في زمن ما، كانت الفقرات الصباحية في الاذاعة التونسية لها نكهة خاصة تربّت آذاننا من خلالها على صوت فيروز والأغاني الصباحية الجميلة لاسمهان وأم كلثوم وعفاف راضي ومحمد عبد الوهاب وعلي الرياحي ومحمد الفرشيشي... وكانت هذه الأغاني تدعو للتفاؤل والأمل والاقبال على الحياة. ولكن هذه العادة الجميلة أصبحنا نكاد نفتقدها في الاذاعات التونسية في الصباح اذ أصبحت الاذاعات التونسية تتنافس في الصباح على بث أغاني جورج وسوف ونانسي عجرم وإليسا وغيرهم من مطربي هذه الايام التي انعدم فيها الطرب الاصيل وأصبح نجوم الكباريهات ومطربات غرف النوم يتصدّرون المشهد الفني في العالم العربي وهو مشهد بائس لا نحسد عليه. فرحم الله العمالقة الذين تربت آذاننا على أصواتهم الجميلة ورحم الله الملحنين والشعراء الذين صنعوا الزمن الجميل عندما كانت شادية تشدو بسيد الحبايب و»أقولو لعين الشمس» وعندما كان عبد الوهاب العظيم يغني : «ست الحبايب» وعلي الرياحي يشدو بصباح الخير و»ما تفكرش في الاحزان» وغير ذلك من الروائع التي لن تنسى مهما اشتد تأثير الفضائيات بما تبثه من سموم للعين والأذن!