذ الخطوات اللازمة لاستكمال التحقيق، ولتجهيز اللجنة ملفات الادعاء حول الجرائم بشكل قانوني يعتد به في المحاكم بما في ذلك إعداد الملفات القانونية، وجمع الأدلة الجنائية بإتباع الخطوات الإجرائية التي تطابق المعايير الجنائية التي تطبقها المحاكم المختصة عند النظر في مثل هذه القضايا. وأشارت المذكرة إلى أن لجنة تقصي الحقائق المستقلة برئاسة جون دوغارد والمكلفة من قبل الجامعة العربية، قدمت ورقة حول اقتراح إقامة لجنة التحقيق في الادعاء بشأن الجرائم التي ارتكبت في قطاع غزة، وذلك استنادا إلى تكليفها في الجلسة التي عقدت في مقر جامعة الدول العربية في 18 نوفمبر 2008 بين أعضاء لجنة تقصي الحقائق وجامعة الدول العربية وممثلين من السلطة الفلسطينية. رابطة الجوار العربي؟ من جهة أخرى علمت «الشروق «أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى سيقدم مشروعا لإقامة علاقات وثيقة بين العرب والأطراف الإقليمية المؤثرة كإيران وتركيا إلى قمة سرت. ووصفت مصادر بالأمانة العامة المشروع بأنه بمثابة «رابطة للجوار العربي» ، يهدف إلى توثيق التعاون بالمجالات السياسية والأمنية والاقتصادية مع عدد من الدول التي تشكل محيطا جغرافيا للعالم العربي مثل تركيا و دول أفريقية كنيجيريا وتشاد وإثيوبيا ودول جنوب أوروبا مثل إيطاليا واليونان وإسبانيا، ولم تستثن المصادر من هذه «الرابطة» إيران..