حذر المتحدث الإعلامي باسم أعيان ومشايخ مدينة سبها الليبية، حسن الرقيق، من محاولات يقوم بها دعاة إقامة فدرالية في إقليم فزان، لحمل السلاح ضد السلطة المركزية في طرابلس، وإجبارها على الرضوخ لمقترحها، واعتبرهم لا يمثلون إلا أنفسهم. ووجه الشيخ حسن الرقيق، جملة من الاتهامات في حق دعاة "فدرالية فزان"، وقال في تصريح للشروق الجزائرية "هم مناهضون للثورة أو مطلوبون للعدالة في جرائم جنائية، يبحثون عن حماية لهم بقوة السلاح"، كما اتهم أطرافا خارجية بمحاولة تعفين الوضع في التراب الليبي، ودون تحديد جهة معينة قال "لقد تم توظيفهم من قبل جهات لصالح تنفيذ أجندات تهدف إلى زعزعة الأمن وهيبة الدولة بالجنوب الليبي"، وربط حسن الرقيق هذه التطورات الخطيرة لتفكيك الدولة الليبية عبر الفدراليات، "إلى ضعف أداء المؤتمر الوطني وعدم تلبية الحكومة لمتطلبات الشارع الليبي خاصة في فزان". وعن تقديره للخطوات القادمة لإعلان فزان اقليما فدراليا، رجح الشيخ حسن الرقيق "قيامهم بالتصعيد ضد الدولة وذلك عبر حمل السلاح، ومحاصرة آبار النفط وأهداف حيوية أخرى بالجنوب، أسوة بما فعله مناصرو الفدرالية بالشرق الليبي، ما يسبب خطرا كبيرا على الدولة الليبية". وتأتي تصريحات الشيخ حسن الرقيق، للرد على إعلان مجموعة من أعيان قبائل في الجنوب الليبي نهاية الأسبوع تشكيل ما أسموه "المجلس الاجتماعي الأعلى" يؤول اليه تفعيل الجيش والشرطة والقضاء وحماية الحدود وحقول النفط والغاز ومنابع المياه الواقعة في اقليم سيطرتها، وسبق خطوة قبائل الجنوب الليبي، إعلان مماثل من قبل زبير السنوسي رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي لإقليم برقة -شرق البلاد- شهر جوان الماضي تشكيل إقليم فدرالي اتحادي ضمن إطار الدولة الليبية، على أن يتولى هو شخصيا إدارة الإقليم المذكور. وهوّن الرئيس السابق لإدارة الأزمة الليبية محمد السنوسي العمراوي، من التجاء القبائل الليبية إنشاء فدراليات بمناطقها، وقال أن الأمر مرخص له وفق الدستوري الليبي، وذكر أن الأمر لا يتم على حساب السلطة المركزية في العاصمة طرابلس، وأن الأمر قد وجد لتسهيل إدارة الشأن المحلي بسبب المساحة الجغرافية للبلاد وترامي أطرافها في مناطق بعيدة عن العاصمة طرابلس. ومن شأن هذه التطورات أن تزيد الوضع تعقيدا، ليس على الداخل الليبي، بل على دول الجوار، خاصة الجزائر، التي أصبحت المناطق الحدودية لها مع ليبيا "مناطق ملتهبة"، كون أنها خارج نطاق سيطرة حكومة علي زيدان، زيادة على ان الفدراليات التي يجري التحضير لها تقع في مناطق غنية بالبترول، فضلا عن انها مصدر للغذاء والماء كما هو الحال مع فزان. ومع الوضع الخطير، دفعت قيادة الجيش بعدد معتبر من عساكرها إلى تلك المناطق، كما سيؤثر إنشاء مناطق فدرالية تحت إدارة قبائل لا تعرف الجهات التي تؤثر عليها، على عملية التنسيق بين الجزائر والسلطة المركزية في طرابلس، في سبيل محاربة الإرهاب وكل أشكال الجريمة المنظمة في تلك المناطق.