كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أمس الجمعة، عن أن "الوثائق التي سربها إدوارد سنودن، الموظف السابق في الاستخبارات الأمريكية، اللاجئ حاليا في روسيا، تكشف عن وجود قاعدة سرية بريطانية للتجسس على الإنترنت في الشرق الأوسط، وأن عملية جمع المعلومات من الإنترنت هي جزء من مشروع لشبكة الإنترنت تبلغ قيمته مليار استرليني ومازال يجري تجميعه من وكالة الاستخبارات البريطانية". وذكرت الصحيفة، في مقال لها أمس على موقعها الإلكتروني، أنها علمت حصريا أن بريطانيا تدير محطة تجسس على الإنترنت في الشرق الأوسط من أجل اعتراض ومعالجة كميات هائلة من البريد الإلكتروني والمحادثات التليفونية والزيارات التي يقوم بها المتصفحون على شبكة الإنترنت بالنيابة عن وكالات استخباراتية غربية. وأوضحت الصحيفة أن "هذه المحطة قادرة على استغلال واستخلاص بيانات من خلال كابلات الألياف الضوئية البحرية التي تمر بمختلف أنحاء المنطقة ثم يتم نقل المعلومات إلى جهاز المخابرات وتمريرها إلى وكالة الاستخبارات البريطانية في بلدة شلتنهام التي تتشارك تلك المعلومات مع وكالة الأمن القومي داخل الولاياتالمتحدة". ووفق مزاعم الحكومة البريطانية، حسب قول الصحيفة، فإن هذه المحطة تعد عنصرا أساسيا في حرب الغرب على الإرهاب وتوفر نظام "إنذار مبكر" حيويا لأية هجمات محتملة حول العالم. ولفتت "الإندبندنت" إلى أنها لن تكشف عن الموقع المحدد لهذه المحطة، منوهة في الوقت ذاته إلى أن الوثائق المسرية من قبل سنودن تتضمن معلومات عن نشاط هذه المحطة. وأضافت أن "هذه المحطة بالشرق الأوسط تعد أمرا ذي قيمة بالغة للبريطانيين والأمريكيين على حد سواء كونها تمنحهم إمكانية اعتراض الكابلات البحرية المارة عبر المنطقة ومن ثم يتم استنساخ جميع الرسائل والبيانات التي تمر ذهابا وإيابا عبر الكابلات وتخزينها داخل أجهزة حاسب آلي بمساحة تخزين عملاقة ويتم فرزها حتى العثور على معلومات ذات أهمية خاصة". وعلمت "الإندبندنت" أن صحيفة "الجارديان" البريطانية وافقت على طلب الحكومة البريطانية بعدم نشر أية مواد بالوثائق التي سربها سنودين والتى يمكنها الإضرار بالأمن القومي.