دعت منظمة هيومن رايتس ووتش الخميس السلطات التونسية إلى “التخلي” عن قوانين “قمعية” موروثة من عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، إثر إصدار حكم بسجن مغنيي راب 21 شهرا بتهمة “إهانة الشرطة” في أغنية. وأوردت المنظمة في بيان “استخدمت السلطات هذه القوانين وغيرها من القوانين القمعية الموروثة (..) بشكل متكرر لمحاكمة أشكال التعبير التي تعتبرها غير مقبولة”. وقالت “يتعين على السلطات التخلي عن هذه القوانين الموروثة عن الحقبة القمعية بدل استخدامها لإخماد الأصوات المنتقدة”. ولفتت إلى أن “المجلس الوطني التأسيسي الذي له سلطة تشريعية، لم يتخذ أي خطوات لإلغاء هذه القوانين”. وكانت المحكمة الابتدائية بمدينة الحمامات قد قضت، غيابيا، بسجن مغنيي الراب كلاي BBJ وولد الكانز ب21 شهرا بتهمة “إهانة الشرطة” و”التشهير بموظفين عموميين” و”الاعتداء على الأخلاق الحميدة” على خلفية اغنية قدماها يوم 22 أوت في عرض موسيقي ضمن “مهرجان الحمامات الدولي” الذي ترعاه وزارة الثقافة. وقالت هيومن رايتس ووتش ان هذه الاحكام “تنتهك حق المغنين في حرية التعبير”. وتابعت “بعد العرض بقليل، اعتدت الشرطة على مغنيي الراب، واعتقلتهما واحتجزتهما لمدة ساعات، ثم أطلقت سراحهما (..) وبعد ذلك بأسبوع، قامت المحكمة (..) بإدانتهما”. ونقلت عن المحامي غازي مرابط قوله إن موكليه “لم يستلما استدعاءً لحضور المحاكمة، كما تنص على ذلك مجلة الإجراءات الجزائية، وإنه علم بإدانتهما عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.